صحافة إسرائيلية

جهاز أمن الاحتلال يقر بفشل "المعركة بين الحروب" في لبنان

مصدر أمني إسرائيلي: في لبنان نحن مرتدعون نحن هناك نسير على البيض- جيتي
مصدر أمني إسرائيلي: في لبنان نحن مرتدعون نحن هناك نسير على البيض- جيتي

يتواصل التفاعل داخل أروقة المحافل الأمنية والعسكرية التابعة للاحتلال حول حادثة فشل جيش الاحتلال في إسقاط طائرة بلا طيار "صغيرة الحجم" أطلقها حزب الله اللبناني ظهر الجمعة الماضي. 


وأقر قادة كبار في جهاز أمن الاحتلال الإسرائيلي بفشل استراتيجية "المعركة بين الحروب" التي تخوضها تل أبيب منذ زمن في لبنان.

وأكد مصدر أمني إسرائيلي رفيع، أن "إسرائيل تجد صعوبة في إيجاد صيغة صحيحة بشأن كيفية العمل دون الوصول إلى حرب، في ظل الردع المتبادل بين حزب الله وتل أبيب"، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس" في تقرير أعدته الصحفية ينيف كوفوفيتش.

ردع متبادل

وأوضح المصدر أن "حادثة اختراق الطائرة بدون طيار من لبنان للعمق الإسرائيلي، يضع مشكلة تدركها الجهات الأمنية والسياسية الرفيعة، لكنها لا تتطرق إليها علنا، فالإنجازات المحدودة لسياسة "المعركة بين حربين" وتحديدا في الساحة التي فيها احتمالية الانزلاق إلى حرب تعتبر عالية الوتيرة بشكل خاص"، مؤكدة أن "مئات آلاف الصواريخ والقذائف الموجودة في حوزة حزب الله، تخلق ميزان ردع يصعّب على إسرائيل العمل ضد الحزب".

وذكرت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي في 2018 حدد خمسة أهداف للمعركة بين حربين، وهي: تقليص تهديد قائم وآخذ في التشكل، وإبعاد الحرب وخلق ظروف أفضل للانتصار فيها، والحفاظ على الردع وصيانته، وزيادة قيمة إسرائيل في نظر شركائها، والحفاظ على حرية عمل الجيش مع تقليص حرية عمل العدو".

ورغم أن هذه الاستراتيجية بحسب مزاعم مصادر أمنية "حققت بدرجة كبيرة أهدافها، وساعدت في صد تمركز إيران في المنطقة بواسطة هجمات في سوريا والعراق واليمن ودول أخرى، فإن الوضع أمام حزب الله مختلف، وسبب ذلك أن حزب الله وضع ثمنا لمس إسرائيل به وبرجاله وخاصة في لبنان، وبين الطرفين نشأ ردع متبادل".

وأشارت إلى أنه "في ساحات أخرى يمكن القيام بمواجهة محدودة لا تتجاوز عتبة الحرب، أما في الساحة اللبنانية فالوضع متفجر بدرجة وزاد خطر التدهور لمواجهة شاملة، وبسبب قوة حزب الله فإن أي مواجهة كهذه يمكن أن تشل الاقتصاد الإسرائيلي لفترة طويلة وتتسبب في ضرر كبير للجبهة الداخلية".

واعترف المصدر الأمني رفيع المستوى، بأن "إسرائيل تبحث طوال الوقت عن طريق للمس بقوة حزب الله في لبنان، وهذا وضع يفيد حزب الله، لكن هذا لن يستمر لفترة طويلة".

قدرة تكنولوجية

مصدر رفيع آخر شارك مؤخرا في مناقشة التهديدات في الجبهة الشمالية، صاغ الوضع بقوله: "في لبنان نحن مرتدعون، نحن هناك نسير على البيض".

وقالت "هآرتس": "لذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يتجنب قدر الإمكان المس برجال حزب الله أو أهداف استراتيجية له في لبنان، وحتى ردود إسرائيل على عمليات حزب الله الهجومية فهي محسوبة نسبيا، ومعدة بالأساس لنقل الرسائل، وهذا يتضح من تحليق طائرات سلاح الجو في سماء بيروت ردا على اختراق طائرة بدون طيار".

ونوهت إلى أنه مع وجود "عشرات الهجمات الجوية لإسرائيل في سوريا وغيرها على أهداف أبعد، فإنه تم القيام بنشاطات معدودة في لبنان، أغلبيتها الساحقة ردا على عمليات حزب الله".

وفي نقاش جرى مؤخرا بمشاركة رئيس أركان الاحتلال أفيف كوخافي، وشخصيات رفيعة في جهاز الأمن، عرضت العمليات في إطار "المعركة بين حربين" في 2021، وتمت مناقشة طريقة تطبيق هذه السياسة في السنة التالية، وحذر أحد المشاركين من عدم وجود الجيش الإسرائيلي في مكان جيد في لبنان، منوها إلى أن "القدرة على الحفاظ على حرية العمل في لبنان، ترتبط بامتلاك قدرة تكنولوجية غير موجودة في حوزة إسرائيل الآن".

وأكد ضابط رفيع متقاعد يعرف جيدا الساحة اللبنانية، لـ"هآرتس"، أن "حزب الله عبر وسائل غير متقدمة ولكن بتصميم، نجح في تحدي حرية النشاط الجوي لإسرائيل..، لقد نجح في خلق منظومة من الطائرات المسيرة ووسائل مختلفة ربما لن تسقط طائرات ولكنها ستهدد الطائرات المسيرة لنا، وربما ستسمح له باعتراض طائرات مسيرة مسلحة، وهذا بالتأكيد أمر مقلق".

تهديد استراتيجي

ولفت مصدر أمني رفيع، أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله "محق" في ما تحدث به مؤخرا، حول الطائرات المسيرة وزيادة دقة الصواريخ، وفشل الاحتلال في المس بهذا المشروع والتحليق بحرية في سماء لبنان، وقال: "مخزونه الآن لا يمكن المس به بواسطة عملية محددة، بل عن طريق حرب فقط، ومنظومة حزب الله التي قام بتشييدها لا يمكن لإسرائيل تحملها على حدودها.. الآن هو موجود في هذا المكان".

وتشير تقديرات جهاز أمن الاحتلال إلى أن "حزب الله نجح في إنتاج منظومة لإنتاج الصواريخ الدقيقة، التي ينوي إطلاقها في حالة اندلاع حرب على مواقع استراتيجية في إسرائيل".

وفي ذات السياق، أكد رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات، العميد احتياط السابق درور شالوم، في إطار "معهد بحوث الأمن القومي" أن "حزب الله بمساعدة إيران، يتمسك بالسعي لكي يطور في لبنان قدرة مستقلة لإنتاج وتحويل صواريخ دقيقة، رغم جهود الإحباط التي تبذلها إسرائيل، والتقدم في هذا المجال سيضع أمام إسرائيل تهديدا استراتيجيا خطيرا، سيزيد من حدة المعضلة في مجال القيام بعملية وقائية".

ونبه شالوم إلى وجود "جهود لتقليل تفوق إسرائيل في المجال الجوي، بواسطة جهود لإدخال منظومات مضادة للطائرات متطورة إلى هذا الفضاء".

وذكر باحث رفيع في مجال الأمن أن "إسرائيل لا يمكنها مواصلة تخيل أن أي مشروع لزيادة دقة الصواريخ والوسائل القتالية المتطورة المخصصة لحزب الله، قد تضررت في الهجمات في سوريا أو في أماكن بعيدة، ففي لبنان لا توجد حقا "معركة بين حربين" لأسباب مختلفة، وحقيقة لا أحد يعرف ما الذي يوجد في لبنان، ولا أحد يعرف كم سنتفاجأ".

واعتبر أن "الفشل الأكبر؛ هو عدم نجاح إسرائيل في العمل في لبنان، ورغم الوضع الصعب هناك، فإن إسرائيل لم تنجح في العثور على الصيغة الناجحة التي ستمكن من إضعاف حزب الله في الفضاء العام اللبناني دون الدخول في حرب".


1
التعليقات (1)
محمد
الإثنين، 21-02-2022 03:32 م
الحزب انتج وطور اسلحة ردع واسرائيل معتمدة على سمير جعجع وتحالف البعير