صحافة إسرائيلية

تخوف إسرائيلي من تزايد أعداد المعتكفين في المسجد الأقصى

شالوم: في رمضان من كل عام يبذل الاحتلال جهودا دبلوماسية سرية لتهدئة الأوضاع- جيتي
شالوم: في رمضان من كل عام يبذل الاحتلال جهودا دبلوماسية سرية لتهدئة الأوضاع- جيتي
أثار أداء الفلسطينيين للاعتكاف في المسجد الأقصى اهتمام الاحتلال، لأنه يأخذ معنى إضافيًا في شهر رمضان على نحو خاص، فضلا عن أنه أخذ منعطفًا سياسيًا، حيث يزعم الاحتلال أن الوضع الراهن يحصر هذا الاعتكاف على العشر الأواخر من نهاية الشهر، فيما يدعو الفلسطينيون لرفض هذا التقييد الإسرائيلي، ما يخلق كرة ثلجية خطيرة أمام الاحتلال.

يانون شالوم مراسل موقع "واللا" أشار إلى أن "المسلمين يولون أهمية كبيرة لشعائر الاعتكاف في المسجد الأقصى، خاصة في شهر رمضان، باعتباره من أهم الأوقات في التقويم الإسلامي، وتكتسب أهمية مضاعفة، ولها معنى عميق بالنسبة للكثيرين في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي ممن اعتادوا الاعتكاف في مساجدهم، لكنها في المسجد الأقصى باتت تتخذ منعطفًا سياسيًا".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "مباشرة بعد حرب 1967، تم تأسيس الوضع الراهن مع الوقف الأردني باقتصار الاعتكاف فقط على العشر الأواخر من شهر رمضان، بما يسمح للمصلين الفلسطينيين بقضاء الليل على أرض المسجد، لكن المنظمات الفلسطينية تطالب الجهات الإسلامية في تركيا والأردن ومصر بالسماح للمسلمين بأداء الاعتكاف كل ليلة من الشهر، دون اقتصارها على العشر الأواخر، واعتبار أي استجابة لذلك استسلاما للكيان الصهيوني الذي يسيطر على المسجد الأقصى".

وأوضح أن "دولة الاحتلال غالبا ما دعت الجمهور الفلسطيني للانصياع لتعليمات الوقف الإسلامي، بعدم البقاء في المسجد الأقصى أول عشرين يومًا من شهر رمضان، وخلف الكواليس فقد وصل مسؤولون إسرائيليون كبار إلى الأردن سابقا ولاحقا خصيصاً لهذا الغرض، أبرزهم رئيس الوزراء آنذاك نفتالي بينيت، ووزيرا الحرب بيني غانتس، والأمن الداخلي عومر بارليف، بالتزامن مع بذل العديد من المحاولات الغربية للتوصل إلى تسوية متفق عليها بهذا الخصوص".

وأشار إلى أنه "في مواجهة كل هذه الجهود الإسرائيلية لمنع الاعتكاف طيلة أيام شهر رمضان، فقد شهدت شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات الإعلامية المحسوبة على حماس، كتابات تحث الفلسطينيين على الاعتكاف في كل ليلة، والدعوة للتمرد على الوضع الراهن، وقيود الاحتلال، حتى إن الشيخ عكرمة صبري المعروف عنه موقفه العدواني والتحريضي ضد الاحتلال، دعا الشباب في أولى ليالي رمضان للتصدي للاحتلال بإجراءاته ضد المسجد الأقصى، ومحاربة حرية الصلاة، وطرد المصلين منه".

اظهار أخبار متعلقة


وزعم أنه "في كل شهر رمضان من كل عام يبذل الاحتلال جهودا دبلوماسية سرية لتهدئة الأوضاع، بما في ذلك مكالمات هاتفية بين مسؤولين من الأردن ورجال دين في شرق المدينة المقدسة، فإن صورة واحدة يمكن أن تغير كل شيء، وكرة الثلج المتدحرجة منذ فترة طويلة يبدو أنها تراكمت هذا العام بصورة متسارعة مع استشهاد محمد العصيبي بنيران قوات الاحتلال رغم أنه كان معتكفا".

ويضيف: "بالتزامن مع تزايد أعداد المسلمين المعتكفين، يزداد نشاط المستوطنين اليهود باقتحام الأقصى عشية عيد الفصح، ما شكل دافعا للعناصر الإسلامية لتحريض الشبان على التواجد في المسجد، ودعوة الجماهير للحضور إليه، والدفاع عنه، ولذلك جاء انتشار صور شرطة الاحتلال وهم يعتقلون 350 معتكفاً في ليلة واحدة، الأمر الذي هددت حماس بالرد عليه، وأطلقت عشرات الصواريخ من جبهة الجنوب في غزة، والشمال في لبنان، وتم وضع المنظومة الأمنية في حالة تأهب قصوى، مع الاهتمام بما يجري في المسجد الأقصى".

تؤكد هذه المعطيات الاسرائيلية أن تخوفها مما قد يحدث في المسجد الأقصى، باعتباره ليس حدثًا لمرة واحدة فقط في شهر رمضان، خاصة مع تزامنه مع الأعياد اليهودية، لأنه يمكن لصورة واحدة أن تغير تمامًا الواقع الأمني من طرف إلى آخر، ويهدد بتجسيد الحرب الدينية التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين.
التعليقات (0)