سياسة عربية

زيارة أوغلو للعراق ..هل تنهي التوتر بين البلدين؟

وزير الخارجية العراقي زيباري يستقبل نظيره التركي  - الأناضول
وزير الخارجية العراقي زيباري يستقبل نظيره التركي - الأناضول
اتفق العراق وتركيا أمس الاثنين، على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وأكدا تعاونهما في مجالات الطاقة والنقل والصحة والزراعة، وأبديا رغبة مشتركة في وضع حد للأوضاع المأسوية في سوريا.

وقام وزير الخارجية التركي أجمد داود أغلو، الأحد الماضي، بزيارة رسمية للعراق، استمرت يومين، التقى خلالها عدداً من المسؤولين العراقيين، وبحث معهم العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، والتعاون المشترك.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك صرح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن "علاقتنا مع تركيا شهدت بعض الجمود والتوتر، لكن هذه الحال قد انتهت، وبدأنا بفتح صفحة جديدة من العلاقات المتنوعة بين البلدين وفي مختلف المجالات".

وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنظر للتوتر الذي ساد العلاقات بين البلدين خلال العامين الأخيرين، ومن المنتظر أن تثمر الزيارة عن رد لها من قبل رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي.

وحول ردود الفعل وصف محافظ النجف جنوب غربي العراق عدنان الزرفي الزيارة بـ"الناجحة"، معتبراً إياها "نقطة انطلاق تجاه مرحلة جيدة في العلاقات التركية العراقية".

وأضاف الزرفي "أعتقد أن هذه الزيارة كانت ناجحة لتحقيق الإخوة والشراكة بين تركيا والعراق، لبناء المنطقة والحفاظ على القوة الإسلامية في المنطقة".

ويرى الكاتب التركي عبد القادر سلوي، في مقالته بجريدة "يني شفق" التركية اليوم الثلاثاء، أن تحسن العلاقات التركية العراقية، سيجهض كل الضخ الطائفي الموجه من أجل إثارة المشاكل المذهبية في المنطقة"، منوهاً إلى أهمية زيارة أوغلو للعراق، مشدداً أن على العالم الإسلامي أن "لا يقع في فخ الصراع الطائفي".

من جانبه رأى الكاتب التركي نصوحي غونغور، في مقال له بصحيفة "ستار" التركية، أن زيارة وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إلى العراق، تأتي في إطار تحريك المياه الراكدة مع حكومة بغداد، وإعادة تأكيد موقف الحكومة التركية في الوقوف على مسافة واحدة من كافة الأطياف العراقية، قبيل الانتخابات المقبلة المزمعة إجراؤها نهاية نيسان القادم، وحث جميع الأطراف على المشاركة في العملية السياسية في انتظار رسم ملامح إدارة جديدة.

وأضاف غونغور أن "تركيا ومع مساعيها الدائمة لإقامة علاقات مع جميع الأطراف الفاعلة في العراق، إلا أن بعض الأسباب التاريخية والاستراتيجية تحول دون تأثيرها بنفس المستوى على الجميع، الأمر الذي يحتم على تركيا بذل المزيد من الجهد في هذا الإطار".

وأشار إلى أن "وزير الخارجية التركي أكد دائما على أن أي مبادرة لتركيا في العراق سواء على الصعيد السياسي، أو الاقتصادي، أو الثقافي، لن تكون موجهة ضد أي من الأطياف".

وبيّن أن تركيا على علاقة جيدة مع الأكراد في العراق، بطبيعة الحال، والأمر ليس مختلفا جدا بالنسبة للتركمان، وإن لم يحظوا بالمكانة التي يستحقونها بعد، أما السنة العرب فهم متعاطفون مع السياسة التركية في العراق، وأرجاء واسعة من العالم الإسلامي ويتابعونها عن كثب وأن الوقت حان لترميم العلاقات مع الشيعة العرب الموجودين في قمة هرم السلطة، وتركيا تشكل حجر زاوية في بناء السلام في المنطقة في إطار التوازنات القائمة فيها".

وكان رئيس الوزراء العراقي صرح في بيان صدر عقب استقباله داود أوغلو في بغداد، إن "العراق يريد علاقات طيبة مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع كل دول العالم ولا سيما منها دول الجوار".

وأوضح أن بلاده تريد "علاقات بين دولتين متكافئتين، تقوم على أسس متينة ودائمة بحيث تبقى مستمرة مع تبدل الأشخاص والحكومات"، وخلص إلى أن "هناك آفاقاً واسعة جداً للتعاون والتنسيق".

أما وزير الخارجية التركي فشدد على "ضرورة التعاون والتنسيق بين البلدين على كل المستويات وخصوصاً في ما يتعلق بالتطورات الجارية في المنطقة"، داعياً إلى "تفعيل عمل اللجان المشتركة بين البلدين تمهيداً لزيارة دولة رئيس الوزراء المرتقبة لتركيا".

وتمهد زيارة داود اوغلو الطريق أمام زيارة يقوم بها المالكي لتركيا بناء على دعوة من رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان.
التعليقات (0)