صحافة دولية

هل تدفع حرب أوكرانيا دول الشرق الأوسط نحو "الدفاع الجماعي"؟

ظهور كتلة دفاعية جديدة في الشرق الأوسط في خضم الوضع الدولي الراهن أمر مستبعد- وام
ظهور كتلة دفاعية جديدة في الشرق الأوسط في خضم الوضع الدولي الراهن أمر مستبعد- وام

نشر موقع "المجلس الروسي للشؤون الدولية" تقريرًا سلط خلاله الضوء عن مدى إمكانية دفع الأزمة الأوكرانية دول الشرق الأوسط إلى التحول نحو مرحلة نظام الدفاع الجماعي.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن قوة التدخل السريع العربية المتحدة، التي تأسست عام 2014 بمبادرة من مصر بغية مواجهة التهديدات الأمنية في فضاء جامعة الدول العربية بشكل مشترك، تعتبر أول محاولة جادة لإنشاء "الناتو العربي" في الشرق الأوسط.

وأضاف الموقع أن واشنطن لم تكتف بدعم هذه المبادرة فحسب، بل دعت إلى تحويل قوة التدخل السريع إلى منظمة عسكرية سياسية مستقلة تتولى مهمة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي دون تدخل مباشر من القوات المسلحة الأمريكية. وفي المقابل؛ أطلق الخبراء على هذه المنظمة التي لم تر النور اسم "الناتو العربي".

ويبين الموقع أنه في ظل عدم إضفاء طابع مؤسسي عليها استمرت قوات التدخل السريع العربية المتحدة في التواجد على هذا الشكل لمدة ثلاث سنوات، فيما امتنعت الإمارات العربية المتحدة عن الانضمام إلى المبادرة، مفضلة بناء سياسة أمنية خاصة بها، وفي عهد دونالد ترامب، أعادت الأطراف النظر في شكل القوات المشتركة، وتوقف تطوير قوات التدخل السريع العربية المتحدة بعد أن تحولت الكتلة إلى منصة للنزاعات بين مصر والمملكة العربية السعودية، وعليه؛ تقرر في عام 2017 إنشاء منصة دفاعية أطلق عليها اسم تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي (ميسا).

على عكس قوات التدخل السريع العربية المتحدة، جنبًا إلى جنب مع القوات العسكرية، ينطوي تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي على أدوات اقتصادية لردع المعارضين المحتملين، الأمر الذي دفع دول الخليج العربي إلى الرهان على تنفيذه باعتباره الأكثر تطورًا من الناحية العسكرية والاقتصادية؛ بحسب الموقع.

ويلفت الموقع إلى أن تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي خطط في البداية إلى السير على خطى الناتو وتغطية الشرق الأوسط بأكمله بما في ذلك تركيا وإسرائيل، ولذلك؛ تجنب تحديد حدود الكتلة حتى في ظل حدوث مواجهة إقليمية.

ويوضح الموقع أنه في إطار "ميسا"؛ جرت محاولات لإدخال بعض العناصر الهيكلية التي لم تكن موجودة في المنظمات الإقليمية السابقة، على غرار اللجنة الدائمة للتخطيط العسكري، وإدارات تبادل المعلومات، والاستثمار العسكري والقيادة السيبرانية الجماعية وغيرها، وهو ما دفع الخبراء الغربيين إلى مقارنة هذا التحالف مع الناتو.

ويقول الموقع إنه على الرغم من اهتمام أعضاء "ميسا"، لم يحقق التحالف نجاحًا كبيرًا بسبب جملة من العوامل، أهمها التغيير الحاد في أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مبينًا أنه مع وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة تم تجميد مشروع "ميسا"، الذي اعتبر المبادرة الإقليمية الرئيسية للولايات المتحدة في عهد ترامب، وبحلول نهاية عام 2021؛ أعلنت الولايات المتحدة أن المشروع غير قابل للتنفيذ.

وأفاد الموقع أن صدى الأحداث التي هزت أوكرانيا بين أواخر شباط/ فبراير وأوائل آذار/ مارس من العام الجاري وصل الشرق الأوسط، على الرغم من عدم تورط دول الشرق الأوسط بشكل مباشر في الصراع واتخاذ معظم اللاعبين موقفًا محايدًا غير أن عواقبه قد تؤثر سلبًا على الوضع الإقليمي والأمن الغذائي في المنطقة، كما أنه في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية يتزايد التهديد الإرهابي في المنطقة؛ حيث ترى جماعة تنظيم الدولة في الصراع بين موسكو وكييف فرصة للاستفادة من تشتت انتباه الغرب وتعزيز نفوذها، فمنذ بداية الشهر الجاري زادت الهجمات التي نفذها المسلحون في اليمن وسوريا والعراق واتسع نطاق العمل الدعائي للمتطرفين في أراضي دول الخليج العربي.

وبحسب الموقع؛ فإن الخبراء يرون أن ميزانية إيران لعام 2022 و2023 اعتمدت على أساس مناهزة سعر برميل النفط 60 دولارا، وبالنظر إلى تداول النفط في حدود 115 و117 دولارا للبرميل وتراوح الصادرات اليومية للنفط الإيراني بين 1.5 و2.2 مليون برميل، فمن غير المستبعد زيادة الجماعات الموالية لطهران نشاطها، وبحسب المحللين الغربيين، قد تستخدم إيران الأموال الإضافية في دعم وكلائها في المنطقة، الأمر الذي ينذر بحدوث تغيير جذري في ميزان القوى ويخلق تهديدا أمنيا إضافيا.

ويشدد الموقع على أن هذه المخاوف قد تضاعفت بسبب تصرفات إيران الأخيرة، بما في ذلك وقوفها وراء الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنشآت الأمريكية على أراضي أربيل، فضلًا عن التعليق المحتمل للمشاورات الأمنية الإيرانية السعودية.

ودفعت التوترات الاجتماعية الناتجة عن تفشي فيروس كوفيد 19 الحكومات الإقليمية إلى توثيق التعاون في المجال الأمني، وعليه، يشير الوضع الراهن في الشرق الأوسط إلى تشكل الظروف اللازمة لدخول المرحلة التالية من تحول النظام الأمني، بحسب الموقع.

هل تنتظر المنطقة "ناتو عربي"؟


وأورد الموقع أن فكرة تشكيل "الناتو العربي" في الشرق الأوسط تبقى موضع شك، في ظل سعي اللاعبين الخارجيين، بما في ذلك واشنطن، إلى بناء نظام أمني في المنطقة معتمدين في ذلك على "المنطق الأوروبي الأطلسي" دون مراعاة الخصائص الثقافية والتاريخية للمنطقة.

وينوه الموقع إلى أنه بالنظر إلى تبني كل قوة إقليمية - سواء كانت تركيا أو المملكة العربية السعودية أو مصر - رؤية خاصة لشكل الهيكل الأمني، ومكانها في المشروع، فإن بناء كتلة دفاعية موحدة يتطلب عملًا دقيقًا كبيرًا مع النخب الوطنية، الأمر الذي لا توليه واشنطن اهتمامًا. وإلى جانب ذلك؛ تحول النزاعات والخلافات الناشئة بين اللاعبين نتيجة اختلاف التصورات دون التحولات المقترحة، كما تؤثر التناقضات وسط جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي سلبًا على المبادرات الجماعية، ففي وقت سابق؛ تسبب اختلاف وجهات النظر حول القضايا الأساسية في استياء عدد من الدول العربية من بينها مصر والأردن وصرف النظر عن تشكيل تحالف "ميسا".

ويبين الموقع أنه رغم اتباع إيران سياسة هجومية في المنطقة، غير أن الدول الفاعلة في الشرق الأوسط تتحاشى الدخول في مواجهة حادة معها بسبب نفوذ القوات الموالية لها داخل سوريا ولبنان والعراق واليمن، وعلى خلفية توسيع تعاونها مع قطر وعُمان وتركيا؛ حيث تحد هذه الحقيقة من الحدود التوسعية للمشروع الذي يتعارض مع خطط الاستراتيجيين الأمريكيين.

ويشير الموقع إلى أن دور إسرائيل في النظام الجديد لا يزال غير واضح، مع العلم بأن بيان تل أبيب بشأن استعدادها لتولي دور الضامن للنظام الجديد في حالة انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة غير مقبول ليس فقط من وجهة نظر "الشارع العربي"، بل من قبل اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، بالإضافة إلى إيران وسوريا ولبنان واليمن، التي تعارض إسرائيل بشكل تقليدي، كما انضمت الكويت وتركيا إلى قائمة الدول غير الراضية عن مثل هذا التحول في الفترة الأخيرة.

وفي الختام؛ قال الموقع إن ظهور كتلة دفاعية جديدة في الشرق الأوسط في خضم الوضع الدولي الراهن أمر مستبعد في ظل عدم إعارة الولايات المتحدة والقوات المحلية هذه المسألة اهتمامًا، وبدلا عن ذلك من المرجح تعزيز الهياكل القائمة وزيادة وتيرة عسكرة اللاعبين الإقليميين الرئيسيين. وبالتوازي مع ذلك؛ ستُولِي قوى المنطقة المزيد من الاهتمام للتحالفات الظرفية كعنصر إضافي لردع العدوان الخارجي المحتمل.

2
التعليقات (2)
مصر ستحتل السعوديه
السبت، 26-03-2022 09:58 م
ايه ياعربى 21 شكلك كده فيلمك انتهى...دفاع جماعى ايه بس ياعم...اى بلد تحتل مصر فسيقف الشعب المصرى مع المحتل حتى لو كان المحتل الصهاينه...الناس فى مصر قرفت من الجيش المصرى حقيقى والشعب المصرى بيقول علنى الجيش و الشرطه مجموعه بلطجيه
عبدالله المصري
السبت، 26-03-2022 07:20 م
هذا الموقع يبدوا انه يعيش في المريخ و لا يعرف مثلا الجيش المصري يربى و يسمن في امريكا تسليحا و تدريبا و رشوة سنوية ب 1300 مليون دولار فهذا الجيش المصري خطف الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي رحمة الله عليه و قتله و باع تيران و صنافير و وافق على سد يقتل المصريين جوعا و عطشا و نهب الاقتصاد المصري فكيف يحسب هذا على انه جيش مصر و هو مافيا بمعنى الكلمه.