سياسة عربية

إخوان سورية: "جنيف2" تفريط بحقوق الشعب السوري

الإخوان المسلمون يرون انعقاد المؤتمر دون وقف القصف ضرب من العبث
الإخوان المسلمون يرون انعقاد المؤتمر دون وقف القصف ضرب من العبث

وصفت جماعة الإخوان المسلمين في سورية المشاركة في مؤتمر "جنيف2" بأنها "عبثية" وتفريط بحقوق الشعب السوري، مؤكدة أن "استمرار الصمت الدوليّ عن جرائم بشار ونظامه" يحول دون توفير الأجواء الملائمة لعقد المؤتمر.

ومن المقرر أن يعقد المؤتمر في مدينة مونترو السويسرية 22 من الشهر الجاري، لكن الائتلاف الوطني السوري لم يقرر حتى الآن البت في أمر مشاركته.

وقال الإخوان المسلمون في بيان: "في الوقت الذي حدّدت الدول الراعية موعدَ انعقاد مؤتمر جنيف2، ما يزال التقصير الدوليّ بتنفيذ ما ورد في جنيف1، وبإيقاف آلة القتل الأسدية.. مستمراً، وما تزال العصابة الحاكمة في دمشق، تقترف جرائمها الشنيعة بحق الشعب السوريّ، على مدار الساعة.. وما يزال المـناخ السياسيّ الملائم لانطلاق فعاليات الحل السياسيّ للقضية السورية .. بعيداً، لأن الدول الراعية للمؤتمر لم تبذل الجهد الذي يضمن نجاحه".

ورأت الجماعة أنه لانعقاد "جنيف2" على الدول الراعية ان تعمل قبل انعقاده على "التوافق على حضور المؤتمر، مع القوى الفاعلة على الأرض في الداخل السوريّ"، و"إجبار العصابة الحاكمة في سورية، على إيقاف جرائم القتل التي تمارسها بحق شعبنا السوريّ، بكل أشكالها وأنواعها"، و"الإفراج عن المعتقلين الأحرار في سجون العصابة الحاكمة، بَدءاً بالنساء والأطفال"، و"إطلاق عمليات الإغاثة الشاملة للشعب السوريّ، وتأمين الممرّات الآمنة، وفكّ الحصار عن القرى والبلدات والمدن السورية التي تحاصرها قوات بشار الأسد".

كما طالبت الجماعة بأن تتعهد "الدول الراعية للمؤتمر بأن يفضي المؤتمر إلى تشكيل هيئة حكمٍ انتقاليةٍ كاملة الصلاحيات، لا يكون لبشار وأركان حكمه، أيُّ دورٍ فيها"، إضافة إلى "خروج القوات الغازية الإيرانية وقوات حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية، من سورية".

ورأى بيان الإخوان المسلمين أنّ "استمرار الصمت الدوليّ عن جرائم بشار ونظامه، يَحول دون توفير المناخ الملائم لأي حلٍ سياسيٍّ يحقق لشعبنا حرّيته التي ثار من أجلها.. ويُديم الكارثة الإنسانية التي تُسبِّبها العصابة الحاكمة، بأشكالها المتعدِّدة، ويجعل الذهابَ إلى مؤتمر جنيف2 غير ذي جدوى.. وضَرباً من العبث والتفريط بحقوق الشعب السوريّ الأبيّ وثورته المجيدة".

وكان الائتلاف الوطني السوري قد أجل مناقشته لاتخاذ قرار بالمشاركة في المؤتمر حتى 17 كانون الثاني/ يناير الجاري. بينما أعلن المجلس الوطني السوري، وهو الكتلة الأبرز في الائتلاف، أن سينسحب من الائتلاف إن قرر المشاركة في ظل الظروف الحالية.

مؤتمر قرطبة:

وفي قرطبة الإسبانية التي استضافت مؤتمرا تشاوريا شارك فيه عشرات من المعارضين السوريين؛ أكد المؤتمر أن الذهاب إلى مؤتمر "جنيف2"، يتطلب أولّاً تنفيذ بنود اتفاق جنيف1 كاملة وتحديد سقف زمني لعمليّة التفاوض ونقل السلطة، وعدم وجود أيّ دور للأسد ونظامه في المرحلة الانتقاليّة ومستقبل سوريا، وتوفير ضمانات دوليّة لتنفيذ ما يُقرّ في جنيف 2 تحت الفصل السابع، حسب ما جاء في "إعلان قرطبة".

واعتبر الإعلان ان الطريق إلى أيّ حل سياسيّ يمرّ عبر إطلاق سراح المعتقلين فوراً ودون تأخير وفكّ الحصار عن المناطق المحاصرة والتوقف عن القصف الوحشي في مختلف المناطق السوريّة، وإيصال المساعدات إلى جميع المناطق داخل سوريا، وإعطاء ضمانات فعالة لعودة مئات آلاف النازحين. كما اعتبر أن أزمة اللاجئين السوريين في دول الجوار والعالم أزمة تهدّد السلم والأمن الدوليين.

وطالب الإعلان بالعمل على إخراج كافّة "الميليشيات الطائفيّة" التابعة لإيران وحزب الله والعراق وكافة القوى الغريبة الخارجة عن إرادة الثورة السوريّة والتي تفرض نفسها على الساحة الداخليّة، وأن أي حل سياسي يجب ألاّ يكون تسوية تشجع على مبدأ الإفلات من العقاب والمحاسبة وبالتالي تأكيد مبدأ محاسبة المرتكبين على جرائمهم.

ونص الإعلان على "تشكيل لجان تواصل مهمّتها القيام بجولات تنسيقيّة في الداخل السوريّ، للتشاور مع كافّة القوى الوطنيّة، السياسيّة والعسكريّة والمدنيّة ومع الشركاء من أجسام المعارضة السوريّة بشأن التطوّرات الميدانيّة والسياسيّة ودراسة إمكانيّة عقد مؤتمر وطنيّ شامل للإنقاذ، قوامه ممثلو الثورة السوريّة بجميع مكوّناتها لمتابعة المتغيّرات المتسارعة في المشهد السوريّ، واتّخاذ القرارات المناسبة بشأنها".

أما في المشهد السياسيّ، فاعتبر الإعلان "أن الحلّ السياسيّ الذي يحقّق أهداف شعبنا وثورته، هو مطلب أساسيّ ورئيس لكنّه ليس الحلّ الوحيد. وأن أي حلّ سياسيّ يجب أن يُفضي إلى إسقاط النظام بكامل رموز، وانتقال السلطة إلى هيئة حكم انتقاليّ كاملة الصلاحيّات، ليس للأسد ورموز نظامه دور فيها، وبسقف زمنيّ محدّد، وبضمانات دوليّة كاملة".

وكان مؤتمر قرطبة قد بدأ اعماله أمس، بجلسة افتتاحية، ثم التقى وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانيول مارجايو، بالمشاركين في المؤتمر على الغذاء، حيث رحب بهم، وتمنى نجاح مؤتمرهم في تقديم ما يساعد الشعب السوري، وأن يقولوا كلمتهم بخصوص مؤتمر جنيف والحل السياسي، وأنه يتحدق باسم الاتحاد الأوروبي الداعم للحل السياسي.

وجاء في مقدمة إعلان قرطبة: "عقد في مدينة قرطبة التاريخيّة بتاريخ 9 - 10 كانون الثاني/يناير 2014 لقاء تشاوريّا لبعض قوى الحراك الثوري وقوى سياسيّة وشخصيات وطنيّة ومنظّمات المجتمع المدنيّ، وقد تمّ التوافق على التأكيد على وحدة سوريا أرضاً وشعباً. وتوفير مقومات استقلاليّة القرار الوطني السوري وتحصينه، بهدف وقف التدخّل بالشؤون الداخليّة السوريّة، من كافّة القوى الإقليميّة والدوليّة، ليصبح قادراً على تمثيل تطلّعاته وتحقيق غاياته، ويتوافق مع أهداف ثورته وذلك من خلال، تمكين الحراك الثوريّ في الداخل السوريّ من أسباب القوّة والصمود في مواجهة نظام الإجرام والفساد والمشاركة الفعالة في القرار السياسي. و محاولة تأمين أوسع تحالف للقوى الممثلة للثورة السوريّة، ومواجهة الاستحقاقات السياسيّة برؤية موحّدة تضع العالم أمام مسؤوليّاته القانونيّة والإنسانيّة والأخلاقيّة والسياسيّة، وتبيّن بوضوح إسقاط نظام الطغيان بكافّة رموزه ومرتكزاته، ومحاسبة كلّ من ساهم في جرم القتل والدمار أمراً وتخطيطاً وتنفيذاً".

الائتلاف:

من جهة أخرى، ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء الجمعة ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الامريكي جون كيري والمبعوث الدولي بشأن سورية الاخضر الابراهيمي سيعقدون محادثات مشتركة يوم الاثنين المقبل للاعداد للمؤتمر.

ولا تزال هناك تساؤلات بشأن تشكيل وفد المعارضة السورية، والدور الذي قد تلعبه إيران في الاجتماع إن حصلت على دور.

ونقلت الوكالة عن مصدر لم تحدده في وزارة الخارجية الروسية قوله عن اجتماعات لافروف المقررة في باريس "يوم 13 يناير سيعقد اجتماعا مع كيري واجتماعا ثلاثيا مع كيري والابراهيمي".

وقد يجتمع لافروف أيضا في باريس مع مسؤولين كبيرين في الائتلاف الوطني السوري، هما رئيس الائتلاف أحمد الجربا والأمين العام للائتلاف بدر جاموس.

وقال جاموس لوكالة رويترز بالروسية الجمعة إن الائتلاف سيسعى من خلال اجتماع لافروف لمعرفة إمكانية حصوله على أي نوع من الضمانات من مؤتمر السلام. وأضاف: "لا نريد جنيف 2 إذا كانت روسيا تعتقد أن الأسد سيظل في السلطة".

ولا تزال واشنطن وموسكو على خلاف بخصوص دور إيران، حيث تصر روسيا على مشاركة طهران رسميا في محادثات "جنيف2" وهو ما تعارضه الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة انترفاكس عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله الجمعة إنه لن تتم مناقشة هذه المسألة إلا عندما يجتمع لافروف وكيري في باريس.
التعليقات (0)