قضايا وآراء

الإعدام

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
الإعدام لمحمد راجح قاتل الشاب محمود البنا.. جملة تعالت في كل مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، وشكلت رأيا عاما مصريا؛ بعد أن اهتز الشارع من جراء جريمة شنعاء تمثلت بقتل شاب بريء، حاول أن يمنع تحرش شاب آخر بفتاة في الشارع، فما كان من الأخير إلا أن تربص له مع مجموعة من البلطجية، انقضوا عليه، ووجه الشاب المتحرش سيلا من السباب والإهانات إلى الشاب الضحية، ثم اعتدى عليه بضرب مبرح وقام بالنهاية بطعنه بالسلاح الأبيض، مما اضطر الشاب الضحية إلى الهرب وهو ينزف، فتبعوه وألقوه أرضا، ثم قاموا بشق بطنه بشق طولي، فلفظ أنفاسه على الفور.

ومما أثار غضب الرأي العام وحنقه أكثر وأكثر هو مساومة أهل القاتل لأهل الضحية؛ بأن يتم دفع تعويض مقابل التنازل "لأن كده كده القضية خسرانة" على حد قول والدة "محمد راجح "، الشاب القاتل، كإشارة على أنهم عائلة نافذة في البلاد، وأنهم قادرون على أي شيء.

وبالمناسبة، لم تكن هذه المرة الأولى للقتل عند محمد راجح القاتل، كما علمنا من أخبار تواردت عن تاريخه. فقد سبق له أن دهس أحدهم واستطاع بنفوذ عائلته، أن ينهي تلك القضية بدفع تعويض أيضا.

كل هذا أدى إلى احتقان الرأي العام أكثر وأكثر، والإصرار على مطلب إعدامه، بشكل هستيرى، لم يسبق له مثيل. وعلى أية حال، القضية برمتها أمام القضاء لكي يقول كلمته الفصل .

مع تجاوز بشاعة الجريمة وخستها ووضاعتها، نحن أمام واقعة مخيفة، أبطالها جميعا شباب، القاتل وأصحابه والشاب المقتول. نحن بصدد شاب مقتول فيه الكثير من النخوة والشهامة والشرف الإنساني فيُردى قتيلا.. شاب يمثل الطهارة والنبل الإنساني.

الشباب هم أمل البلاد، يقتل بعضهم البعض لندخل في سلسلة لا تنتهى من العنف! نحن أمام قضية وعي مجتمعي بالدرجة الأولى، فغياب الوعي، وتسيّد قيم الجهل والقبح الطاردة لقيم الحق والخير والجمال؛ سيحدف المجتمع المصري إلى الهاوية، وسيوقعنا بكارثة مجتمعية لا محالة إذا لم ننتبه قبل فوات الأوان ونُفعل قوانين أوقفها تسلط كل من الفساد والاستقواء.

إن لم نتدارك الأمر، سنجد في المستقبل القريب من يُطالب بإعدام كل من يناصر الجمال والخير والحق.
التعليقات (0)