منظمات حقوقية ترصد سجل إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين

فيما يتواصل عنف المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، فإنهم يتلقون رعاية سياسية من حكومة الاحتلال، وحماية أمنية من جيشها.

في المقابل، بدأ أعضاء كنيست يساريون التحضير لعقد مؤتمر يبحث آفاق هذه الجرائم الاستيطانية ضد الفلسطينيين، لا سيما أنها أخذت مديات متزايدة بارتفاع عددها إلى 1200 حادثة عنف منذ عام 2012، سواء ضد الفلسطينيين، أو ممتلكاتهم، أو أراضيهم الزراعية، وقد وقعت معظمها قرب البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.

إليشع بن كيمون، الكاتب الإسرائيلي بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر أن "اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين بلغت أرقاما قياسية في الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، بزيادة وصلت نسبتها 60٪، خاصة أن لدينا قرابة 416 اعتداء مما يمكن وصفه "الإرهاب اليهودي" بحلول النصف الأول من السنة الجارية".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المؤتمر المزمع عقده سيتم بمشاركة أعضاء الكنيست وممثلي المنظمات المدني، ممن سيستمعون لشهادات الضحايا الفلسطينيين، والتقارير الميدانية التي وثقتها منظمة "يش دين"، وكشفت أن معظم حوادث عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين بنسبة 63٪ وقعت في محيط البؤر الاستيطانية غير القانونية. أما حركة "السلام الآن"، فأكدت أن سكان هذه البؤر الاستيطانية تبلغ نسبتهم أقل من 5٪ من إجمالي المستوطنين في الضفة الغربية".

بلغة الأرقام، فإن الحديث يدور عن 22 ألف مستوطن يسكنون تلك البؤر الاستيطانية من أصل 450 ألف مستوطن، ومع ذلك، فقد ارتكبوا 1،256 حادثة عنف تتعلق بالممتلكات والزراعة والبشر، ووقعت 796 حادثة بنسبة 63٪ قرب البؤر الاستيطانية غير القانونية.

تتحدث البيانات الإحصائية لمنظمة "يش دين" الحقوقية الإسرائيلية عن وقوع 584 حادثة عنف استيطانية ضد الفلسطينيين، بنسبة 46.5٪ من الحوادث جاءت على صيغة اعتداءات ضد الفلسطينيين أنفسهم، باستهدافهم جسدياً، وجاء ما نسبته 6٪ من الحوادث عبارة عن إضرار متعمد بممتلكاتهم، و6.3٪ تمثلت بحوادث استيلاء على الأراضي، فيما يعتقد الفلسطينيون أنه لا جدوى من الاتصال بالشرطة الإسرائيلية، التي لا تفعل شيئًا تقريبًا للقبض على المستوطنين الجناة.

وتتمثل مراكز العنف الاستيطانية الرئيسية ضد الفلسطينيين في البؤر الاستيطانية لمستوطنات: يتسهار، عادي عاد، أش كوديش، هفات ماعون، ووقعت فيها ما يصل 70 حادثة عنف. أما في بؤرة جفعات رونين وحدها، فوقعت 116 حادثة اعتداء مستوطنين ضد الفلسطينيين.

لم يتوقف عنف المستوطنين على ممارسته ضد الفلسطينيين فقط، بل امتد الأمر ليستهدف قوات الاحتلال من الجيش والشرطة وحرس الحدود، بجانب نشطاء اليسار، لكن الحكومة اختارت أن تصم آذانها عن ذلك، رغم أنها ترى مواطنيها وجنودها يتم استهدافهم من قبل قطعان المستوطنين؛ خشية من خسارة أصواتهم في الانتخابات المقبلة، وفق بن كيمون.