سياسة عربية

ما هي نقاط الخلاف بين "حماس" والاحتلال لإبرام هدنة في غزة؟

ترفض دولة الاحتلال مطالب حركة حماس بالانسحاب الكامل ووقف العدوان على غزة- جيتي
ترفض دولة الاحتلال مطالب حركة حماس بالانسحاب الكامل ووقف العدوان على غزة- جيتي

تستمر المفاوضات بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة للوصول إلى هدنة في قطاع غزة بحلول شهر رمضان. ولكن تواجه هذه المحادثات اليوم عقبات صعبة، ما أثار مخاوف من فشلها في التوصل إلى أي اتفاق، خاصة مع اقتراب شهر الصيام الذي يبدأ في 10 أو 11 آذار/ مارس.  

ومع ذلك، فإن هذه الجهود تعاني من صعوبات كبيرة، ما يعقد مهمتها، خاصة أننا على مشارف شهر الصيام، حيث تحذر كل المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية من وقوع كارثة إنسانية في القطاع نتيجة للجوع والأمراض.

اظهار أخبار متعلقة


ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في حركة حماس وصفته بـ"المطلع"، والذي لم يكشف عن اسمه، أن مشروع وقف إطلاق النار الذي يتم التفاوض حوله يمتد لمدة 42 يوما.

وكانت الهدنة الوحيدة التي تم تحقيقها خلال هذه الحرب الأخيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر، قد استمرت أسبوعا.

وأوضح المصدر أن المقترح الجديد للهدنة يشمل إطلاق سراح 42 إسرائيليا، بينهم نساء وأطفال دون سن الـ18 عاما، إلى جانب المرضى والمسنين، بينما سيتم إطلاق سراح سجناء فلسطينيين بنسبة 10 مقابل واحد.

ويشمل الاتفاق الذي يجري التفاوض حوله انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة، ما يمكن النازحين من العودة إلى شمال القطاع.

ويُستثنى من هذا العودة الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما.

وأشار المصدر إلى أن مشروع الاتفاق يشمل زيادة عدد شاحنات المساعدات إلى ما بين 400 و500 شاحنة من مواد غذائية وطبية يوميا، وإدخال وقود بكميات كافية لتشغيل جميع المستشفيات ومحطات المياه والمخابز في جميع مناطق القطاع.

الصعوبات تهدد بنسف الاتفاق


تواجه المفاوضات الحالية عقبات خطيرة قد تؤدي إلى فشلها في أي لحظة، نتيجة لخلافات حادة حول عدة نقاط، بحسب ما أفاد به عضو القيادة السياسية لحركة حماس، باسم نعيم، لوكالة الأنباء الفرنسية.

وتبرز من بين تلك النقاط مطالب حركة حماس بـ"الوقف الشامل للعدوان والحرب ورفض احتلال قطاع غزة" والبدء بـ"عمليات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار".

وفي هذا السياق، ترفض دولة الاحتلال هذه الشروط، معلنة نيتها مواصلة الهجوم حتى تحقيق هدفها في "القضاء" على "حماس".

اظهار أخبار متعلقة


بالإضافة إلى ذلك، تطلب دولة الاحتلال من "حماس" تقديم قائمة محددة بأسماء الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.

وعلى الرغم من دعم الإدارة الأمريكية لـ"تل أبيب"، فإن الرئيس جو بايدن يمارس -أمام وسائل الإعلام- ضغطا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصةً في ظل التطورات الإنسانية الخطيرة في غزة والمطالب المتزايدة بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات.

وأكد بايدن أنه "لا أعذار" لدولة الاحتلال لمنع دخول شاحنات المساعدات، معتبرا أن الأمور "بيد ’حماس’ حاليا".

وفي الوقت نفسه، أعرب عن قلقه الشديد من تفاقم الوضع في القدس إذا لم تتوصل "إسرائيل" و"حماس" إلى اتفاق وقف إطلاق نار قبل شهر رمضان.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دعا "حماس" إلى قبول "وقف إطلاق نار فوري"، معتبرا أن هناك فرصة لتحقيق هذا الوقف الفوري لإطلاق النار، ما سيمكن الأسرى من العودة إلى ديارهم وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين يعانون من حاجة ماسة.

غياب ضامن دولي


ردًا على الضغط الأمريكي، أوضح القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، موقف الحركة قائلًا: "لن نسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحًا بلا أفق".

وأكد حمدان أن "ما فشل العدو في تحقيقه في ميدان القتال، لن يحققه بمكائد السياسة على طاولة المفاوضات". وأضاف: "أمن وسلامة شعبنا لن تتحقق إلا بوقف دائم لإطلاق النار وانتهاء العدوان والانسحاب من كل شبر من قطاع غزة".

في نفس السياق، شدد عضو القيادة السياسية لحركة حماس، باسم نعيم، على شرط "الوقف الشامل للعدوان والحرب ولاحتلال قطاع غزة"، و"البدء بعمليات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار".

وترفض دولة الاحتلال ذلك، فيما  تعلن نيتها مواصلة عدوانها على غزة حتى القضاء على حركة حماس، وفقا لأهدافها المعلنة منذ بداية العدوان.

اظهار أخبار متعلقة


ويرى الدكتور عصام الملكاوي، أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية، أن نقطة التوتر الرئيسية تكمن في "انعدام الثقة" بين الطرفين.

ويعتبر الملكاوي أن المقاومة الفلسطينية بحاجة إلى ضامن دولي حقيقي للاتفاق، في حين تسعى دولة الاحتلال للحصول على مكاسب أكبر دون الحاجة إلى ضامن دولي.

وأضاف أن كل طرف يطرح مطالب تبدو صعبة أمام الطرف الآخر، ويحاول كل منهما إظهار عدم اكتراثه لمطالب الطرف الآخر.

وفي نهاية المطاف، يرى الملكاوي أنه في هذا النوع من المفاوضات، يتم التنازل بعملية التفاوض، ولكن المقاومة لديها القدرة على الخروج بانتصار معنوي بعد الخسائر الكبيرة في الضحايا والخسائر المادية في قطاع غزة، معتبرا أنه "لذلك لا بد أن تخرج من هذه الحرب بنصر معنوي".

هناك أمل


"يبدو أن هناك أملا في التوصل إلى اتفاق هدنة قبل حلول رمضان".. هكذا يستشرف الدكتور عصام الملكاوي مآل هذه المفاوضات، مشيرا إلى أن "الدول الكبرى تعلم ما يمكن أن تحمله أيام رمضان إذا استمرت الحرب خلالها على غزة".

وفي هذا السياق، يوضح الملكاوي أن أمريكا وأوروبا والدول العربية تمارس ضغوطا، وقد يتسبب استمرار العدوان في دخول مرحلة جديدة من الاضطرابات، ما يثير مخاوف الجميع.

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة تعتقد أن العقبات التي تعترض المحادثات لوقف مؤقت لإطلاق النار يمكن حلها، معربا عن توقع واشنطن نجاح المحادثات ودفعها نحو خاتمة ناجحة.

لكن مع انسحاب ممثلي "حماس" من المفاوضات، فإنه يظل السؤال حول مدى نجاح المحادثات في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

 

التعليقات (0)