ملفات وتقارير

تمرير حكومة الفخفاخ.. هل يبقى رهين مشاركة "قلب تونس"؟

تواجه حكومة الفخفاخ مخاضا عسيرا- الرئاسة التونسية
تواجه حكومة الفخفاخ مخاضا عسيرا- الرئاسة التونسية

سويعات تفصل عددا من الأحزاب التونسية الممثلة في البرلمان على توقيع وثيقة تعاقدية تتضمن برنامج عمل حكومة إلياس الفخفاخ الذي تم تكليفه بتشكيل الحكومة بعد إسقاط البرلمان لحكومة الحبيب الجملي.

الوثيقة تم تأجيل توقيعها وسط توقعات برفض حركة النهضة لها، نظرا لتمسكها بتوسيع مشاركة الأحزاب وأولهم حزب "قلب تونس"، وهو رفض يمكن أن يعيد خلط الأوراق والحسابات ويجعل سقوط حكومة الفخفاخ حتميا، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات مبكرة وحل البرلمان.

تمسك حركة النهضة

قال عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، خليل البرعومي في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن حركته متمسكة "بموقف حكومة وحدة وطنية مفتوحة على الجميع؛ نظرا للظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد، وهو ما لا يسمح بحكومة مستقرة كما تحدث عنها إلياس الفخفاخ، نحن نريد حكومة لا تقصي أي طرف إلا من أقصى نفسه".

وفي تأكيد لـ"عربي21" عن "قلب تونس" تحديدا، أكد البرعومي: "نحن متمسكون بجميع الأطراف بما فيهم "قلب تونس" ودعوته للمشاورات وهو من يحدد المشاركة من عدمها، ويحدد دعم الحكومة دون المشاركة بها أو البقاء في المعارضة".

وتابع البرعومي: "إقصاء أطراف بعينها منذ البداية تحت أي عنوان نحن نرفضه".

وفي رد عن ما إذا لم تتم دعوة قلب تونس للمشاورات قبل إمضاء الوثيقة التعاقدية أجاب عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة: "الوثيقة خاصة بالبرنامج وليس بالمشاركة من عدمها، ونحن طلبنا تأجيل التوقيع الذي كان مبرمجا أمس لمزيد النظر في الوثيقة، والإمضاء من عدمه لا يعني مشاركتنا في الحكومة، خاصة أنه لم يتم بصفة رسمية تحديد موقف نهائي للأحزاب التي ستشارك، وحديث الفخفاخ على أن 160 نائبا سيصوتون في الحقيقة ليس صحيحا".

لماذا إصرار النهضة؟


يرى المحلل السياسي بولبابة سالم أن "تمسك النهضة بتشريك "قلب تونس" هو نتيجة لما مرت به خلال تجربة حكومة الجملي، فهي لاحظت عدم الجدية والصبيانية عند "التيار الديمقراطي" و"حركة الشعب" وشروطهم القاسية لها ورغم قبول النهضة بها، إلا أنهم تراجعوا وتخلوا عنها، غير أن حزب "قلب تونس" لم يتخل عنها، خاصة في التصويت لرئاسة البرلمان".

وأضاف سالم في حديث لـ"عربي 21": "النهضة تريد القول إن لديها في المقابل "قلب تونس" وهو الحزب الثاني، ولم يحصل بينهما مشاكل كبيرة، على الرغم من أن النهضة خلال حملتها الانتخابية قالت إنها ترفض التحالف والعمل معه".

وأوضح سالم أن "السياسة في النهاية ممارسة، والنهضة وجدت "قلب تونس" في المستوى، إلا أن البقية لا يعترفون بنتائج الانتخابات ويرفضون وجود النهضة أصلا، وذهبوا إلى حكومة الرئيس".

وعن فرضية وقوع حكومة الفخفاخ في السقوط في حال عدم تشريك "قلب تونس"، يرد بولبابة: "من المتوقع جدا أن يلتقي غدا قبل التوقيع إلياس الفخفاخ بممثل عن "قلب تونس"، وربما سيتم كسر الجليد، والجميع لا يحبذ إعادة الانتخابات؛ لأن ذلك رسالة سيئة للشعب لأنه يثبت عجز الطبقة السياسية عن التوافق في الحد الأدنى".


قلب تونس يتحسب لأي طارئ


لم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تصريح رسمي من "قلب تونس"، رغم الاتصالات والرسائل المتكررة للنواب والقيادات، وأكدوا أن البيان الذي أصدره الحزب يعبر عن موقفه.

 وجاء في البيان أن حزب "قلب تونس" يعبر عن انشغاله بشأن "صفة وتمثيليّة بعض الدخلاء على مسار تكوين الحكومة من المحيطين بإلياس الفخفاخ، وعن مدى تأثيرهم لفرض أجندات خفيّة مشبوهة لا تخدم المصلحة الوطنيّة".

وأضاف البيان: "تحسّبا لكلّ الاحتمالات، قرّر المكتب السياسي لحزب "قلب تونس" تفعيل اللجنة المكلّفة بالإعداد للانتخابات ودعوتها إلى الانعقاد، ودعوة القيادات والقواعد الجهويّة إلى الاستعداد لكلّ طارئ في هذا الشأن".

"عدم وضوح"


بدوره قال القيادي بحزب "التيار الديمقراطي" محمد الحامدي في تصريح لـ"عربي 21"، إن  الفخفاخ "حدد حزامه السياسي وقال بصفة نهائية في آخر ظهور إعلامي، إنه لن يتم تشريك "قلب تونس"، ونحن نساند هذا التوجه".

وفي تعليق عن إمكانية تغير المعطيات ودعوة "قلب تونس" للمشاورات أفاد الحامدي: "لن نمنع رئيس الحكومة في تقدير المصلحة، ولكن لكل حادث حديث، ونرى أن الحزام الأنسب والخيار هو "حركة النهضة" و"حركة الشعب" و"التيار الديمقراطي" و"تحيا تونس".

 واستدرك  الحامدي قائلا: "إذا كان الفخفاخ مضطرا لتشريك "قلب تونس"، سنتشاور معه".

من جانبه دعا المكتب السياسي لحركة "تحيا تونس"، في بيان له إثر اجتماع  مساء الأحد مع رئيس الحكومة المكلّف إلى توسيع قاعدة المشاورات، على أساس تكوين حزام سياسي واسع يستجيب لمقومات حكومة "مصلحة وطنية" وفق ما ورد بالبيان .


اقرأ أيضا: تأجيل مصادقة الأحزاب على برنامج الفخفاخ في تونس لهذا الموعد




التعليقات (0)