ملفات وتقارير

اتفاقية "تركية-ليبية".. كيف ستغير في مجريات الصراع هناك؟

وقع البلدان على مذكرتي تفاهم حول التعاون الأمني والعسكري والسيادة على المناطق البحرية- الأناضول
وقع البلدان على مذكرتي تفاهم حول التعاون الأمني والعسكري والسيادة على المناطق البحرية- الأناضول

في خطوة لتأكيد التقارب مع حكومة الوفاق، شهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان توقيع اتفاقيتي تعاون أمني وعسكري وأخرى حول السيادة البحرية مع رئيس الحكومة، فائز السراج وسط تساؤلات عن دور هذا التقارب العسكري في تغيير موازين القوة في الصراع الليبي وحسم المعركة ضد قوات اللواء، خليفة حفتر.

وزار "السراج" تركيا أمس برفقة وفد رفيع المستوى من وزراء الداخلية والخارجية وآمر المنطقة العسكرية الغربية ووكيل وزارة الدفاع، التقى خلالها بالرئيس "أردوغان" في لقاء مغلق استمر ساعتين، والتقى عددا من المسؤولين العسكريين والحكوميين الأتراك".

"تقارب جديد"

وأكد بيان صادر عن مكتب الاتصال في الرئاسة التركية، أن حكومتي البلدين وقعتا مذكرتي تفاهم: الأولى حول التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، والثانية حول السيادة على المناطق البحرية، وذلك بهدف تعزيز العلاقات والتعاون بين الجانبين، بحسب البيان.

ومن جهته، أشار وزير الداخلية بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، إلى أن "الاتفاقية الأمنية بين حكومته والحكومة التركية جاءت من أجل فرض سيطرة الحكومة على كامل الأراضي الليبية، وأن الاتفاقية غطت كل الجوانب الأمنية التي تحتاجها حكومة الوفاق"، وفق تصريحاته.

"خطوة غير شرعية"

من جهته، رفضت الحكومة الليبية المؤقتة، غير المعترف بها دوليا والموالية لحفتر، هذه الخطوة من قبل حكومة الوفاق، معتبرة أن "الاتفاقية غير شرعية وتحتاج إلى موافقة مجلس النواب، مؤكدة أن الأمر يأتي في إطار استمرار التدخل التركي في شؤون ليبيا"، وفق زعمها.

وأشارت إلى أن "الهدف من الخطوة هو تقويض جهود القوات المسلحة (قوات حفتر) في اجتثاث الإرهاب من العاصمة "طرابلس" وطرد المليشيات المسلحة منها، في إشارة منها إلى تأثير هذه الاتفاقية على معارك "حفتر" هناك".

 

اقرأ أيضا: تركيا: اتفاق الحدود البحرية مع ليبيا يحمي حقوقنا

والسؤال: هل ستغير الاتفاقية موازين القوة وتحسم المعركة لصالح الحكومة؟ وما دلالة الزيارة والتوقيع؟

"دلالة التوقيت هامة"

الكاتب الصحفي الليبي، المبروك الهريش رأى أن "أهمية الزيارة تكمن في دلالة التوقيت حيث أخذت فيه الولايات المتحدة زمام المبادرة ووضعت الأزمة الليبية ضمن أولوياتها، كذلك فإنها تأتي في وقت تمهد فيه القوى الدولية لمؤتمر "برلين"، أما الاتفاقية فستجعل "حفتر" يرضخ لمخرجات هذا المؤتمر".

وأوضح في تصريح لـ"عربي21" أن "الاجتماعات المغلقة مع الرئيس التركي تؤكد الأهمية الاستراتيجية لليبيا بالنسبة لتركيا، أما بخصوص "حفتر" فهو يدرك جيدا أن توقيع مذكرة التفاهم هذه قضت على آخر آماله في السيطرة على العاصمة وحكم ليبيا عسكريا، وهذا الفشل قد يقضي على مشروعه بالكامل"، وفق تقديره.

"مصالح تركيا"

لكن المدون والناشط الليبي، طلعت بغني أشار إلى أن "ما حدث هو التوقيع على برتوكول تفاهم وليست اتفاقيه دفاع مشترك، كون الاتفاقات تحتاج إلى موافقة الجسم التشريعي المتمثل في البرلمان، والسؤال: حتى لو كانت اتفاقية، فهل ستكون ملزمة لتركيا أم لا؟".

وتابع: "تركيا لديها مصالح في ليبيا مثلها مثل روسيا وأميركا" وهي تحتاج إلى موطئ قدم لها في ليبيا، وبخصوص تأثير هذا التقارب بين أنقرة وطرابلس على سير المعارك فإنه من المنتظر أن يحدث تطور في سير المعارك وتغيير دفة المعركة وهذا ما أغضب الحكومة الموالية لحفتر"، وفق قوله لـ"عربي21".

 

اقرأ أيضا: "الوفاق" الليبية توقع مذكرتي تفاهم أمنية وعسكرية مع تركيا

"ضوء أخضر دولي"

وقالت الصحفية الليبية، وداد الدويني، إن "أهمية تركيا تكمن في أنها من تقود الآن حلف "الناتو" وهي قوة عسكرية واقتصادية لهذا فإن أي اتفاق معها يعتبر زيادة قوة ودعم لحكومة الوفاق، خاصة أن هذا التقارب جاء بالتزامن مع دعم أمريكي للحكومة بعدما تأكدت من فشل "حفتر" ومشروعه".

واعتبرت في تصريحات لـ"عربي21" أن "توقيع الاتفاقية والتقارب مع تركيا بمثابة إعطاء الضوء الأخضر من قبل المجتمع الدولي لتركيا لتصبح هي من يرعى السلام في ليبيا على غرار تدخلها في سوريا وقيامها بدور في إنهاء لو جزء بسيط من الصراع هناك"، كما رأت.

وأضافت: "هذا التقارب يعتبر ضربة لحلفاء حفتر المحليين مثل الحكومة غير المعترف بها دوليا وكذلك مصالح الإمارات وفرنسا ومصر، لذا سنرى غضبا من هؤلاء تجاه هذه الخطوة من قبل الوفاق".

التعليقات (4)
مصري
الجمعة، 29-11-2019 07:45 ص
ندعوا الله ان يحرر كامل التراب الليبي من دنس المحتلين و عملاءهم من امثال الارهابي المجرم حفتر و كل من يواليه .
ناقد لا حاقد
الجمعة، 29-11-2019 06:19 ص
حفتر دخيل على الليبين و هو ناشر و صانع الخراب و الارهاب و لا حكومة و لا برلمان شرعي سوى التابع لحكومة الوفاق ، مرتزقة حفتر و روسيا، فرنسا ، الامارات ، مصر ، الاردن كلهم يتأمرون ضد الشعب الليبي من خلال دعم الارهاب و الحرب التي يشنها حفتر الخائن لوطنه و دم الليبين ، اتمنى دورا اكبر و اكثر فاعلية من جانب الاتراك و حتى القطرين لان الصراع في ليبيا هو صراع بين الحق و الباطل
حمزة
الخميس، 28-11-2019 08:29 م
شوف المدون المحبط قالك بروتوكول ليكن ما يكون المهم اتجاه سليم وصحيح وحكيم ترحب به كل الأمة ...
الحديد بالحديد يفلح
الخميس، 28-11-2019 06:03 م
شيأن لا ثالث لهما إما أن تكون مع عميل السي أي إيه( زفتر) صديق الصهاينة و عملائهم من آل المنشار و آل الشيطان أو تكون مع دولة مسلمة نزيهة قوية يمكن الاعتماد عليها لن تغدر بك أبدا، على حكومة الوفاق طلب إنشاء قواعد و ثكنات لتدريب القوات الوطنية لحكومة الوفاق ، هكذا كانت قديما السياسة و الحرب و هكذا ستكون إلى أن يرث الله الأرض و من فيها