ملفات وتقارير

هدده حلفاء إيران.. ما فرص نجاح الزرفي بتشكيل حكومة بالعراق؟

تعهدت كتلة تحالف "الفتح" في بيان لها تلقت "عربي21" نسخة منه بإفشال مهمة الزرفي في البرلمان
تعهدت كتلة تحالف "الفتح" في بيان لها تلقت "عربي21" نسخة منه بإفشال مهمة الزرفي في البرلمان

استبقت القوى والفصائل الشيعية الموالية لإيران في العراق بدء رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي في مهمة تشكيل كابينته الوزارية، بهجوم حاد لم يخل من التهديد والوعيد بإفشال تمرير حكومته.

تلك الهجمة تزامنت مع إعلان الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء، تكليف الزرفي بتشكيل الحكومة الانتقالية المقبلة، خلال مهلة زمنية لا تتجاوز 30 يوما من تاريخ تكليفه.

الأمر أثار تساؤلات عدة حول فرص رئيس الحكومة المكلف من تشكيل كابينته الوزارية، وتمريرها في البرلمان، وأسباب الرفض الحاد الذي أبدته الأطراف الشيعية الحليفة لإيران.

"مؤيد للاحتجاجات"

المحلل السياسي ليث شبّر رأى في حديث لـ"عربي21" أن "رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي يختلف عن سلفه محمد توفيق علاوي، إذ إن لديه موقفا واضحا ومؤيدا للمظاهرات، وموقفا رافضا للأحداث التي رافقتها وقامت بها حكومة عادل عبد المهدي".

وأضاف: "الزرفي يعتبر جديدا في طرحه باعتباره قريبا من الاحتجاجات والمطالب التي تنادي بها، وأنه أكد في لقاءات سابقة أن الانتخابات ستكون بطريقة تفعيل قانون الأحزاب، وحتى اللحظة، هو الأقرب إلى ساحات التظاهر".

وأعرب شبّر عن اعتقاده بأن تسمية الزرفي مكلفا بتشكيل الحكومة يلبي بعض مطالب ساحات الاحتجاجات، فإن "أغلب الشروط والمعايير التي وضعتها الساحات ممكن أن تنطبق عليه"، على حد رأيه.

وبخصوص الإدارات الخارجية ودورها في اختيار الزرفي، قال شبّر: "تكليفه جاء بسبب الانغلاق السياسي، خاصة التوافق بين الكتل السياسية الشيعية، لكن هناك اليوم أغلبية شيعية تؤيد الزرفي، وحتى بعض قيادات "الفتح" ليس لديها اعتراض، لكن بعض القيادات المتطرفة ترفضه".

أسباب الرفض

وعن أسباب الرفض والهجوم، عزا شبّر ذلك إلى "موقفه الواضح من الاحتجاجات وقتل المتظاهرين، إذ إنه كانت له آراء واضحة عكس توجهاتهم، فبالتالي تعتقد هذه القوى أن الزرفي قريب إلى الإرادة الأمريكية".

وتابع المحلل السياسي شبر: "نعتقد أن المرشح الحالي أقرب إلى القرار العراقي الوطني، وإذا ما بقيت الحسابات أن فلانا لا بد أن يأتي بإرادة إيرانية أو أمريكية، فلنقرأ على التغيير السلام".

واتساقا مع ذلك، رأى رئيس مركز "التفكير السياسي"، الدكتور إحسان الشمري، أن الفصائل المسلحة حليفة إيران تعتقد أنه شخصية أمريكية، ولذلك هم قلقون من أن يمضي الزرفي باتجاه تقويض نفوذهم في عموم البلاد، وحصر سلاحهم، وإيقاف الدولة العمية التي أسسها لهم المستقيل عادل عبد المهدي.

وأردف في حديث لـ"عربي21": "الفصائل قلقة من أن يعيد الزرفي التوازن في العلاقات بين أمريكا وإيران، وهذا يمثل خطرا كبيرا بالنسبة لهم، ولذلك تصاعدت أصواتهم بالرفض".

 

اقرأ أيضا: تأكيدا لمصادر "عربي21".. تكليف الزرفي بتشكيل حكومة العراق

فرص حكومته

وحول فرص تمرير حكومته في البرلمان، قال شبّر إن "المقومات الأولية تشير إلى أن كابينة الزرفي قد تمرر؛ لأن هناك قوى سنية وكردية وشيعية مساندة، لكن يبقى كيف يشكل فريق العمل، ويتفاوض مع الكتل، ويوازن بين معادلة الانتفاضة والأحزاب".

وتوقع المحلل السياسي أن "الزرفي إذا استطاع أن يوازن بينهما وأخذ منحى حكومة الشراكة الوطنية بضم 50 بالمئة من القوى الوطنية وقيادات المظاهرات و50 بالمئة من الأحزاب، فإنه يمرّ بالبرلمان، لاسيما أنها مرحلة انتقالية، ويجب عليه أن يكون واضحا في وضع خارطة طريق، وتحديد موعد للانتخابات وآليات إجرائها".

من جهته، رأى الشمري أن "فرص تمرير حكومة الزرفي تعتمد على مستوى المرونة، وتكتيكه بالحوارات مع القوى السياسية، أولا الشيعية منها، ثم السنية والكردية".

وقال الشمري: "طبيعة الترحيب الحذر من المكونين الأخيرين يمثل بما لا يقبل للشك أن الطريق معبد له إذا ما اعتمد طريقة المواءمة ما بين مطالب المحتجين من جهة ومطالب القوى السياسية من جهة أخرى".

ورأى أن مشكلة الزرفي تكمن "في القوى السياسية الشيعية، فهم يجدون فيه مصدر قلق، وبالتالي ستستمر هذه الاعتراضات، إلا في حال تقديمه ضمانات وفق اشتراطاتهم، وبما يتلاءم مع مصالحهم".

ولفت الشمري في حديث لـ"عربي21" إلى أنه "بحكم ضاغط العملية السياسية الاقتصادية والصحية، قد تضطر الكتل السياسية وفق مساحة مشتركة إلى تمرير كابينة عدنان الزرفي في البرلمان".

وشنت معظم القوى السياسية والفصائل القريبة من إيران الممثلة للحشد الشعبي، الثلاثاء، هجوما حادا على عدنان الزرفي بعد تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية، معتبرة ذلك استفزازا لها، وأن الرئيس العراقي مسؤول عن العواقب.

وتعهدت كتلة تحالف "الفتح"، في بيان لها تلقت "عربي21" نسخة منه، بإفشال مهمة الزرفي في البرلمان، وعدم تمرير حكومته؛ لأنه جاء خارج سياقات الكتلة الأكبر التي لها الحق في ترشيح شخصية رئيس الوزراء، بحسب تعبيرهم.

وقبل إعلان تكليفه بتشكيل الحكومة، هددت مليشيات "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي بأن "تقلب عاليها سافلها" في حال أسندت مهمة تكليف الحكومة إلى الزرفي، متهمة الأخير بأنه ضمن مؤامرة أمريكية، حسبما ورد على لسان القيادي بـ"العصائب" جواد الطليباوي.

التعليقات (1)
Alaa Al- Ani
الإثنين، 30-03-2020 09:28 ص
نقل الخبر اول بأول