حقوق وحريات

ناشط سعودي ملاحق يكتب في واشنطن بوست

وليد أبو الخير
وليد أبو الخير
في الشهر الماضي أصدرت محكمة في مدينة جدة السعودية حكماً بسجن الناشط في مجال حقوق الإنسان وليد أبو الخير لانه دافع عن ما يسمى "إصلاحيو جدة" وعددهم 16؛ تسعة كانوا يحاولون  إنشاء منظمة تدافع عن حقوق الإنسان في السعودية. 

وفي حيثيات الحكم وصف  القاضي المتهمين بالتطرف والإرهاب وأصدر أحكاما بسجنهم مدداً طويلة. وكان أبو الخير ممن وقعوا العام الماضي على عريضة  تطالب بإطلاق سراحهم. 

وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" كتب أبو الخير معلقاً على الحكم الصادر بحقه بقوله إن "السعودية لا تتسامح مع المعارضة السياسية، فنحن من نتحدى سياسات الحكومة أو التابوهات الاجتماعية نعرف أننا سنواجه "العدالة" السعودية عاجلاً أم أجلاً". 

وأضاف الكاتب أنه يُحاكم أمام المحكمة السعودية للإرهاب،  المحكمة الجنائية الخاصة بتهم تشمل؛ خرق الولاء للحكم، و"تحريض الرأي العام ضد الحكام". وكل الأدلة المستخدمة ضده تستند إلى نشاطه السلمي "وإذا أدانتني المحكمة فقد يصدر حكم بسجني لسنوات". 

ويقول الكاتب إنه ساعد بصفته ناشطاً في مجال حقوق الإنسان عدداً كبيرا من ضحايا النظام القضائي في السعودية لتحصيل حقوقهم،  منهم سمر البدوي التي ساعدها للهروب من سنوات طويلة من الانتهاكات والعنف الذي مارسه عليها والدها.

 ويضيف أن السلطات السعودية منعته عام 2012 من مغادرة البلاد والسفر لأمريكا في رحلة تعليمية، واتهم بعدد من الاتهامات منها "تشويه سمعة المملكة" و"إهانة القضاء"، مع أن الإدعاء لم يقدم أي دليل يمكن أن يُفهم على أنه تصرف إجرامي. 

ولا يتوقع أبو الخير محاكمة عادلة أمام محكمة الإرهاب، خاصة أن عددا من الناشطين ومنهم لأصدقاؤه واجهوا نظام العدالة السعودي العشوائي ومنهم محمد القحطاني وعبدالله الحامد اللذان حكم عليهما ما بين 10-11 عاماً. 

وقال أبو الخير إن قواعد اللعبة في السعودية تتغير في ظل تطور إعلام التواصل الإجتماعي، حيث يقوم السعوديون بالتعبير عن مواقفهم المعارضة من سياسات الحكومة وبأعداد كبيرة. وتعتقد وزارة الداخلية أنها قادرة على قمع هذه المعارضة برمي الناشطين البارزين وحبسهم لمدد طويلة. ولكن السعوديين لم يعودوا يعيشون في عزلة كما في السابق، ويكتشفون يومياً فشل حكومة بلادهم في توفير أبسط مظاهر العدل للمجتمع. 

ولم يعد السعوديون يقبلون فكرة الحكم على ناشط  سلمي" مثلي" لمدد طويلة لأنه ساعد زوجته في الهروب من عنف والدها، في الوقت الذي يمشي فيه والدها حراً طليقاً. ويختم بالقول "لا أعرف ماذا سيحدث لي في الأشهر القادمة، ولكن شيئاً واحداً معروف: سواء ذهبت للسجن أم لم أذهب فإنني سأواصل العمل مع أؤلئك الذين علقوا مثلي في براثن العدالة العشوائية في بلدي ونظامها العدلي القاسي". 
التعليقات (0)