ملفات وتقارير

وفد سعودي يصل صنعاء وسط ترقب لصفقة تبادل أسرى

تقرب لصفقة تبادل أسرى بين التحالف والحوثيين - جيتي
تقرب لصفقة تبادل أسرى بين التحالف والحوثيين - جيتي
كشفت جماعة "أنصارالله" اليمنية "الحوثي"، مساء الأربعاء، عن وصول وفد سعودي إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة منذ خريف العام 2014.

وقال رئيس لجنة الأسرى في الجماعة، عبدالقادر المرتضى، عبر "تويتر": "ضمن آلية التحقق من الكشوفات للمرحلة الأولى للإفراج عن الأسرى، والذي تم التوافق عليه في جولة سلطنة عمان الأخيرة، ذهب وفد فني من لجنة الأسرى إلى السعودية.

وأضاف المرتضى أنه في مقابل ذلك، وصل وفد فني سعودي إلى صنعاء للتحقق من الأسماء ومطابقتها على الواقع، ولا علاقة للموضوع بأي نقاش أو حوار سياسي آخر.

 

 


ولم يكشف القيادي الحوثي تاريخ زيارة وفد جماعته إلى المملكة وكذلك تاريخ وصول الوفد السعودي إلى صنعاء.

 

على الجانب اليمني، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، وعضو لجنة الأسرى والمختطفين في الحكومة، ماجد فضائل: "هناك ترتيب لزيارات متبادلة بين الأخوة الأشقاء (في إشارة إلى السعودية) والحوثيين، وذلك بشأن أسماء الأسرى في صفقة التبادل المرتقبة".


 وأضاف فضائل في تصريح خاص لـ"عربي21": لكن لا يوجد أي ترتيبات لزيارات متبادلة بين الجانب الحكومي اليمني وبين الحوثيين حتى اللحظة.

تجاوز نقاط الخلاف

من جانبه، علق وزير الخارجية اليمني الأسبق، والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي الحاكم سابقا، عبدالكريم القربي، على الزيارات المتبادلة بين الحوثيين والسعوديين.

وقال القربي عبر حسابه على "تويتر": إن تبادل الزيارات في هذه الأثناء بين التحالف وأنصار الله (...) لبحث ملفات مكملة لاتفاقية الهدنة دليل على أن الطرفين قد تجاوزا الكثير من نقاط الخلاف التي تهمهما، ووضعا أسس الحل والضمانات".

وأضاف وزير الخارجية اليمني الأسبق أنه "لم يبق لنا إلا انتظار أسلوب إعلان الاتفاق".

وأواخر آذار/ مارس الماضي، كشف الحوثيون عن التوافق على إجراء صفقة جديدة لتبادل الأسرى عبر الأمم المتحدة، تشمل أسرى سعوديين وسودانيين.

 

اقرأ أيضا: "الرئاسي" اليمني يزيح محافظ الجوف القيادي بحزب الإصلاح

وقال رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين، عبد القادر المرتضى، حينها، إنه تم التوافق على تبادل أسرى حوثيين بأسرى من قوات الحكومة اليمنية المعترف بها، بينهم سعوديون وسودانيون.

وأضاف المرتضى، عبر "تويتر"، أن صفقة التبادل تشمل 1400 أسير من الجيش واللجان الشعبية من الجانب الحوثي، في مقابل 823 من القوات الحكومية والتحالف، بينهم 16 سعوديا، و3 سودانيين.

وأواخر أبريل/ نيسان من العام الحالي، أعلنت وزارة الخارجية العمانية الإفراج عن 14 أجنبيا كانوا محتجزين لدى جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء تم نقلهم إلى العاصمة مسقط.

وقال بيان للوزارة، حينها، إن ذلك جاء "امتثالاً للأوامر السامية للسلطان هيثم بن طارق، بالعمل على تلبية التماس حكومات المملكة المتحدة وإندونيسيا والهند والفلبين؛ للمساعدة في الإفراج عن عدد من رعاياهم المتحفظ عليهم في اليمن".

ونشر البيان أسماء الـ14 المفرج عنهم، وهم 3 بريطانيين و7 هنود وفلبيني وإثيوبي وإندونيسي وميانماري.

"تصفية جندي أسير"

وفي سياق مواز، أدانت الحكومة اليمنية المعترف بها ما قالت إنه تصفية أحد جنودها الأسرى لدى الحوثيين تحت التعذيب.

جاء ذلك في تصريح أدلى به وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، لوكالة الأنباء الرسمية" سبأ".

وقال الإرياني: "ندين ونستنكر بأشد العبارات إقدام مليشيا الحوثي، التي وصفها بـ"الإرهابية"، على تصفية الجندي الأسير عبدالوهاب الشاجع تحت التعذيب، بعد عام من أسره أثناء مشاركته في معارك الدفاع عن محافظة مأرب.

وأضاف وزير الإعلام اليمني أن الجماعة الحوثية رفضت تسليم جثته لأسرته حتى الآن؛ لإخفاء معالم جريمتها.

وأشار إلى أن "الشاجع تعرض خلال فترة الأسر لأبشع صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من الرعاية الصحية وأبسط الحقوق، حاله حال آلاف الأسرى والمختطفين القابعين في معتقلات المليشيا غير القانونية، بينهم سياسيون وإعلاميون وصحفيون وحقوقيون ونشطاء".

كما أكد الوزير اليمني على أن هذه الجريمة النكراء -حد وصفه- تضاف لسلسلة جرائم مليشيا الحوثي التي ارتكبتها بحق الأسرى والمختطفين، حيث رصدت وزارة حقوق الإنسان أواخر العام الماضي أكثر من (350) حالة قتل تحت التعذيب من إجمالي (1635) حالة تعرضت للتعذيب، في معتقلات المليشيا منذ انقلابها على الدولة.

واستنكر في الوقت ذاته المواقف الدولية المتخاذلة إزاء جرائم تعذيب الأسرى والمختطفين، وقتلهم بهذه الصورة الممنهجة، لافتا إلى أن تلك المواقف شجعت مليشيا الحوثي على ممارسة المزيد من البطش والتنكيل ضد الأسرى والمختطفين المدنيين، والإمعان في إرهاب المجتمع الرافض لانقلابها.

وكان الصحفي عبدالباسط الشاجع قد أفاد، في وقت سابق اليوم، وفاة شقيقه الأكبر عبد الوهاب، بعد عام كامل من وقوعه في الأسر لدى الحوثيين في جبهة الجوبة جنوبي مدينة مأرب.

وقال في تغريدة عبر "تويتر": تلقينا صباح اليوم نبأ استشهاد أخي الأكبر، شقيق الروح، عبد الوهاب، بعد عام كامل من الشوق والحنين لعودته، بعد أن وقع أسيرا وجريحا في معركة قادها مع مجموعة من الأبطال في جوبة مأرب.

وتابع الصحفي الشاجع:" ظلت عائلتي ترقب مصيره حتى جاءنا خبر استشهاده، تركته الحوثية ينزف حتى الموت".

 

 


وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد كشف في الأول من أغسطس/ آب الماضي، عن اتفاق الأطراف اليمنية على إطلاق سراح المحتجزين وتبادلهم، بعد مشاورات استمرت ستة أيام في العاصمة الأردنية عمان.

وقال بيان صادر عن مكتب غروندبرغ إن اللجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق إطلاق سراح المحتجزين وتبادلهم بين الأطراف في اليمن، اختتمت أمس اجتماعها السادس في العاصمة الأردنية عمّان، بعد ستة أيام من المشاورات لتحديد أسماء المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم بناءً على الأعداد التي تم الاتفاق عليها في آذار/ مارس من العام الحالي.

فيما كذّب وكيل وزارة حقوق الإنسان وعضو اللجنة الحكومية لشؤون الأسرى والمختطفين ما أورده المبعوث الأممي في بيانه آنذاك.

وقال ماجد فضائل في تصريح لـ" عربي21": "إن المشاورات التي جرت في العاصمة عمان لم تصل إلى نتائج مهمة فيما يتعلق بملف الأسرى والمختطفين".

ونفى فضائل، عضو لجنة الأسرى والمختطفين التابعة للحكومة "ما ورد في بيان المبعوث الأممي، أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة مع الحوثيين تقوم بعملية التحقق من قوائم المحتجزين".

وسبق أن نجحت صفقات تبادل أسرى عدة بين القوات الحكومية والحوثيين في عدة جبهات، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2020، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون، على مدار يومين، 1056 أسيرا من الجانبين، بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين، في أكبر صفقة تبادل أسرى منذ بدء الحرب.
التعليقات (0)