سياسة دولية

"جباية جديدة" على الموظفين والطلاب لصالح الشرطة والجيش بمصر

السيسي- صفحته الشخصية
السيسي- صفحته الشخصية

أثار قرار السلطات المصرية بخصم نسبة من رواتب العاملين والموظفين في الدولة، وتحصيل رسوم من طلاب المدارس والجامعات لصالح صندوق ضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والمسلحة والأمنية، غضب المصريين، الذين يعانون من تدني رواتبهم أصلا.

ووصف سياسيون واقتصاديون، في تصريحات لـ"عربي21"، ما يقوم به البرلمان المصري بـ"الجباية" من جيوب المواطنين البسطاء، بدلا من دعم الصندوق من موازنة القوات المسلحة والداخلية، الأغنى بين الوزرات الأخرى الخدمية، مقارنة بعدد المستفيدين.

ووافقت لجنة التضامن بمجلس النواب المصري، الاثنين، على تعديل المادة الـ8 من قانون "إنشاء صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم، الصادر بالقانون رقم 16 لسنة 2018.

تنص المادة على خصم نسبة شهرية، خمسة في عشرة آلاف من راتب العاملين بالجهات العامة وهيئات القطاع العام وشركاته وشركات قطاع الأعمال العام، وما يتبع هذه الجهات والهيئات والشركات من وحدات ذات طابع خاص والصناديق الخاصة.

عدد ضحايا صندوق السيسي

كما نصت المادة على أن يقوم كل طالب في مراحل التعليم قبل الجامعي بأداء مساهمة تضامنية مقدارها خمسة جنيهات، وتكون قيمة هذه المساهمة بالنسبة للطلاب في التعليم الجامعي وما بعده بواقع عشرة جنيهات عن كل طالب.

في آذار/ مارس 2018، وافق مجلس النواب المصري على مشروع قانون بإصدار قانون إنشاء صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم، وجاء التعديل ليمول جزءا من أموال الصندوق من رواتب الموظفين.

وبخصوص عدد الضحايا والمصابين، منذ بدء العمل بالدستور المصري، بلغ عدد ضحايا القوات المسلحة 986، وعدد المصابين 847 مصابا. أما الداخلية، فبلغ عدد ضحاياها 1123، وبلغ عدد المصابين 872 مصابا، بإجمالي 2109 ضحايا، و1719 مصابا، وفق رئيس الصندوق.
 
الشعب في خدمة الجيش والشرطة

وصف عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان، مثل تلك القرارات التي تعتمد على الجباية بالمخالفة للدستور، قائلا: "بنود الدستور مجتمعة التي تتحدث عن الحقوق والواجبات والمساواة والعدالة مفقودة في كل قرارات نظام السيسي".

وفند في تصريحات لـ"عربي21" تراخي نظام السيسي في توفير حياة اجتماعية كريمة للموظفين، ومنحهم رواتب مجزية، وتوفير الرعاية وتقديم الخدمات التعليمية والصحية لطلاب المدارس والجامعات، ثم يأتي ليستقطع جزءا من رواتبهم بشكل شهري، كل ذلك مخالف للدستور، تحت اسم رنان هلامي كضحايا العمليات الإرهابية، وهو يفكرنا بدمغات عبدالناصر".
 
وأكد أن "كل ما يقوم به برلمان السيسي من استقطاع من أموالهم، وفرض رسوم عليهم بالإكراه، هو دون رغبتهم ودون رضاهم؛ لأنهم نواب لا يعبرون عنهم، ولم يأتوا بانتخابات حرة نزيهة، ولا يشعرون بمواطنيهم، ولا يخدمون إلا النظام".

شراء ولاء الجيش والشرطة

اتهم المحلل السياسي والاقتصادي، محمد السيد، نظام السيسي بدعم ضحاياه من جيوب المصريين، قائلا: "يحاول نظام الانقلاب شراء ولاء المنتسبين إلى الجيش والشرطة؛ برفع مرتباتهم، بفرض رسوم على الخدمات المقدمة للمواطنين لصالح هاتين الفئتين، تارة أخرى".

وفي حديثه لـ"عربي21"، انتقد البرلمان "الذي يشارك في هاته المهزلة بالموافقة على كافة القرارات التي تصدر له من القيادة العليا، وسرعان ما تتحول القرارات إلى قوانين يوافق عليها النواب، دون مراعاة للحالة الاقتصادية والظروف الصعبة التي يعيشها الملايين من أبناء الشعب".

وأضاف: "رغم صدور القانون في 2018، عاد النظام مرة أخرى إلى فرض جباية جديدة على عموم الشعب، باقتطاع نسبة من مرتبات العاملين في كافة القطاعات لصالح الصندوق، ولم يسلم طلاب الجامعات والمدارس من فرض هذه الإتاوة، على الرغم من أنها تخصم من رواتب أولياء أمورهم".

واعتبر السيد مثل هذه القوانين "مخالفة للدستور، الذي يعد المرجع الأساسي للقوانين، وتنص المادة الـ8 على أن "يقوم المجتمع على التضامن الاجتماعي، وتلتزم الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير سبل التكافل الاجتماعي، بما يضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين، على النحو الذي ينظمه القانون، فأين العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة التي يوفرها النظام للشعب؟".

 

3
التعليقات (3)
طير حيران
الخميس، 20-02-2020 11:03 ص
سافر أحد أبناء قريتنا الى السويد وتزوج بسويدية وجاءت زيارة الى قريته بعد عمر وأمام بيت عائلته فى مصر تمر ترعة صغيرة يملأها بالمياه جرار زراعى على ( سواقى ) كبيرة لرى الغيطان المجاروة فلما جرى الماء توافد جميع نساء المنطقة يحملن فوق رؤسهن كل أنواع القمامة بما فيها حفاضات الأطفال والبط الميت والفئران وكل ما يخطر على البال من بقايا أكل السمك وخلافه ـــ ويلقونه بالماء الجارى ــــ رغم وجود جرارت تجمع هذه المخلفات ــــــ وهنا أدركت السيدة المحترمة الوضع وقررت العودة لبلادها على الفور وعدم تناول طعام حتى غادرت وقالت للموجودين أدركت الآن لماذا لا تفهمون ولا تعقلون مجريات الأمور .... فمن حملوا ( كلاب السكك ) وبياداتهم على رؤسهم لا يفهمون ولا ..... الجرب ليس له علاج إلا الموت أو الحرق
ابوعمر
الخميس، 20-02-2020 08:50 ص
...وقريبا جدا..سيحصلون (البقشيش) من مؤخرات المصرييـــن..........والله ثم والله..ستدفعون ضرائب على مؤخراتكم ...فأنتظرووووووووو
أبو بكر إمام
الخميس، 20-02-2020 08:34 ص
لقد فعل عدو الله " السيسي " في الشعب المصري كل الأفاعيل الشنيعة الفضيعة إلا أن الشعب المصري " المسكين " لم يستطع الفكاك من هذه القبضة السيسية الجهنمية --- ترى ، متى يستفق هذا الشعب المطحون المهان فيعلنها ثورة عارمة لقلعه وخلعه ؟ !