ملفات وتقارير

محللون يعتبرون الحديث عن انسحاب انقلابيي عدن "مسرحية"

وزير النقل: عودة مباني ودعوة جنود من الحراسة الرئاسية المدمرة بسلاحهم الشخصي لحراستها ليس عودة للدولة- جيتي
وزير النقل: عودة مباني ودعوة جنود من الحراسة الرئاسية المدمرة بسلاحهم الشخصي لحراستها ليس عودة للدولة- جيتي

يتفق كثير من اليمنيين بأن حديث السعودية، قائدة التحالف العسكري باليمن، عن انسحابات القوات التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" من المقار التابعة للحكومة المعترف بها في مدينة عدن، لا يعدو كونها "مسرحية".

وتفيد مصادر متطابقة من داخل المدينة الساحلية بأن قوات المجلس الانتقالي ما تزال تسيطر على المقار الحكومية المدنية والعسكرية.

وأكدت المصادر لـ"عربي21" أن ما جرى كان انسحابا مؤقتا من مقار رئاسة الحكومة والبنك المركزي اليمني، والمجمع القضائي، بحضور لجنة سعودية إماراتية. وعقب مغادرة اللجنة، عاودت قوات الانتقالي السيطرة على تلك المقار بعد طردها القوات الحكومية المكلفة بحراستها.

"عودة المقار ليس عودة الدولة"

من جهته، قال وزير النقل في الحكومة الشرعية، صالح الجبواني، إن "عودة مباني ودعوة جنود من الحراسة الرئاسية المدمرة بسلاحهم الشخصي لحراستها ليس عودة للدولة كما يبشر البعض".

وأضاف في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر" أن "عودة الدولة بشكل حقيقي لن تتم إلا بتسليح قوات الشرعية بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وتفكيك مليشيات الإمارات، ودمجها بالجيش والأمن، ودفعها للجبهات مع الحوثي".

"استهلاك إعلامي"


وفي هذا السياق، وصف أستاذ الإعلام بجامعة قطر، الدكتور عبد الرحمن محمد الشامي، ما يقال عن انسحاب القوات التابعة للمجلس الانتقالي بأنه "لمجرد الاستهلاك الإعلامي".

وقال في حديث لـ"عربي21" إن ما قام به المجلس الانتقالي في عدن هو "انقلاب على الشرعية اليمينة مكتمل الأركان بدعم إماراتي معلن، ودعم سعودي غير معلن، أو على الأقل مباركة وتأييد، وهو ما أكده نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في تسجيل بث في اليوم التالي للانقلاب".

وبحسب الأكاديمي اليمني، فإنه بناء على المعطيات السابقة، فإنه "من غير الوارد عودة الأوضاع إلى ما قبل هذا الانقلاب المشؤوم، وبخاصة في ظل الضعف البين الذي تعيشه الشرعية، واستسلامها التام للسعودية، وعدم قدرتها على فعل شيء ضد الإمارات، التي تأكد منذ فترة طويلة عملها ضد الشرعية، وسعيها لفصل الجنوب عن الشمال".

وأكد أستاذ الإعلام بجامعة قطر أن الكلام عن الانسحاب هو "كلام مجاف للمنطق، ومناف للواقع على الأرض، ولمجريات الأحداث خلال الأشهر والسنوات الماضية، ولو تم -وهو مستبعد- فهو يعني انتحار المجلس الانتقال شعبيا".

وهاجم المتحدث ذاته قيادة الشرعية قائلا: "ما تم هو نتيجة طبيعية للأداء الهزيل للشرعية في المناطق المحررة، وبخاصة في العاصمة المؤقتة عدن، وهو ما تكلل بالانقلاب الكامل عليها، وطردها منها، بعدما تم تشكيل جيش ومعسكرات ووحدات عسكرية خارج سيطرة المؤسسة العسكرية اليمنية، وعلى مرأى ومسمع منها، وظلت صامتة، واكتفت بالفرجة على ما يحدث".

"مسرحية وفرقعات"

من جهته، اعتبر الصحفي اليمني أحمد ماهر أن أي حديث عن انسحابات في عدن ما هو إلا "مسرحية وفرقعات إعلامية لا غير".

وقال في حديث لـ"عربي21": "ما زال المجلس الانتقالي مسيطرا على المؤسسات الحكومية والمعسكرات".

ووفق الصحفي ماهر، فإن التحالف الذي تقوده الرياض "في منعطف خطير، وعليه الإيفاء بتعهداته للرئاسة اليمنية والمجتمع الدولي، وإخراج المجلس الانتقالي من مرافق الدولة". مشيرا إلى أن التحالف سيتحمل تبعات هذا العمل؛ لأنه سيكون داعما أساسيا للانقلاب على الشرعية بالجنوب".

ولفت إلى أن الوضع في عدن "خطير". موضحا أن التصريحات الصادرة من قيادة المجلس الانتقالي "تتم برعاية دولة الإمارات، التي هي طرف بالتحالف الذي جاء من أجل الشرعية".

وبحسب ماهر، فإن  الدور السعودي "غير مفهوم لحد الآن، ولا نستطيع أن نحكم عليه إلا بعد تسليم القوات التابعة للمجلس الانتقالي لكافة المقرات التي استولت عليها في عدن".

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي نفى على لسان ناطقه الرسمي، نزار هيثم، في تصريحات صحفية، السبت، انسحاب قواته من المعسكرات والمواقع الحيوية في العاصمة المؤقتة عدن، منوها إلى أن الانسحاب جرى فقط من بعض المرافق الخدمية.

 

اقرأ أيضا: "الانتقالي" ينفي انسحابه من مواقع حيوية بعدن.. ويهدد الرياض

التعليقات (0)