صحافة دولية

NYT: قد يحب ناخبو إسرائيل وعود نتنياهو.. هل يصدقونها؟

نيويورك تايمز: يحب الناخبون الإسرائيليون وعود نتنياهو لكنهم لا يصدقونها- جيتي
نيويورك تايمز: يحب الناخبون الإسرائيليون وعود نتنياهو لكنهم لا يصدقونها- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلتها في القدس، إيزابيل كيرشنر، تقول فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا خلال حملته الانتخابية عام 2009 إلى تدمير حركة حماس، التي تسيطر على غزة، لكن بعد الانتخابات ضعف واحتوى حركة حماس. 

 

وتقول كيرشنر: "لذلك، فإنه كان من المحرج لرئيس الوزراء أن اضطر مرافقوه لإنزاله بسرعة عن المنصة خلال تجمع ضمن حملته الانتخابية ليلة الثلاثاء في جنوب إسرائيل؛ خوفا من صاروخ قادم تم إطلاقه من غزة".

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن يوم الأربعاء شكل يوما مهما للمنتقدين والمعلقين، الذين شككوا في مدى مصداقية نتنياهو حول وعوده عشية الانتخابات بخصوص ضم وادي الأردن.

 

وتنقل الصحيفة عن المعلقة السياسية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، قولها حول لقطات الفيديو من مدينة أسدود، التي تمت مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية والفلسطينية: "لقد وعد نتنياهو الشعب ببيان درامي، لكن ما حصل عليه الشعب هو لقطات فيديو درامية"، وأضافت: "لقد أصبح واضحا أن حركة حماس تدير أفضل حملة ضد نتنياهو.. فلا شيء يمكن أن يقوله أي زعيم معارضة حول فشل نتنياهو الأمني، سيبقى في ذاكرة الجمهور مثل صاروخ يتم اعتراضه فوق رأس رئيس الوزراء".

وتورد الكاتبة نقلا عن الجيش، قوله إن طائراته قصفت 15 هدفا للنشطاء، بما في ذلك نفق تابع لحركة حماس خلال الليل في غزة؛ ردا على الصاروخين اللذين أطلقا من غزة، مشيرة إلى أنه تم إطلاق ثلاثة صواريخ أخرى من غزة يوم الأربعاء، بحسب الجيش، ولم يتم الإخبار عن أي إصابات في الجانب الإسرائيلي.

 

ويلفت التقرير إلى أن عدم الثقة في أسلوب نتنياهو الاستعراضي أصبح عميقا جدا، خاصة في وقت تقترب فيه الانتخابات ويشتد فيها التنافس، حيث سيذهب الناخبون للاقتراع يوم الثلاثاء القادم، مشيرا إلى أن بعض مؤيديه يشكون في صدقه حول ضم الأراضي.

 

وتنقل الصحيفة عن شلومو زديك، البالغ من العمر 70 عاما، الذي كان من رواد الاستيطان في وادي الأردن، قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قد فاز في الانتخابات بوعد الضم، وقال زديك: "لقد لامس نتنياهو أمس قضية كانت مهمة بالنسبة لي لفترة طويلة.. سأصوت له بسبب الأمل في أن يقوم بالوفاء بوعده، وليس لأني فعلا أعتقد أنه سيفعل".

وتقول كيرشنر إن نتنياهو يكافح لأجل بقائه السياسي، في الوقت الذي يواجه فيه احتمال توجيه تهم في ثلاث قضايا فساد، مشيرة إلى أنه سيكون هناك جلسة استماع مع المدعي العام في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر.

 

وينوه التقرير إلى أنه قبل أقل من أسبوع على الانتخابات، فإن الاستطلاعات تظهر حزب الليكود على قدم المساواة مع حزب الوسط أزرق وأبيض، الذي يقوده منافس نتنياهو الرئيسي بني غانتز، رئيس الأركان الأسبق.

 

وتورد الصحيفة نقلا عن عانتز، قوله معلقا على الصواريخ خلال تجمع انتخابي: "اليوم شاهدنا كيف يترجم الكلام الكبير إلى صفر من الفعل، فبدلا من إصدار تصريحات فارغة بخصوص وادي الأردن، فإننا ننوي أن نحافظ على سيادتنا في الجنوب".

 

وتشير الكاتبة إلى أن غابي اشكينازي، وهو واحد من ثلاثة رؤساء أركان سابقين في حزب أزرق وأبيض، كان يتحدث في الوقت ذاته في عسقلان، بالقرب من غزة، لكنه لم يغادر المنصة عندما انطلقت صفارات الإنذار. 

 

ويلفت التقرير إلى أنه في رد غاضب لبعض ردود الفعل الساخرة من طرف حزب أزرق وأبيض، فإن حزب الليكود أصدر بيانا صباح الأربعاء، قال فيه، "إننا وصلنا إلى الحضيض في الانتخابات: قيام ثلاثة رؤساء أركان سابقين بالتندر على إطلاق صواريخ ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي".

 

وتستدرك الصحيفة بأن الناخبين على اليمين واليسار ينظرون إلى وعود حملة نتنياهو بكثير من التشكك، فقد وعد سابقا بالبناء في منطقة مثيرة للخلاف وإشكالية في منطقة في الضفة الغربية، وهي E1 إلى الشرق من القدس، لكنه تراجع تحت الضغط الدولي، وقبل أيام من الانتخابات الأخيرة التي انتهت دون حسم في نيسان/ أبريل، وعد نتنياهو بضم المستوطنات في الضفة الغربية، بما في ذلك أكثرها عزلة، وذلك في جهد لحشد المصوتين اليمينيين.

وتنوه كيرشنر إلى أن ذلك جعل اليمينيين يتساءلون حول عدم ضمه بوصة واحدة من الضفة الغربية على مدى عقده الأخير في رئاسة الوزراء، أو خلال 13 عاما بالمجموع رئيسا للوزراء.

 

ويذكر التقرير أن الكثيرين لاحظوا أن نتنياهو لم يطبق حتى إخلاء خان الأحمر، وهي قرية بدوية وافقت المحكمة العليا على إخلائها من أهلها، لافتا إلى أن هذه القرية بنيت دون تصاريح إسرائيلية في هضاب الضفة الغربية، بين منطقة E1 ووادي الأردن، وكان مصيرها في قلب حملة فلسطينية دولية.

 

وتورد الصحيفة نقلا عن إيتي دار (65 عاما)، وهي مستشارة التقاعدات من "مستوطنة" مفسيرت تسيون في القدس، قولها إنها كانت تؤيد الليكود، لكنها الآن ستصوت لأزرق وأبيض.

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول دار عن إعلان وادي الأردن: "الليلة الماضية كانت تدور حول الدعاية الإعلامية، ولو كان نتنياهو يريد أن يضم شيئا لفعل ذلك قبل 10 سنوات، وليس يومين قبل الانتخابات"، وأضافت: "إنه ممثل.. وحان الوقت لأن يغادر خشبة المسرح".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)