سياسة عربية

تحذيرات إسرائيلية من انتفاضة فلسطينية شعبية يصعب وقفها

عملية دوليب ليست حادثة وحيدة بل حلقة في سلسلة عمليات ضد الاحتلال في الضفة- الأناضول
عملية دوليب ليست حادثة وحيدة بل حلقة في سلسلة عمليات ضد الاحتلال في الضفة- الأناضول

حذر خبير إسرائيلي بارز، من إمكانية وقوع انتفاضة فلسطينية شعبية جديدة، يصعب على "إسرائيل" وقفها، مؤكدا أن قطاع غزة المحاصر والضفة للغربية المحتلة، هما اليوم بركانين قبيل لحظة الانفجار الحارق.

ونوه الخبير العسكري الإسرائيلي يوسي ملمان، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أنه "لا ينبغي أن نرى في عملية دوليب، حادثة وحيدة أو شاذة، فالحديث يدور عن حلقة في سلسلة عمليات في الأسابيع الأخيرة ضد المستوطنين وقوات الأمن في الضفة الغربية والقدس".

ورأى أن "هذه الأحداث تخلق إلى جانب مواجهات غزة، حركة كماشة، تغلق على الحكومة الإسرائيلية، الجيش والمخابرات الإسرائيلية".

وبين أن "أجهزة الأمن ومؤسسات البحث ومعاهد التفكير الإسرائيلية المليئة بخريجي أجهزة الأمن، يحذرون من أن كل الدلائل تشير إلى اشتعال جديد، وخاصة في الضفة، بصيغة 2015، التي وصفت بانتفاضة الأفراد أو انتفاضة السكاكين، وبالفعل ثمة غير قليل من الدلائل المشابهة".

 

اقرأ أيضا: ضابط إسرائيلي: حماس تنتقل من جناح مسلح إلى جيش نظامي

وذكر ملمان، أن "العمليات هي لأفراد أو لثنائي من الشباب عديم الهوية أو الانتماء التنظيمي"، مرجحا أن "يؤدي التصعيد إلى حرب".

وأشار إلى أن هناك عدد غير قليل "من الفوارق بين الوضع في غزة والضفة"، زاعما أن "الوضع في غزة تحسن قليلا بسبب ضخ الأموال من قطر والسلطة الفلسطينية".

وأضاف: "حماس تريد الهدوء على السياج وتقليص الاحتكاك، ولكنها في نفس الوقت تشجع وتحث وتبادر لعمليات في الضفة، على أمل أن ترد إسرائيل فتضعف السلطة لدرجة حلها"، بحسب قوله.

في المقابل في الضفة، "السلطة وأجهزتها الأمنية تواصل التعاون والتنسيق الأمني مع الجيش والمخابرات الإسرائيلية، كما أنها تعنى بأمر خليفة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس". 

وبحسب الخبير الذي بين أن "الضائقة الاقتصادية في الضفة آخذة في التزايد؛ ومصدرها الأساس هو القرار الإسرائيلي بالاقتطاع من أموال ضرائب السلطة دفعاتها لعائلات الأسرى".

ونبه أن "كل المنطق الإسرائيلي بتشجيع جهاز الأمن في السنوات الأخيرة، استند إلى أن الوضع الاقتصادي في الضفة مستقر، ولكن في السنة الأخيرة هناك تدهور في الوضع"، مؤكدا أن "الوضع الاقتصادي هو القاسم المشترك بين غزة والضفة".

وأكد أن "الوضع يؤدي إلى اليأس والإحباط، وخاصة لدى الجيل الشاب، الذي يوجه غضبه صوب إسرائيل، وأيضا ضد السلطة وحماس"، بحسب تقديره.

 

اقرأ أيضا: هآرتس: عمليات الضفة تعمل ضمن شبكة محلية تشجعها حماس

ولفت إلى أن أنه "ينبغي في إسرائيل أن يكونوا قلقين، فالشبان في غزة ممن ينشطون على الجدار أو يأخذون سكاكين ويهاجمون القوات الإسرائيلية في القدس، يذكروننا أكثر بأحداث الانتفاضة الأولى من أحداث 2015".

وأضاف: "يدور الحديث عن مؤشرات أولى لانتفاضة شعبية وعفوية على نمط انتفاضة 1987، والتي فوجئ بها الجيش والمخابرات الإسرائيلية ووجدوا صعوبة في وقفها".

وتابع: "الجيش والمخابرات غير متفاجئين، فوحدات البحث لديهم تشير إلى ذلك منذ زمن بعيد، ولكن حكومة بنيامين نتنياهو تمتنع عن الإنصات لها، وهي تفضل السير وراء أيديولوجيتها" على حد تعبيره.

وأكمل: "غاية حكومة نتنياهو الامتناع عن المفاوضات التسويات الاقتصادية بعيدة المدى، وذلك كي تشق الشعب الفلسطيني وتقسم بين الضفة وغزة وبين حماس والسلطة، وقد نجحت في ذلك حتى اليوم إلى حد ما، ولكن ما يعتمل في الأشهر الأخيرة ويصعد للسطح يشهد على أن الحال لا يدوم إلى الأبد".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يواصل البحث عن منفذي عملية دوليب بالضفة الغربية

وبرغم توقع ملمان أن تعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي منفذ عملية "دوليب" التي أدت لمقتل مستوطنة وإصابة اثنين آخرين، إلى أنه أكد أن "الأمر لن يغير حقيقة أن غزة والضفة هما اليوم بركانين، يقفان قبل لحظة من انفجار اللهيب الحارق منهما".

التعليقات (1)
محمد يعقوب
الأحد، 25-08-2019 05:53 م
ما قاله الخبير العسكرى يوسى ميلمان، هو الحقيقة وهو إنذار للمسؤولين في الجهتين. شباب الضفة يغلى لأسباب كثيرة، في مقدمتها فساد السلطة وإستئثار أفرادها بالثروة والمناصب هم وأولادهم وأقاربهم وربما جيرانهم. شباب الضفة معظمه عاطل عن العمل ومضطهد من قبل أجهزة أمن عباس. لن يستمر الحال في الضفة على ما هو عليه أليوم. سيثور الشباب لسحق السلطة أولا ومن ثم توجيه غضبهم للعدو. غزة تعانى أكثر، لا كهرباء ولا عمل ولا أمل بمستقبل واعد. الطوفان قادم لا محالة، لأن الحال وصل إلى حد ألإنفجار في وجه الجميع.