هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح موقع "ميدل إيست أي" البريطاني تساؤلات بشأن فرص نجاح الانقلابين اللذين رعتهما الإمارات في ليبيا واليمن، وقال إن أبو ظبي عملت سرا لبسط سيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر والمجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، لتقويه تأثيرها الإقليمي.
وقال الموقع إن "ما يفصل بين انقلاب الانفصاليين الجنوبيين والجنرال حفتر
هي 48 ساعة. ولم تكن هذه التحركات لتحدث دون اليد الخفية للإمارات، التي عملت على تعزيز قوة الفصيلين كجزء من محاولتها إظهار قوتها".
ولفت إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن حكما ذاتيا في عدن، لينهي بشكل
عملي اتفاق الرياض، الموقع مع حكومة عبد ربه منصور هادي، وبعد ذلك بليلة، أعلن
حفتر نفسه حاكما على ليبيا، بتفويض شعبي، لـ"بناء مؤسسات مدنية"، منهيا
اتفاق الصخيرات.
ورأى الموقع أن هذا التوقيت "يدعو إلى الدهشة، خاصة أن كلا الفصيلين
يعتمد على دعم الإمارات، في المقابل أبو ظبي رفضت إعلان الانفصاليين في الجنوب
هذين التحركين المتتابعين ضد هادي وحكومة الوفاق، اللتين لا تتبعان لرعاية
الإمارات، ويقيدان سيطرتهما على كلا البلدين.
وقال إن حلفاء الإمارات كانوا تحت ضغوط لتطبيق اتفاقي الصخيرات والرياض، وبعد
عدد من الهزائم بات الدفع لتأكيد حضورهما، من أجل التسيد الإقليمي للإمارات، التي
رأت منذ عام 2014 في حفتر مفيدا لها، وبعد تنصيب النظام المستبد في مصر، دعمت حفتر، ووضعته تحت جناحها.
ولفت "ميدل إيست آي" إلى أن الإمارات واصلت تقويض اتفاق الرياض،
عبر دعم مليشيات انفصالية، في الجنوب، بما في ذلك جزيرة سقطرى، وتهدف الإمارات
للسيطرة على موانئ الجنوب لكي تحدث تأثيرا في البحر الأحمر، وتمنع استقلال اليمن
بموانئه، وسرقة تلك التجارة منه.
وتريد ليبيا، بحسب الموقع، إضعاف ليبيا، كدولة مستقلة ومستقرة وغنية بالنفط
قادرة على اجتذاب الاستثمارات الخارجية، وتتنافس مع أبو ظبي. وحتى لو لم يكن حفتر
قادرا على دخول طرابلس بشكل يؤدي لتقسيم ليبيا، فستكون الإمارات قادرة على التلاعب
باللاعبين هناك وتقوية نفوذها عليهم.
وقال إن كل فصيل قدم الدعم للآخر، ففي الصيف الماضي قدم نائب رئيس المجلس
الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، دعمه لحفتر، وعبر عن استعداد المجلس لتبادل
"الخبرات والتجربة" مع قوات حفتر ضد ما أسماها "المليشيات
اللاشرعية في ليبيا".
ويتنافس الطرفان لاستخدام خطاب الإمارات "المعادي للمتطرفين" كي
يبررا جهودهما العسكرية، وتقديم نفسيهما ممثلين شرعيين للسكان. وحتى تحقق هذا
الطموح تواجه الإمارات عقبة تتمثل بحليفتها السعودية التي عملت معها على تعزيز
تأثيرها في اليمن، وتوسيع تأثيرها في ليبيا، وهناك تكهنات مفرطة بالمبالغة حول
"تنافس" بين الإمارات والسعودية بشأن تقسيم اليمن.
اقرأ أيضا: "الوفاق" تعلق على "هدنة حفتر": لا نثق به وسنواصل عملياتنا
وأوضح أنه على الرغم من أن الإمارات "قامت بفرض حضورها من خلال دعم
شبكة متحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي مقارنة التأثير السعودي المتراجع من خلال دعمها لحكومة هادي. ورغم تمويل
السعودية حفتر لشن هجومه على طرابلس إلا
أن الإمارات أصبحت ذات تأثير أكبر على الجنرال".
وأضاف: "ربما أخفت السعودية مظاهر حنقها حول الدور الإماراتي الحاسم، خاصة في اليمن، إلا أن التحالف قوي بينهما، وقائم على أجندة الثورة المضادة،
والاستثمار القوي في العلاقات العسكرية، فالسعودية ليست مستعدة لمواجهة أبو ظبي".
ورأى أن الإمارات تحاول تحقيق أهدافها من خلال التحرك بحذر وبراغماتية، حتى
لا تغضب السعودية أو تؤثر على التحالف. ومع أن أبو ظبي تجاوزت الرياض، لكنها تحتاج
إلى دعمها في محاولة حشد الدعم الدولي لوكيليها في ليبيا واليمن. ففي ظل معارضة
محافظات في الجنوب لإعلان المجلس الانتقالي وسكان عدن أيضا، إلا أن المجلس يقوم
بحملة علاقات عامة، من خلال متحدثين باسمه، في محاولة لتقديم نفسه ممثلا حقيقيا لسكان
الجنوب.
وقال الموقع إن حفتر وبنفس المقام قام بحملة دبلوماسية، قدم فيها نفسه كرجل
قادر على حل مشاكل ليبيا، وبالتالي الحصول على دعم دولي.
واستخدم المجلس الانتقالي الجنوبي جماعات الضغط الأمريكية، كما كشف قانون
تسجيل العملاء الأجانب، إضافة إلى حملات التضليل الإماراتية وجهود الضغط في
الدوائر الأمريكية والأوروبية، في الترويج لرؤيتها من خلال مراكز البحث ووسائل
الإعلام، والحصول على دعم للحركات التي تدعمها.
وقال الموقع إن أوروبا عاجزة في ليبيا، في وقت تتردد فيه الولايات المتحدة
في هذا البلد. و"لهذا شعرت الإمارات أن لديها الحرية لتقوية حفتر ودعمه مع
فرنسا خاصة. وحتى لو نجح التدخل التركي، إلى جانب حكومة الوفاق الوطني بتقييد
تحركات حفتر، فمن المحتمل تحويل الإمارات له إلى ورقة مهمة في أي عملية تسوية.
لكن في المقابل رأى الموقع أن تحقيق هدفها في اليمن سيكون صعبا، في ضوء
معارضة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمبعوث الدولي مارتن غريفيث، الذين دعوا
جميعا المجلس إلى الالتزام بمبادئ اتفاق الرياض.
وأعرب الموقع عن اعتقاده بأن عدم اهتمام المجتمع الدولي بالاتفاق فتح الباب
أمام المجلس الانتقالي لاستغلاله، ولو استطاع السيطرة على عدن وسقطرى وعدد من
المحافظات فسيكون إنجازا للإمارات على المدى القريب، قبل أن تدفع باتجاه السيطرة
على الجنوب في المستقبل. ويعني استمرار صفقات السلاح الغربية مع الإمارات، موافقة
على ما تقوم به ومن دون خوف، حيث تعمل على تسليح الجماعات التي تدعمها وتدفعها لفرض
حكم فعلي في اليمن وليبيا.