ملفات وتقارير

العمليات المسلحة الأخيرة بغزة.. مقاومة فردية أم رسائل خفية؟

بدأت باكورة العمليات المسلحة الأخيرة على حدود قطاع غزة في الأول من آب/ أغسطس الجاري- جيتي
بدأت باكورة العمليات المسلحة الأخيرة على حدود قطاع غزة في الأول من آب/ أغسطس الجاري- جيتي

بدأت باكورة العمليات المسلحة الفلسطينية على حدود قطاع غزة في الأول من آب/ أغسطس الجاري، حينما قتل جيش الاحتلال فلسطينيا اشتبك مع جنوده وجرح ثلاثة منهم قرب السياج الفاصل لمدينة خانيونس جنوب القطاع.


ومن ثم أعلنت قوات الاحتلال في 10 آب/ أغسطس قتلها أربعة فلسطينيين قالت إنهم "مسلحون"، بعد اقترابهم من السياج الفاصل شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، وسحب الاحتلال جثثهم وعرض أسلحة ثقيلة وخفيفة كانوا يحملونها، فيما قال فلسطينيون إن المجموعة المقاومة خاضت اشتباكا مسلحا.

 

قدرة أكبر


وفي اليوم التالي (11 آب/ أغسطس)، أعلنت مصادر لـ"عربي21" أن فلسطينيا استشهد بعد خوضه اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال قرب السياج الفاصل شمال قطاع غزة، موضحة أن الشهيد يعمل في قوة الضبط الميداني التابعة للمقاومة الفلسطينية.


وفي ظل تكرار هذه العمليات المسلحة، جاء الاشتباك الرابع مساء السبت (17 آب/ أغسطس)، حينما أعلنت قوات الاحتلال أن مجموعة من الفلسطينيين خاضوا اشتباكا مسلحا مع قوات إسرائيلية شمال قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة منهم.

 

اقرأ أيضا: شهيد فلسطيني وإصابة 3 من جنود الاحتلال جنوبي قطاع غزة


وإذا ما كانت هذه العمليات "فردية" أم تقف وراءها التنظيمات الفلسطينية، يرى الكاتب الفلسطيني والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أنها "عمليات فردية ارتجالية غير فصائلية، ولا ترعى بتوجيهات وتخطيطات من الفصائل"، مؤكدا أن "الفصائل لديها قدرة أكبر على التأثير وإيذاء الاحتلال".


ويضيف المدهون لـ"عربي21" أن "الفصائل بإمكانها تنفيذ عمليات تكون في العمق وتصيب الاحتلال إصابة بالغة"، مستدركا بقوله: "هناك حالة غضب داخل صفوف الشباب في قطاع غزة تجاه استمرار الحصار والتضييق، وهذا الغضب الشعبي يتجه دائما في وجه الاحتلال".


ويشدد المدهون على أن "هذه العمليات فدائية وارتجالية وتظهر غضبا كبيرا بسبب استمرار العدوان والحصار بالضفة وغزة"، معتقدا أن "المقاومة الشعبية غير الموجهة والمخططة قد تكون خيارا شعبيا لا يستطيع أحد إيقافها".


وفي غضون ذلك، يؤكد المختص بالشأن العسكري للمقاومة الفلسطينية رامي أبو زبيدة أن "المقاومة بلا قيادة أو العمليات الفردية، هي تكتيك من العمل العسكري يقوم به فرد أو بعض الأفراد بمفردهم دون ارتباط تنظيمي، ودون لقاءات مباشرة ودون تمويل ودعم تنظيميين".

 

اقرأ أيضا: 3 شهداء في قصف الاحتلال لمقاومين شمال غزة والفصائل تتوعد

ويشير أبو زبيدة لـ"عربي21" إلى أن "الحالة المتأزمة والضغط الكبير اللذين يتعرض لهما قطاع غزة والقضية الفلسطينية والشباب على وجه الخصوص، أنتجا هذا النوع من العمليات"، منوها إلى أن "إشكالية التحكم والسيطرة مطروحة منذ القدم، في ظل زيادة حجم القوات وانتشارها".


ولفت أبو زبيدة إلى أن "موضوع التحكم والسيطرة يعد من أخطر التحديات، التي تواجه حروب العصابات".

 

الغضب والضغط


بدورها، نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا شمال قطاع غزة مساء السبت، وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني.


وأكدت الحركة في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والتصدي لكل أشكال العدوان الإسرائيلي، أمام هذه الجرائم.


وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم حركة حـماس عبد اللطيف القانـوع إن "الاحتلال يواصل استخدام القوة المفرطة وارتكاب الجرائم المنظمة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وشبابه الثائرين في وجه الحصار والظلم والإرهاب في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غرة".


وذكر القانوع في تصريح وصل "عربي21" نسخة منه، أن "هذه الجريمة النكراء تعكس سلوك الاحتلال الوحشي ضد أبناء شعبنا ودليل على بشاعة جرائمه التي يرتكبها"، مشيرا إلى أن "حالة الغضب والضغط التي يعيشها أبناء شعبنا ستنفجر في وجه الاحتلال ما لم يرفع الحصار عن قطاع غزة، ويوقف جرائمه وإرهابه المنظم واقتحامه المتكرر للمسجد الأقصى".


وأكد القانوع أن "عجز المجتمع الدولي وصمته يشجعان الاحتلال على استمرار الحصار على قطاع غزة، وارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات، وهو ما يتناقض مع القوانين الدولية والإنسانية".

التعليقات (0)