صحافة دولية

FP: هل يكون العراق الجبهة الجديدة لنزاع إسرائيل ضد إيران؟

فورين بوليسي: إسرائيل تفتح جبهة ضد إيران في العراق- جيتي
فورين بوليسي: إسرائيل تفتح جبهة ضد إيران في العراق- جيتي

نشر موقع "فورين بوليسي" مقالا للجنرال الإسرائيلي المتقاعد عاموس يالدين، والباحث في معهد الأمن القومي في إسرائيل أري هيستين، يتحدثان فيه عن الجبهة الجديدة في النزاع الإسرائيلي مع إيران

ويقول الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إن "إسرائيل تواجه تهديدات جديدة نابعة من العراق، ولأول مرة، منذ تدميرها المفاعل النووي العراقي أوسيراك عام 1981، وكان الهجوم سابقة تاريخية حدد ما صار يعرف بعقيدة بيغن، على اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، ويقوم على منع أي دولة معادية لإسرائيل من الحصول على أسلحة نووية". 

ويشير الكاتبان إلى أن "الخطة كانت أن تبقى الضربة سرية، ولا تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها، وكانت العملية قبل أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية، ونسبة العملية لبيغن كانت أمرا مغريا له، وأثارت هذه العملية غضبا أمريكيا، وكان رد فعل أمريكا شجبها، وحظرت تسليم سرب مقاتلات أف-16 إلى إسرائيل". 

ويقول الكاتبان: "بعد 38 عاما، يبدو أن إسرائيل قامت بغارة داخل الأراضي العراقية، وحدثت الغارة في 20 آب/ أغسطس على قاعدة بلد الجوية، وكانت واحدة من أربع غارات استهدفت المليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق، واستهدفت التفجيرات شحنات صواريخ ومعدات أخرى، وظلت الهجمات الأخرى دون أن تتحمل أي جهة المسؤولية عنها". 

ويفيد الكاتبان بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه انتخابات في الأسابيع المقبلة، حيث تتراجع شعبية كتلته من اليمين المتطرف في استطلاعات الرأي، وعندما سئل عن الغارات في العراق، قال: "نحن نعمل، ليس عندما تستدعي الضرورة، لكن في مناطق عدة ضد دولة تريد محونا، وبالطبع أعطيت قوات الأمن الحرية المطلقة لعمل أمر ضروري لإحباط خطط إيران". 

 

ويجد الكاتبان أن "رد أمريكا على الغارات الأخيرة يشبه ردها على الغارة التي نفذت عام 1981، أي تسريب معلومات عن الجهة المسؤولة عن الغارات وشجب ضمني لها، ولم يشجب دونالد ترامب الأمر علانية، وربما لم يكن مندهشا منه، وتم التنسيق مع القادة الكبار في إدارته، إلا أن العناصر الأخرى في الحكومة الأمريكية لم تكن راضية عن النشاطات الإسرائيلية المزعومة في العراق". 

ويرى الكاتبان أنه "من أجل فهم المنطق وراء الغارات الأخيرة، فمن الضروري النظر إليها من خلال منظور مواجهة إسرائيل لإيران، ونشرها صواريخ في المنطقة".

ويبين الكاتبان أن "الأسلحة خطيرة أكثر من الصواريخ غير الدقيقة، التي تحتاج إلى قدرات عالية لإطلاقها، وتهدف إيران لتقديم آلاف الصواريخ بمدى يتراوح ما بين 100- 600 ميل في سوريا ولبنان والعراق". 

ويذكر الكاتبان أن "إسرائيل تلاحظ تزويد إيران أسلحة متقدمة للجماعات الوكيلة لها، مثل حزب الله، وتلك التي في العراق والحرس الثوري في سوريا. إن إصرار إيران على تزويد جماعاتها، وغضب أمريكا على تدميرها قد يدفعان إسرائيل لإعادة النظر في المدى الذي ستذهب فيه لمواجهة السلاح الإيراني الدقيق، وفيما إن كانت هذه الأسلحة تندرج في (عقيدة بيغن) التي غطت في السابق السلاح النووي". 

ويلفت الكاتبان إلى أن "إيران استغلت ضعف نظام بشار الأسد الذي دعمته طوال الحرب الأهلية في سوريا، وحاولت منذ عام 2017 بناء قواعد دائمة لها هناك، إلا أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني فشل في التعامل مع قدرات إسرائيل العسكرية والاستخباراتية؛ نظرا لقربها من المسرح السوري، وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن إسرائيل شنت أكثر من 200 غارة ضد مواقع إيرانية منذ عام 2017". 

ويستدرك الكاتبان بأنه "رغم ما يبدو أنه انتصار حاسم لإسرائيل في الجولة الأولى في المعركة لمنع إيران من تقوية قواتها في سوريا في الفترة ما بين 2017 – 2018، إلا أن طهران أظهرت صبرا وإصرارا، وستحاول التعلم من الدروس المتعلقة بقدرات إسرائيل ومحدوديتها ومشاركتها في المستقبل، وستحاول البحث عن مناطق أخرى غير ملائمة لإسرائيل لنقل أسلحتها الدقيقة، وقد نقلت معظم برامجها الصاروخية إلى لبنان، حيث تبدو إسرائيل أقل ميلا لتوجيه ضربات لتجنب مواجهة مع حزب الله". 

ويقول الكاتبان إن "إيران تحصل على منافع للعمل في العراق أكثر من سوريا؛ أولا لأنه بعيدا عنها، ولأنه لم يحدد بصفته منطقة رئيسية لنشاطات الجيش الإسرائيلي منذ سقوط صدام حسين عام 2003، ولهذا تفترض إيران أن قدرات إسرائيل الاستخباراتية ليست قوية، أما الأمر الثاني، فإن إسرائيل استطاعت بناء سابقة لضرب أهداف في سوريا دون رد أبعد من الضربات الجوية، وهذا لم يحدث في العراق، ومحاولة خلقه هناك معقدة ومحفوفة بالمخاطر". 

ويرى الكاتبان أن "إسرائيل لا تستطيع رسم قواعد اللعبة في العراق مثلما فعلت في سوريا، فالمشهد هناك تعمل فيه سلسلة من الحركات المعادية، بالإضافة إلى القوات الأمريكية والإيرانية، والأمر الثالث هو أن وجود القوات الأمريكية في العراق يمنح بديلا للجماعات الشيعية التي تهدف للانتقام من العمليات الأخيرة، ما سيؤثر بالضرورة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية". 

ويجد الكاتبان أنه "مع ذلك، فإن إسرائيل تستطيع جمع معلومات أمنية عالية الجودة، وفي الوقت الذي يتعامل فيه الأمريكيون مع الهجمات بنوع من الغضب، إلا أن ترامب قد يتعامل معها من خلال الهجمات على العدو المشترك، وبالتأكيد فلا تريد أمريكا تحول العراق لمنطقة إطلاق الصواريخ أو السماح للمليشيات الشيعية بالسيطرة على العراق". 

ويختم الكاتبان مقالهما بالقول إن "إسرائيل استطاعت التوصل لآلية نزع التوتر مع روسيا في سوريا، والأحرى القيام بهذه الآلية مع حليف أقرب إليها، وهي الولايات المتحدة في العراق، وأخيرا عبرت إيران عن عدم رغبتها بالتصعيد في العراق خوفا من توسع المواجهة".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)