سياسة دولية

أديس أبابا تعلن هدنة إنسانية.. و"تيغراي" تلتزم بوقف القتال

يحتاج أكثر من 9 ملايين إثيوبي لمساعدة إنسانية بسبب الحرب- رئاسة الوزراء على تويتر
يحتاج أكثر من 9 ملايين إثيوبي لمساعدة إنسانية بسبب الحرب- رئاسة الوزراء على تويتر

قررت الحكومة الإثيوبية إعلان هدنة إنسانية مفتوحة من جانب واحد في البلاد، فيما التزمت قوات جبهة تيغراي التي تخوض صراعا منذ 17 شهرا مع الجيش الإثيوبي، باحترام وقف إطلاق النار، بعد ساعات من إعلان الهدنة.

وأعلنت الحكومة الإثيوبية، الخميس، وقف إطلاق النار من جانب واحد في إقليم تيغراي لتقديم إغاثة سريعة للنازحين والمتضررين من الصراع الداخلي، حيث ستكون "الهدنة الإنسانية المفتوحة" سارية المفعول بشكل فوري في تيغراي المساعدات الطارئة إلى هذه المنطقة في شمال البلاد، حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة.

وقالت حكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد في بيان؛ إنها "ملتزمة ببذل أقصى جهد لتسهيل التدفق الحر للمساعدات الإنسانية الطارئة إلى منطقة تيغراي".


وأضافت: "من أجل نجاح الهدنة الإنسانية على النحو الأمثل، تدعو الحكومة المتمردين في تيغراي إلى وقف الأعمال العدائية كافة، والانسحاب من المناطق التي احتلوها".

وأملت الحكومة "في أن تؤدي هذه الهدنة إلى تحسن كبير في الوضع الإنساني على الأرض، وتمهد الطريق لحل النزاع في شمال إثيوبيا دون مزيد من إراقة الدماء".

 

 

 

جبهة تغراي تتعهد

 

وتعهدت الجبهة في إقليم تيغراي التي تخوض صراعا منذ 17 شهرا مع الجيش الإثيوبي، الجمعة باحترام وقف إطلاق النار، بعد ساعات من إعلان الحكومة.

وقالت الجبهة في بيان صدر الجمعة؛ إن "حكومة تيغراي تلتزم تنفيذ وقف الأعمال العدائية بشكل فوري" ودعوا الحكومة إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة لتسهيل الوصول غير المقيد إلى منطقة تيغراي"، الواقعة في شمال إثيوبيا، حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة.

 

وأوضح المتمردون أنهم عازمون على إنجاح وقف إطلاق النار، معتبرين أن "ربط المسائل السياسية بالمسائل الإنسانية أمر غير مقبول"، لكنهم أكدوا أنهم "سيبذلون قصارى جهدهم لمنح السلام فرصة".

 

 

اقرأ أيضا: مركز روسي: هل ستبقى إثيوبيا على خريطة العالم؟
 

ترحيب دولي

 

ورحبت بريطانيا وكندا بإعلان الهدنة، خصوصا أن الدول الغربية دأبت في السابق على حض الطرفين لوقف إطلاق النار.

وقالت السفارة البريطانية في إثيوبيا على تويتر: "ترحب المملكة المتحدة بقرار حكومة إثيوبيا إعلان هدنة إنسانية مفتوحة، وضمان وصول المساعدات بدون عوائق إلى تيغراي. ندعو سلطات تيغراي إلى الرد بالمثل".

 

 

أما سفارة كندا في إثيوبيا وجيبوتي، فاعتبرت على تويتر أن الإعلان "نبأ سار لأن المساعدات مطلوبة بشكل عاجل في شمال إثيوبيا".

 

 

وساطات من أجل محادثات


ومنذ أشهر يسعى دبلوماسيون بقيادة مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص إلى القرن الأفريقي، أولوسيغون أوباسانجو، للتوسط في محادثات سلام بدون إحراز تقدم واضح حتى الآن.


بينما اعتبر محللون هذه الهدنة خطوة مهمة، لكنهم حضوا الحكومة على متابعة الإعلان بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى تيغراي.

وقال كبير محللي مجموعة الأزمات الدولية في إثيوبيا، ويليام دافيسون؛ إن "التسليم غير المشروط وغير المقيد للمساعدات، يمكن أن يساعد أيضا في خلق ثقة كافية تمهد الطريق لمحادثات وقف إطلاق النار، وفي النهاية الدخول في حوار".

 

وتتواجه القوات الموالية للحكومة ومتمردو تيغراي في شمال إثيوبيا منذ أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد في تشرين الثاني/نوفمبر الجيش الفدرالي لطرد السلطات المحلية، التابعة آنذاك لجبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت تحتج على سلطته منذ أشهر.

لاحقا استعادت القوات التابعة للجبهة في 2021 إقليم تيغراي، لكن النزاع امتد منذ ذلك الحين إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.

 

اقرأ أيضا: خبراء: تحركات إثيوبيا نحو ملء ثالث يضع دول المصب في مأزق

 

أزمة إنسانية

 

وتسبب النزاع الذي استمر 17 شهرا تقريبا بأزمة إنسانية خطيرة في شمال إثيوبيا، حيث يحتاج أكثر من تسعة ملايين شخص لمساعدة إنسانية، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

ونزح أكثر من 400 ألف شخص من تيغراي، كما أن المنطقة تخضع أيضا لحصار فعلي بحسب وصف الأمم المتحدة.

وقال الوكالة الأممية؛ إن النزاع حال "دون إيصال المواد الغذائية والوقود إلى تيغراي منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر"، فيما اتهمت الولايات المتحدة حكومة آبي بمنع وصول المساعدات إلى المحتاجين، في حين حملت السلطات الأثيوبية المتمردين مسؤولية عرقلة وصولها.


ويحتاج أكثر من تسعة ملايين شخص إلى مساعدات غذائية في جميع أنحاء عفر وأمهرة وتيغراي، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي، لكن المنظمات الإنسانية اضطرت إلى تقليص نشاطها بشكل متزايد بسبب نقص الوقود والإمدادات.


وقالت الوكالة الأممية هذا الأسبوع؛ إن "عمليات برنامج الأغذية العالمي في منطقة تيغراي توقفت، ولم يتبق سوى مخزون وقود للطوارئ وأقل من واحد بالمئة من مخزون الغذاء المطلوب".

واندلعت حرب أهلية في إثيوبيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد القوات الفيدرالية إلى تيغراي للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش الإثيوبي.

وبرر آبي أحمد الخطوة بأن قوات الجبهة هاجمت معسكرات للجيش الفيدرالي، وتعهد بتحقيق نصر سريع.

وتسبب هذا النزاع المستمر منذ أكثر من 16 شهرا في أزمة إنسانية حادة، إذ أعلن برنامج الأغذية العالمي في كانون الثاني/يناير الماضي، أن 9 ملايين شخص في تيغراي يحتاجون إلى مساعدات غذائية، في وقت تجد فيه الأمم المتحدة صعوبات في تمويل وإيصال المساعدات لهم.

التعليقات (0)