سياسة عربية

ماذا يريد محمد بن سلمان من استضافة قمة في جدة لحل الأزمة الأوكرانية؟

يريد محمد بن سلمان هو سوق نفط مستقر وعلاقات تجارية قوية- جيتي
يريد محمد بن سلمان هو سوق نفط مستقر وعلاقات تجارية قوية- جيتي
تناول تحليل لمحرر الشؤون الدبلوماسية الدولية في شبكة "سي أن أن" الأمريكية نك روبرتسون، المؤتمر المنعقد اليوم في مدينة جدة السعودية بخصوص أوكرانيا.

وقال روبرتسون إن "جدة قد لا تكون الخيار الأوضح لتهدئة أعنف صراع في العالم، والذي يحتدم حاليا في أوكرانيا، ومع ذلك، يعتقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الملك المنتظر للمملكة الصحراوية، أنه يمكن أن يساعد في الحل".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف، أن بن سلمان اضطلع بدور إطلاق سراح المرتزقة الغربيين الذين أسرتهم القوات الروسية أثناء القتال في أوكرانيا الخريف الماضي.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن المكان ميزة لهم إذ أنه "يدمر تماما رواية روسيا"، بأن أوكرانيا مدعومة فقط من "دول الغرب الجماعي"، ويتوقعون مشاركة ما يصل إلى 40 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والهند.

وأكد روبرتسون أن الأوكرانيين حددوا في الأيام التي سبقت القمة، نيتهم. حيث أكدوا "هدفنا في السعودية هو تطوير رؤية موحدة لصيغة السلام ووضع إمكانيات عقد قمة السلام العالمية المستقبلية"، في إشارة إلى خطة السلام الأوكرانية.

وأضاف أن القمة قد تصبح قطعة ثلج في الصحراء، رائعة وملهمة للحظات، ولكنها تختفي في غمضة عين، ومع ذلك، يعلق المسؤولون الأوكرانيون آمالهم عليها "لتوحيد العالم حول أوكرانيا".

اظهار أخبار متعلقة



وأرسل البيت الأبيض مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لحضور القمة، كما وصفها مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية بأنها فرصة لإيجاد "حل دبلوماسي محتمل للحرب"، وللدول التي قد لا تسمع مباشرة من كييف للتحدث وجها لوجه مع المسؤولين الأوكرانيين.

ونوه إلى أن الدنمارك استضافت اجتماعات سابقة في حزيران/يونيو الماضي جمعت 15 دولة، العديد منها من جنوب العالم الذين يتعاطفون بدرجات متفاوتة مع حجة بوتين بأن الحرب كانت "ضرورية"، وأن حلف "الناتو" أجبره على غزو أوكرانيا.

واستدرك، أن القمة لم تسفر عن عناوين رئيسية، أو انحراف ملحوظ عن شرط أوكرانيا المسبق للسلام، بخروج القوات الروسية من أوكرانيا.

وردا عن سؤال حول الاختلاف هذه المرة؟، قال روبرتسون، إن السعودية، على عكس الدنمارك، لم تتخذ جانبا صريحا في الحرب، كما أن محمد بن سلمان لديه نفوذ، مثل الطرق التي أدت إلى روما في أيام مجدها، أصبحت السعودية على نحو متزايد في ملتقى المصالح العالمية المتنافسة.

وأوضح روبرتسون أن بن سلمان استقبل الرئيسان الأمريكي والصيني في السعودية، كما حقق بعض الإنجازات الدبلوماسية في اليمن ووقع مذكرات تفاهم اقتصادية مع البلدين.

وفي آذار/مارس الماضي أعلنت السعودية والصين عن خطة سلام لبناء الثقة مع إيران لإصلاح علاقتهما العدائية، وحتى الآن نجحت الخطة، فتوقف الحوثيون وكلاء إيران في اليمن، عن مهاجمة السعودية بصواريخ باليستية إيرانية الصنع.

ويرى الكاتب أن أكثر ما يريده محمد بن سلمان هو سوق نفط مستقر وعلاقات تجارية أقوى في جميع أنحاء الخليج، حيث أن الخلافات في المنطقة وحدها خطيرة، كما أن الحرب بين روسيا الغنية بالنفط والمسلحة نوويا وأوكرانيا كارثية.

ويعتقد روبرتسون أن نجاح بن سلمان بترويض النمر الروسي، سيمكنه من التخطيط بشكل أفضل لكيفية تقديم رؤيته الأخرى الباهظة الثمن لمستقبل السعودية بتنوع اقتصادي لا يعتمد على النفط فقط، وتوظيف عدد كبير من الشباب في البلاد.

وأشار إلى عدم استجابة ولي العهد السعودي لطلب واشنطن بعدم تخفيض انتاج النفط حينها قال المسؤولون السعوديون إنهم يقرأون أسواق النفط بشكل صحيح ويغيرون الإنتاج فقط ليناسب "مصالحهم الوطنية".

وأكد روبرتسون أن هذه النقطة لم تسر بشكل جيد في واشنطن. ومع ذلك، فإن القانون الأساسي للدبلوماسية اليوم يقول إن محمد بن سلمان لديه نفوذ محتمل على روسيا.

وأردف أن نوع الدبلوماسية التي يشارك فيها محمد بن سلمان هو إعادة تصور دور عرب الخليج، أصحاب المصلحة والنفوذ الحقيقي، وليس المنافسين لبعضهم البعض كما في الماضي.

اظهار أخبار متعلقة



وحول التطبيع بين السعودية والاحتلال قال روبرتسون إن المفاوضات مع الولايات المتحدة جارية، وورد أنها تشمل محطات طاقة نووية محلية، وطائرات مقاتلة من طراز F-35، وضمانات أمنية للمملكة، حيث تريد الولايات المتحدة تنازلات من السعوديين، والعكس صحيح.

وختم الكاتب ان هناك مناطق أخرى خارج إيران تتماشى فيها المصالح الصينية والسعودية، كمخاوفهما المتبادلة بشأن المخاطر التي تتعرض لها اقتصاداتهما نتيجة حرب جامحة تتصاعد خارج نطاق السيطرة على حافة أحد أكبر أسواقهما في أوروبا.
التعليقات (1)
ابو حلموس
السبت، 05-08-2023 02:42 م
تنظيف سمعته القذرة، و هز مؤخرته والضحك ببلاهة فاضحة امام مجموعة وفود ستقضي وقتا ضائعا على حساب المسرف الأضحوكه الذي يريد أن يقوم بتقييف العالم الإسلامي على مقاس عقله الضحل المختل .. ما سمعنا يوما ان المال يصنع رجال او قاده او زعماء إلا في العصابات و الأحياء العشوائية ، بخاصة حين يكون حائزه مختلا نفسيا و موروطا جنائيا ذو بلاهة لا يخطئها ذو بصر !!!