ملفات وتقارير

سياسيون مغاربة يجددون إسنادهم للمقاومة في غزة ويطالبون أمريكا والغرب بالعدل

أحزاب المعارضة المغربية يتضامنون مع فلسطين وينتقدون موقف الولايات المتحدة الداعم للاحتلال.. عربي21
أحزاب المعارضة المغربية يتضامنون مع فلسطين وينتقدون موقف الولايات المتحدة الداعم للاحتلال.. عربي21
دعا قادة أحزاب سياسية معارضة وقوى وطنية مغربية العرب والمسلمين، إلى إسناد المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال بكل السبل، بما في ذلك إنهاء التطبيع.

جاء ذلك في مهرجان خطابي نظمه حزب العدالة والتنمية المغربي اليوم الأحد بمسرح محمد الخامس بالرباط تحت شعار: "كلنا غزة.. أوقفوا العدوان.. ارفعوا الحصار"، وشارك فيه كل من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، والقيادي السابق في حزب الاستقلال محمد الخليفة، والسفير الفلسطيني في المغرب جمال الشوبكي، وأدار المهرجان عزيز هناوي الناشط في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع.



وأجمع المتحدثون في المهرجان الخطابي الذي شهد حضورا مكثفا، على أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، فاق كل التوقعات، وأنه استحال إلى جرائم حرب مكتملة الأركان.

وقال السفير الفلسطيني في المغرب جمال الشوبكي في كلمته أمام الحضور؛ "إن هتاف المغرب وفلسطين شعب واحد لا شعبين، سُمع في مظاهرات مليونية في مدينة الرباط وفي البرلمان المغربي بغرفتيه، عندما اتخذ ترامب قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأضاف: "كان هذا الشعب المغربي العظيم بكل قواه الحية وبكل أبنائه وبكل ألوانه وقف مع فلسطين، ودائما من الرباط كانت القرارات التاريخية التي صدرت لصالح فلسطين، صدرت من المغرب.. الاعتراف بمنظمة التحرير الوطني الفلسطيني الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، تشكيل منظمة التعاون الإسلامي بعد حريق الأقصى، وكل القرارات المهمة كانت تنبع من المغرب.. المغرب بعيد جغرافيا عن فلسطين، لكنه قريب بالمشاعر الصادقة.. المغرب شريك لفلسطين في القدس من خلال حارة المغاربة، التي دمرها الاحتلال عشية احتلاله القدس سنة 67".

وأكد الشوبكي أن الشعب الفلسطيني ينظر إلى الموقف المغربي المؤيد لفلسطين نظرة احترام، وأنه يتطلع إلى أن يكون الصوت المغربي عاليا، ليوصل إلى كل العالم المطالب بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.

وقال: "هناك عدوان بشع، هناك تطهير عرقي ومجازر ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة بالدرجة الأولى وفي كل الوطن المحتل".



وأضاف: "أرض غزة كما قلنا سابقا باللون الأسود من بارود القذائف، قذائف الدمار التي تطلق على الأبرياء من الفلسطينيين، وباللون الأحمر بدماء الشعب الفلسطيني.. هذا الاحتلال لم يقف عند محرم واحد من المحرمات، قصف المدارس والمساجد والمستشفيات والكنائس والبيوت الآمنة.. هذا الاحتلال يؤمن أن ما لا يمكن حله بالقوة، يمكن حله بمزيد من القوة.. وهو يؤمن أنه إذا ارتكب مجزرة حتى يغطي عليها، فإنه يرتكب المزيد من المجازر".

وأكد الشوبكي أن "من يحارب الشعب الفلسطيني في غزة اليوم، هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتل فلسطين، وأنها أعطت الضوء الأخضر لهذا العدوان المجرم"..

وقال: "دائما أمريكا منحازة لإسرائيل، ولكن في هذا العدوان أمريكا شريكة فيه.. شاهدنا الرئيس الأمريكي جاء مسرعا إلى إسرائيل وأرسل قبله حاملات الطائرات والغواصات وكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا.. جاء وزير دفاعه ليكون في إدارة العمليات ضد شعب أعزل".

وأضاف الشوبكي: "نحن الشعب الفلسطيني شعب صغير لم نختر العداء مع أمريكا.. لا نريد إعلان الحرب عليها، ولكن أمريكا هي من أعلنت الحرب على الشعب الفلسطيني".

وأكد السفير الفلسطيني في الرباط، أن الشعب الفلسطيني لا يملك الطائرات ولا الأسلحة المتطورة، ولكنه يملك إرادة الحرية..

وقال: "ما يجري منذ 7 من تشرين أول / أكتوبر الماضي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، معركة إبادة ضد الشعب الفلسطيني تستهدف إخراج الفلسطينيين من التاريخ والجغرافيا. الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأسوأ في تاريخ الكيان.. هي حكومة الصهيونية الدينية، وأن إسرائيل من النهر إلى البحر هي لإسرائيل".

وأشار الشوبكي إلى أن الشعب الفلسطيني لم يطلب من أحد أن يتدخل بالسلاح لنصرته، وإنما يريد أن يتدخل العالم بالسياسة وبالضغط على مصالح الولايات المتحدة في الأمتين العربية والإسلامية.. هذا ما نريده.

وقال: "من هذا المكان، أتوجه بنداء إلى الملك محمد السادس بالتدخل واستخدام ثقل المغرب من أجل وقف العدوان".



من جهته قال القيادي السابق في حزب الاستقلال محمد الخليفة: "ما قامت به غزة على مدى مواجهتها للحرب الصهيونية أحيانا، وأحيا فينا الأمل والروح الوطنية الصادقة".

وأضاف: "لا أريد أن أتحدث عن الحزن الذي سربل الدنيا من أقصاها وأقصاها، إن ما نشهده اليوم لم نقرأه في التاريخ، لم نقرأه عندما هاجم المغول غزة وأصبحت أرضا يبابا لا شيء فيها. لا يمكن أبدا إلا أن نستحضر ما قام به الرومان عندما دكوا غزة. قدر غزة الصامدة أن تبقى دوما صامدة في وجه كل احتلال".

وأكد الخليفة أن الأجيال الجديدة في الوطن العربي اليوم، تعرف فلسطين من خلال ما يقوم به الشعب الفلسطيني في غزة من مواجهة للاحتلال.

وقال: "أقول ما قاله محمود درويش ذات يوم؛ إن أمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا، ولا نحتاج إلى واو بينهما".

وتابع: "قال محمود درويش: أتسألوني عن غزة؟ في غزة هناك شهيد يواسيه شهيد، يصوره شهيد، يودعه شهيد، يصلي عليه شهيد".. هذه هي غزة اليوم.



ودعا الخليفة الدول المطبعة مع إسرائيل ضمن ما يعرف باتفاق إبراهام، بالخروج من هذا الاتفاق، وقاطعه الحضور برفع الشعار: "الشعب يريد إسقاط التطبيع".

أما نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فقال: "في هذه اللحظات العصيبة، علينا وعلى الشعب الفلسطيني بداية، وما نشعر به من آلام إزاء ما يتعرض له هذا الشعب المقاوم لحظيا من قتل جماعي يفوق طاقتنا على التحول، فلم يعد أحد منا قادر على تتبع المشاهد التي نراها على مختلف القنوات التلفزيونية".



وأضاف؛ "إننا اليوم أمام هجوم وحشي وتطهير عرقي وتهجير قسري وعدوان همجي من الكيان الصهيوني المتغطرس. ممارسة هذا الكيان مماثلة تماما -وهذا الخطاب موجه للغرب أساسا وللأصوات التي تتعالى دفاعا عن إسرائيل- مماثلة تماما في طبيعتها لجرائم الفاشية والنازية".

وتابع؛ "إننا اليوم أمام مأساة إنسانية مرعبة بكل المقاييس، أصبحت كل الكلمات عاجزة عن وصفها، وصارت العيون عاجزة عن متابعة فظاعاتها. نحن أمام مشاهد مفجعة على مرأى ومسمع الجميع، عنوانها القتل والدمار والظلام.. والمستشفيات التي تحولت إلى مقابر جماعية".

ووصف بنعبد الله الحكومة الإسرائيلية بأنها متطرفة ومتغطرسة، تسعى لتهجير شعب بأكمله من دياره، وقال: "اليوم غزة وغدا القدس وبعد غد مدن الضفة، ولا ندري إن سيقف هذا العدوان.. نحن اليوم أمام خطاب وإعلان صريح عن الرغبة في محو شيء اسمه غزة من الوجود. بكلمة واضحة، نحن أمام حرب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، في خرق لأبسط مقتضيات القانون الدولي والإنساني".

وقبل الكلمة الختامية التي ألقاها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، قدم الفنان السوري يحيى حوى قصيدتين، الأولى: "أناديكم" للشاعر الفلسطيني توفيق عياد، ثم أطلق أغنيته الأولى بعنوان: "غزة الجبارة".



أما عبد الإله بنكيران، الذي عاد وجدد ثقته في المقاومة الفلسطينية وفي حركة "حماس" على وجه الدقة والتحديد، فقد قال: "أريد أن أحيي بصفة خاصة السفير الفلسطيني في المغرب. وقد يتساءل البعض لماذا دعوناه؟ أنا لا أميز بين فلسطيني وفلسطيني آخر هو منا ونحن منه، وقد دعوناه نيابة عن منظمة فتح وحماس والفصائل الفلسطينية لينوب عنها كلها؛ لأننا نريد أن نرى الشعب الفلسطيني موحدا اليوم، نريده أن يكون موحدا على ما كشفته لنا حماس أن الطريق الحقيقي الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى نتيجة، هو المقاومة والمقاومة والمقاومة.. وأظن أن السيد السفير في كلمته كان معبرا عن هذه المعاني الكبيرة".

وأشار بنكيران إلى عراقة العلاقة التي تربط المغاربة بفلسطين، وأورد قصة له تعود إلى عام 1968 وكان شابا، عندما تابع مسرحية عن فلسطين في مسرح محمد الخامس، وعن علاقة المغرب الرسمية مع القضية الفلسطينية..

وقال: "هناك من يسعى اليوم لتغيير عقائد المغاربة ويتحدث عن أننا كلنا إسرائيليون، وهو أمر صادم. وهناك من تحدث عن أن حماس فعلت ما لم تستطع الحيوانات أن تفعله، لكن لماذا لم نسمع منك كلمة واحدة عما فعلته إسرائيل؟".



وأضاف: "الشعب المغربي لا يتبدل، وعلى المغاربة أن يشعروا بخصوصية؛ فقد عشنا دولة مستقلة وكنا نحمي ظهر الإسلام في الغرب الإسلامي، وهذه مسؤولية تاريخية.. إذا تخلينا عن هذه الصفات وهذه الخصوصية وهذه المبادئ والقيم، فإننا سنصبح شعبا لا يساوي شيئا".

وعدد بنكيران جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وما جرته تلك الجرائم من ويلات على الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، حتى الوصول إلى أوسلو وما فعلوه بالرئيس الراحل ياسر عرفات.

وقال: "الإسرائيليون لا عهد لهم، ولم يشبعوا بكل جرائمهم إلى أن جاؤونا بحكومة متطرفة وضعوا على رأسها شخصا مكروها من شعبه ومن العالم، وأتوا بوزراء متطرفين مارسوا مناظر الحقارة والقتل المباشر، والاعتداء على الرجال والنساء في المسجد الأقصى".

وتحدث بنكيران عن زيارته إلى قطاع غزة، وقال بأن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية أعاد إحياء القضية الفلسطينية، وأعادها إلى الواجهة.. وأحيا السياسة في العالم العربي، مشيرا إلى أن "الإسرائيليين لا يكتفون بغزة وبفلسطين، بل تمتد طروحاتهم إلى المغرب العربي ,غلى الجزيرة العربية..

وأضاف: "أعرف أن الأنظمة العربية لا تريد حماس، وربما لا تريد مدرستها، وأنا لست من أنصار المصادمة بين الأنظمة والشعوب بل بالعكس أنا مع توحيد الوحدة، ولكنني أقول الحقيقة؛ إن تبريرهم بأنه إذا استطاعت إسرائيل هزيمة حماس فإنها ستريحهم منها، وأنا أقول لهم بالعكس، إنها عندما تقضي على حماس ستمر إليهم".

وتابع: "هل ستتخيلون أن إسرائيل إذا هزمت حماس ستتعامل بإيجابية مع لبنان وهي تتذكر هزيمة 2006؟ هل ستتخيلون أنها ستتعامل بإيجابية مع الأردن؟ ما الذي سيمنعها بعد أن هزمت رأس حربة الأمة حماس؟".

وأكد بنكيران أن التهديد بدفن "حماس" في غزة لن ينهيها، وقال: "القوة تستدعي القوة، وفي النهاية القوة لن تدوم لأمريكا لأن القوة لم تدم لأي امبراطورية.. الأمريكيون يتعاطفون مع إسرائيل دون حدود، ولكنهم يتعاطفون كذلك مع مصالحهم، ويوما ما سيرون أن ثمن مساندتهم لإسرائيل مكلف سيتخلون عنها".

وحول الموقف مما يجري في غزة، قال بنكيران، الذي أجهش بالبكاء وهو يقص قصص الأطفال ضحايا القصف اليومي في غزة: "هؤلاء الذين ينصرون الله لا أظن أن الله سيخذلهم، سينصرهم ولو بعد حين. وأقول لأبناء العدالة والتنمية: لا تربوا أبناءكم على ماكدونالد وعلى الرفاه الشكلي، إذا أردتم لأبنائكم أن ينفعوكم في الدنيا والآخرة، وإذا احتجناهم أن يدافعوا عنا ويموتوا من أجل أن يعيش المغرب والدول الإسلامية".

وأكد بنكيران في ختام كلمته، أن حزبه لم يكن يوما مع التطبيع مع الاحتلال، وأن "حدث التطبيع حدث معزول سيحسم فيه التاريخ.. أما طبيعة العدالة والتنمية فهي ضد التطبيع".

وتعيش المغرب منذ بداية العدوان على قطاع غزة على وقع فعاليات شعبية وسياسية في غالبية المدن الكبرى؛ مناصرة للقضية الفلسطينية ورافضة للحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، ومطالبة بوقف التطبيع.



ولليوم 44 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّف آلاف القتلى والجرحى، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
التعليقات (0)