صحافة دولية

NYT: كيف أصبحت عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية مهزلة؟

فريدمان: عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية تحولت لمهزلة وبحاجة لخطة إنقاذ- جيتي
فريدمان: عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية تحولت لمهزلة وبحاجة لخطة إنقاذ- جيتي

كتب المعلق المعروف في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان مقالا، يقول فيه إن إلغاء رحلة نائبتين من الحزب الديمقراطي إلى إسرائيل كان منعا مفيدا لسبب واحد.

 

ويقول فريدمان في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "هذا المنع كان مفيدا، لأنه كشف عن الكيفية التي تحولت فيها عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية إلى مهرجان مثير للشفقة للتفكير الخيالي، وعمل درامي وإنكار للواقع، بالإضافة إلى جمع التبرعات السياسية والفساد السياسي الواضح، وأصبح الأمر يتعلق بكل شيء باستثناء ما يجب أن يحتوي عليه للنجاح: قيادة شجاعة ونزيهة ودبلوماسية خلاقة". 

 

ويشير الكاتب إلى أن "جارد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، قضى ثلاثة أعوام يعمل على خطة سلام لا يريد أن يريها لأحد، وإنجازه الوحيد هو الورشة الاقتصادية التي عقدها في البحرين، ولم يحضرها لا الفلسطينيون أو الإسرائيليون". 

 

ويقول فريدمان: "يبدو أن كوشنر يؤمن بأن الحل يمكن من خلال الإسرائيليين والتمويل الخليجي بصفته ورقة نفوذ يتم من خلالها شراء الطموحات الفلسطينية للتنازل عن السيادة والدولة". 

 

ويرى الكاتب أن "كوشنر يستحق بعض الثناء؛ لتفكيره حول ضرورة الاستثمارات في الضفة الغربية، لكنه وقع أسر التفكير السحري عندما سمح لأن تخدم الملامح الدبلوماسية لخطته كلها الاحتياجات السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". 

 

ويلفت فريدمان إلى أن "السبب وراء تأجيل الكشف عن الخطة هو أنها لا تخدم مصالح نتنياهو الانتخابية، ومع أن الخطة منحت الفلسطينيين نوعا من الحكم الذاتي في الضفة الغربية وأحياء في القدس، إلا أنها لا تخدم نتنياهو، الذي يريد الحصول على صوت المستوطنين كلهم للفوز مرة ثانية في الانتخابات". 

 

ويشك الكاتب في تصريحات ترامب بأنه سيفرج عن الخطة بعد الانتخابات الإسرائيلية، "فالمساهمة الوحيدة لترامب في الخطة هي استغلالها من خلال التعبير عن دعمه لنتنياهو من أجل الحصول على تبرعات شيلدون إديلسون، وتصويت اليهود في فلوريدا، ولو لم يكن ترامب راغبا في نشر خطة كوشنر فلن يتم الكشف عنها". 

 

ويعلق فريدمان قائلا إن "كوشنر ليس لديه شركاء فلسطينيون لدعم خطته بالطريقة ذاتها التي ليس فيها للديمقراطيين شركاء لدعم (حل الدولتين)، وهم يتظاهرون بدعم نتنياهو للحل، مع أنه تحرك علنا وبشكل تدريجي نحو ضم الضفة الغربية، بل إن إسرائيل وحلفاءها في الكابيتال هيل قاموا بعرقلة محاولة من بعض الديمقراطيين والجمهوريين لتمرير قرار خفيف ينص على ضرورة بقاء حل الدولتين على الطاولة". 

 

ويقول الكاتب إنه لا يريد أن يكون قاسيا على الديمقراطيين، أي يسار الوسط منهم؛ "لأن يسار الوسط الإسرائيلي لا خطة لديه أيضا، ولا يخوض التحالف (أبيض أزرق) على ورقة انتخابية تعترف بهذا المبدأ، أي حل الدولتين، ويخشى أن يظهر بمظهر الساذج ويخسر أصوات يمين الوسط الإسرائيليين".

 

ويفيد فريدمان بأن "إنكار الحقيقة والمسألة الوجودية لإسرائيل، التي تتعلق بوضع 25 مليون فلسطيني في الضفة الغربية، ليس محلا للنقاش في انتخابات أيلول/ سبتمبر، وبعيدا عن الأمريكيين ويسار الوسط الإسرائيلي، فإن الفلسطينيين ليست لديهم خطة واضحة ومفصلة لحل الدولتين، ولو كانت لديهم فإنهم لا يملكون سلطة قادرة على تمثيلهم للتفاوض مع إسرائيل لإنهاء النزاع مع إسرائيل، وذلك لأن الفلسطينيين موزعون بين حركة حماس الإسلامية في غزة، والسلطة الوطنية العلمانية في الضفة الغربية، وكلاهما تقودان كيانا شبه فاشل". 

 

ويقول الكاتب: "إن كانت أطراف النزاع ليست لديها خطة، فكذلك الديمقراطيون التقدميون في الكونغرس والداعمون لفلسطين في حرم الجامعات الأمريكية وأوروبا ليست لديهم خطة، لكن لديهم موقف، وعادة ما يتم التعبير عنه من خلال حركة المقاطعة، التي تقول في موقعها على الإنترنت إنها لا تدعو لحل محدد للنزاع، ولا تدعو إلى حل الدولتين أو الدولة الواحدة، وهي تدعو لمقاطعة إسرائيل حتى تتوقف عن احتلالها واستعمارها للأرض العربية، وهي لا تحدد فيما إن كانت الأرض في الضفة الغربية أو القدس أو كامل إسرائيل، وتدعو لعودة اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم منذ عام 1948، لا للدولة الفلسطينية المستقبلية في الضفة الغربية، لكن لقراهم الأصلية فيما يعرف الآن بإسرائيل". 

 

ويجد فريدمان أنه "لهذا كله، فإن الداعين لمقاطعة البضائع الإسرائيلية، الذين لا يفرقون بين الأراضي المحتلة ومقاطعة الدولة اليهودية، ليست لديهم خطة أو شريك إسرائيلي، ومن هنا فإن لدينا خطة سلام دون شركاء وحركات دون خطط". 

 

ويأمل الكاتب بخطة انسحاب فردية، مثلما فعل أرييل شارون في عزة عام 2005، و"لو ظهر زعيم قادر على عمل الأمر ذاته في الضفة فإن الجيش الإسرائيلي سيتولى مسائل الأمن، تاركا شؤون الاقتصاد وحركة السكان للفلسطينيين، وفي الوقت ذاته الحد من المستوطنات في الضفة الغربية". 

 

وينوه فريدمان إلى أن "هناك حوالي 105 آلاف مستوطن يهودي يعيشون في داخل الضفة الغربية، في قلب ما ستقوم عليه الدولة الفلسطينية، أي يعيشون خارج الكتل الاستيطانية، حيث يعيش 300 ألف مستوطن، وسيظلون بعد أي اتفاقية سلام". 

 

ويرى الكاتب أنه "في حال بقاء هؤلاء المستوطنين داخل الضفة الغربية، ولم يتم تقديم حوافز لهم للخروج، فإنه لن يكون هناك أمل بحل الدولتين، والحل هو دولة واحدة لشعبين، ما يعني نزاعا دائما، وما يحتاجه الإسرائيليون والفلسطينيون الآن ليس اتفاقية سلام، بل اتفاقية لإنقاذ اتفاقية السلام".

 

ويختم فريدمان مقاله بالقول إن "الرجل الوحيد القادر على عمل هذا هو نتنياهو الذي يركز الآن على حماية نفسه من تهم الرشوة والفساد، وربما كان بيني غانتز زعيم تحالف أبيض أزرق".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)