مقالات مختارة

أبعاد الشراكة الإستراتيجية بين الدوحة وواشنطن

أحمد القديدي
1300x600
1300x600

 كان يوم الإثنين 31 يناير 2022 تاريخيا بأتم معنى العبارة لأنه أعلن عن محطة سياسية جديدة في العلاقات الدولية بتصنيف دولة قطر من قبل الولايات المتحدة شريكا إستراتيجيا.

 

وهذه الخطوة كانت متوقعة من قبل المجتمع الدولي وأشادت بها الصحف الأمريكية قبل غيرها مع خبراء الدبلوماسية الأمريكية الذين أجمعوا على أن الرئيس بايدن أقر بالمنزلة الرفيعة التي استحقتها دولة قطر بفضل حكمة أميرها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مما بوأ قطر مكانة وسيط الخير والسلام والأمن في المنطقة والعالم والحامية المتحمسة للقانون الدولي واحترام ميثاق منظمة الأمم المتحدة.


جاء قرار الإدارة الأمريكية تتويجا لمسيرة قطرية مباركة جنبت العالم أزمات كانت تهدد بالاندلاع في عديد مناطق من الشرق الأوسط وأطفأت فتائل كثيرة كانت تشتعل هنا وهناك لتهدد السلام الإقليمي الهش.


يوم الإثنين بحث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد وفـخامة الـرئـيـس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة عـلاقـات الـتـعـاون الـثـنـائـي الاسـتـراتـيـجـي الـوطـيـدة بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المـجـالات.

 

كما بحثا خـلال اللقاء الـذي عقد بالبيت الأبيض أبرز المستجدات إقليميا ودوليا، وصرح الرئيس الأمريكي في بداية الـلـقـاء فرحب فـخامـته بـسـمـو الأمـيـر قـائلا:"يــسـرني أن "يكون بيننا الــيــوم صــديــق حـقـيـقـي تجمعنا بـه علاقة رائـعـة منذ توليت الرئاسة ومن قبلها.. سمو الشيخ أرحـب بـك فـي البيت الأبيض".

 

وأشاد فخامة الرئيس بـايـدن بشراكة البلدين التي تـمـتـد لـخـمـسـين عــامــا والــتــي تــصــدرت فــي الـعـام المنصرم واجـهـة الكثير مـن المصالح الأمريكية من ضمنها إجــلاء عـشـرات الآلاف مـن الأفــغــان، وحفظ الاستقرار في غزة عبر تقديم المساعدات لإنقاذ حياة الفلسطينيين والتعامل مع التهديدات.


وفيما يتعلق بجدول أعمال سمو الأمير والرئيس بـايـدن أكــد فـخـامـتـه أن الكثير من المسائل تشمل الأمـن في منطقة الخليج والشرق الأوسط واستقرار إمدادات الطاقة العالمية ومـواصـلـة الـعـمـل الـثـنـائـي لـدعـم الـشـعـب الأفـغـانـي وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين مـجـمـوعـة الـخـطـوط الـجـويـة الـقـطـريـة مع شركة بوينغ، معتبرا أنها واحدة من أكبر الصفقات التي أبرمتها بوينغ على الإطلاق وستخلق عشرات الآلاف من فرص العمل المجزية في الولايات المتحدة.

 

وعـن دولــة قطر قـال فخامة الـرئـيـس بـايـدن: «قطر صــديــق عــزيــز وشــريــك مــوثــوق وقـــــادر وسـأبـلـغ الـكـونـغـرس نـيـتـي بـتـصـنـيـف قـطـر بـكـونـهـا حليفا رئيسيا لـلـولايـات المـتـحـدة مـن خــارج حـلـف الناتو بـمـا يـعـكـس أهـمـيـة عـلاقـاتـنـا»، مـؤكـدا فـخـامـتـه أن هـذه الخطوة كان يجب أن تتخذ منذ وقـت طـويـل، كما أعـرب عـن شكره لسمو الأمـيـر على الـزيـارة والـتـزام سموه تجاه علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين الصديقين.


مـن جـانـبـه أعــرب سـمـو الأمـيـر عـن خالص شـكـره للـرئـيـس بـايـدن عـلـى حـفـاوة الـلـقـاء و أن ّ الـعـام 2022 بـالـغ الأهـمـيـة، حيث يـصـادف مــرور خمسين عـامـاً عـلـى إقـامـة الـعـلاقـات الـدبـلـومـاسـيـة بـين دولــة قـطـر والــولايــات المـتـحـدة معربا عن اعتزازه بهذه العلاقات المتينة، وبما حققه البلدان منذ تأسيسها حول أمن المنطقة منوها سموه بما يتوفر عليه البلدان من عوامل قوة بلغت شأوا هاما في عملهما سوياً في أفغانستان.

 

وفي هــذا الـصـدد عـبـر سـمـوه عـن فـخـره بـالمـسـاعـدة في إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من أفغانستان، مشيرا كـذلـك إلــى أنــه يبـحـث مــع فـخـامـة الــرئــيــس قـضـايـا مــتــعــددة تـشـمـل حــقــوق الـشـعـب الـفـلـسـطـيـنـي وغـيـرهـا مــن قـضـايـا المـنـطـقـة بما يجمع قطر والولايات المـتـحـدة مـن عـلاقـات، كما أكـد على مـواصـلـة العمل سوياً لإيجاد السبل لتحقيق السلام في المنطقة.


كما اهتمت كبرى الصحف الأمريكية (الواشنطن بوست) بزيارة صاحب السمو إلى واشنطن وقالت يوم الثلاثاء الماضي: "إن القمة القطرية الأمريكية تعتبر علامة تحول استثنائي في العلاقات وحـظـيـت الزيــــارة بــاهــتــمــام واســــع فـــي الـصـحـف ووسـائـل الإعـلام الأمريكية الكبرى، حيث تطرقت الصحيفة إلى أهمية الأجندة والقضايا التي تـطـرقـت إلـيـهـا مـحـادثـات سـمـو الأمـيـر في الولايات المتحدة، وأكــــــدت فــي تــقــريــر نــشــرتــه أن الــقــمــة الــقــطــريــة الأمــريــكــيــة ركــزت عـلـى المـسـاعـدة فـي تعزيز إمـــدادات الـغـاز الـطـبـيـعـي إلــى أوروبـــا في حــال تـصـاعـدت أزمــة أوكـرانـيـا إلــى حـرب وقــطــعــت روســيــا تـدفـقـهـا لــلــقــارة وقــال أحــد المــســؤولــين لـلـصـحـيـفـة: «المـنـاقـشـات بـين الـقـطـريـين والأوروبــيــين والأمـريـكـيـين جــاريــة لـلـتنسيق بينهم فــي الأزمــــة».


ومن جهتها علقت وكالة (بلومبيرغ) على الزيارة فقالت: "قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن تصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وجاء ذلك أثناء حديثه في البيت الأبيض مع أمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي قام بأول زيارة لزعيم خليجي إلى واشنطن في عهد بايدن.

 

وأشاد بايدن بـ"العلاقات القوية" مع قطر، مؤكدا أن الدوحة كانت "مركزية للعديد من مصالحنا الحيوية"، بما في ذلك مساعدة البعثة الأمريكية في أفغانستان وجهود الإخلاء في أغسطس الماضي، وتقديم المساعدات للمحاصرين في قطاع غزة و"الضغط المستمر" على تنظيم الدولة.

 

وأضاف بايدن أنه سيبلغ الكونغرس بإدراج قطر كـ"حليف رئيسي" من خارج شمال الأطلسي "الناتو"، وهو "ما سيعكس أهمية علاقاتنا". وتابع: "أعتقد أن هذا قد طال انتظاره.. قطر صديقة جيدة وشريك موثوق".

 

(الشرق القطرية)

0
التعليقات (0)