حول العالم

حدائق على الطراز الفرنسي في طوكيو

كاترين بيغار في حدائق شينجيوكو غيوين في طوكيو - ا ف ب
كاترين بيغار في حدائق شينجيوكو غيوين في طوكيو - ا ف ب
المبادلات الثقافية الفرنسية اليابانية تمر أيضا عبر البستنة،  فللمرة الأولى منذ قرن تقريبا ستعرض زهور أقحوان يابانية رائعة في قصر فرسا يظن في حين يضع بستانيون من أشهر قصور فرنسا مهاراتهم في خدمة الحدائق الملكية في اليابان.

وهذه الزهور زرعت في حدائق "شينجوكو غيون" الشاسعة في قلب العاصمة اليابانية، وهي تسمى باليابانية "اوزوكوري".

وستقطع نبتات زهور الأقحوان التي تضم مئات عدة من الأزهار مسافة عشرة آلاف كيلومتر للإنتقال في الخريف المقبل إلى قصر فرساي.

هذه الزهور وهي رمز للسلالة الحاكمة في اليابان لم تنتقل إلى فرنسا منذ المعرض العالمي في باريس العام 1900، التي أرسل إليها الأمبراطور الياباني ميجي  موفدين.

وكانت اليابان يومها في خضم مرحلة تحديث مستوحاة بشكل كبير من الغرب.

وهذه المرة لن يرسل موفدون إلى فرنسا بل بستانيون.

وتوضح كاترين بيغار رئيسة قصر فرساي خلال زيارة لبكين في الأسبوع الحالي "اليابانيون سيرسلون بستانيين إثنين لمدى سبعة أسابيع لتشذيب نبتات زهور الأقحوان التي تتطلب مهارات خاصة".

وتوضح "البستانيون لدينا يدرسون راهنا كيفية نقل هذه النبتات لأن الأمر معقد جدا".

وتابعت بيغار تقول "بالتزامن سيحصل البستانيون اليابانيون من نظرائهم في قصر فرساي على مشورة حول ترميم القسمين الإنكليزي والفرنسي  في حديقة شينجوكو غيون".

وتقول "هذان القسمان اللذان أسسا في العام 1900 خضعا منذ ذلك الحين للتأثير الياباني، وينبغي الآن معرفة ما إذا كان يفترض العودة إلى شكلهما الأساسي أو تركهما في وضعهما الحالي أو التوفيق بين الإثنين"، ويبغي العودة بالتاريخ من أجل معرفة كيف أن حدائق على الطراز الفرنسي تجذرت في تربة طوكيو في حدائق قصر الإمبراطور التي باتت مفتوحة أمام الجمهور.

وقد وضع تصميم هذا الجزء في نهاية القرن التاسع عشر المهدنس المعماري ومصمم الحدائق الفرنسي هنري مارتينيه.

وتوضح سفارة فرنسا في طوكيو "قامت علاقة وثيقة بين ممثلي الإمبراطور ميجي ومدير حدائق فرساي بمناسبة المعرض العالمي في باريس".

وكان قصر فرساي يعجب كثيرا اليابانيين الذين كانوا يفكرون ببناء نسخة عن القصر للضيوف الأجانب  على الساحة الواقعة عند مدخل الحدائق.

إلّا أنه تم التخلي عن هذه الفكرة لكن اليابانيين لا يزالون من المعجبين بحدائق فرساي، وبأبهة بلاط لويس الرابع عشر.

وقصر فرساي رمز الملكية المطلقة والواقع في متنزه يمتد على 815 هكتارا غرب باريس،  يضم 2300 غرفة وكان المقر الرئيسي لملوك فرنسا وحاشيتهم من العام 1682 إلى الثورة.

وتقول بيغار "يشكّل اليابانيون نحو 4 % من زوار فرساي الذين بلغ عددهم 7.3 ملايين شخص العام 2012 من بينهم 75 % من الأجانب".

مع الأزمة تراجع عدد اليابانيين الذين يزورون باريس والمواقع السياحية الفرنسية.

ويهتم اليابانيون كثيرا للبذخ الواضح في فرساي ونمط  العيش على الطريقة الفرنسية والترف.

وتتهافت اليابانيات أيضا للإطّلاع على كل ما يتعلق بماري انطوانيت الأميرة النمسوية التي تزوجت الملك لويس السادس عشر، والتي أثارت جدلا في فرنسا إذ كانت تعتبر كثيرة الإنفاق وطائشة إلى حد انتهت فيه تحت المقصلة خلال الثورة.

وفي اليابان تشكّل ماري انطوانيت بطلة في قصص المانغا المصورة أو في مسرحيات منذ أربعة عقود.

ويتم الإعداد لمعرض حول ماري-انطوانيت للعام 2016 في طوكيو مع حوالي مئة عمل سينقل من قصر فرساي.
التعليقات (0)