سياسة عربية

المقدسي يوجه مجددا انتقادات حادة لـ"داعش"

عصام البرقاوي الملقب بـ"أبو محمد المقدسي" - (ارشيفية)
عصام البرقاوي الملقب بـ"أبو محمد المقدسي" - (ارشيفية)
انتقد منظر تيار السلفية الجهادية في الأردن عصام البرقاوي الملقب بـ"أبو محمد المقدسي" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بسبب المعارك الأخيرة لعناصرها ضد تشكيلات من المقاتلين السوريين المعارضين، وذلك في تسجيل صوتي بث من سجنه في ارميمين شمال غرب العاصمة عمان الاثنين.

وقال البرقاوي "لقد وصلت أخبار الفتنة بالشام إلى داخل السجون، وقد بذلنا جهدا كبيرا لإنهاء الاحتقان والتحزب، ونحن نعلم كثيرا عن دقائق الأمور، ونقرأ ما بين السطور، مما يصلنا من الثقات العدول، خالي الشهوات، من مختلف الأطراف".

وأضاف "في خصوص القتال الحاصل بين الفصائل المجاهدة، وأعمال التفجير التي تستهدف مقار المجاهدين، فإن فتوى جواز الاقتتال بين المسلمين حماقة وتغرير، لا تصدر عن عالم فيه مسحة فقه أو دين قويم، والأمر في دماء المسلمين يحتاج إلى تقوى الله سبحانه وتعالى".

وتابع "بدل أن نوجه المجاهدين، ليثخنوا أعداء الله والمجرمين من النصيرية الحاقدين، قلبنا البوصلة وأفرحنا أعداءنا بهذا، وهو ما لا ينكره متابع".

واوضح "أقول معاتبا جماعة الدولة، إذا كنا لا نستطيع أن نجاهد ونتعامل مع الفصائل التي تحمل راية التوحيد، التي نقاتل من أجلها، وإن اختلفنا معا بالتفاصيل، فكيف يمكن لنا استيعاب السوريين بما فيهم من النصارى وغيرهم من الطوائف والملل".

وقال "إنني مستاء جدا، ويتملكني الحزن، حيال الفتاوى والتصريحات المنشورة على المواقع، والتي تسيء للجهاد على أرض الشام، وتتحيز إلى فئة دون أخرى، والتي في مآلاتها استحلال لدماء المسلمين، وتحريض على مخالفة المرجعيات، خصوصا الشيخ الدكتور أيمن الظواهري".

واضاف "لم أكن أتوقع أبدا أن تصدر مثل هذه الفتاوى مهما كان تبريرها لا سيما تلك الخاصة بجواز قتال من لا يبايع الدولة والفتاوى التي تلزم المسلمين ببيعة البغدادي، بيعة إمارة كبرى".

وأوضح أحد قيادي التيار السلفي في الاردن فضل عدم ذكر اسمه أن "هناك افتراء على الدولة الاسلامية وليس كل ما يقال صحيح فنحن نعرفهم عن قرب فهم على خير عظيم، والخطأ وارد من الجميع".

ورأى أن "الحل يكون في ايجاد لجنة محايدة تحكم بالاشكاليات التي تقع على أرض الواقع على أن تكون مؤلفة من علماء معروفين للجميع وهم مقبولين من الجميع ايضا".

وعن مشاركة مقاتلين أردنيين في (داعش)، قال إن "هناك عددا لا يستهان به ويقدر بـ 2000 مجاهد الغالب هم ملتحقين في جبهة النصرة وهناك عدد ملتحق بداعش".

والمقدسي المعتقل منذ ايلول/ سبتمبر 2010 هو المرشد الروحي السابق لأبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل في غارة اميركية في احدى قرى محافظة ديالى شمال شرق بغداد في حزيران/ يونيو 2006.

وكان الزرقاوي التقاه عام 1991 في باكستان قبل ان يلتحق بالسلفية الجهادية، لكنهما افترقا في وقت لاحق بسبب "خلافات أيديولوجية" حيث يعارض المقدسي العمليات المسلحة ضد المدنيين.

وحكمت محكمة أمن الدولة في الاردن في تموز 2011 على البرقاوي بالسجن خمسة اعوام بتهمة تجنيد مقاتلين للقتال في افغانستان. كما اتهم المقدسي "باصدار الفتاوى والمقالات من خلال المواقع الالكترونية التابعة لتنظيم القاعدة".

ودارت معارك عنيفة الأسبوع الماضي بين ثلاثة تشكيلات من المقاتلين المعارضين من جهة، وعناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام في مناطق واسعة من شمال سوريا.

وشاركت جبهة النصرة في المعارك الى جانب مقاتلي المعارضة المؤلفين من "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سوريا" في بعض هذه المعارك، في حين تبقى على الحياد في مناطق اخرى.

وتأسست جبهة النصرة في كانون الثاني/ يناير 2012 وتبنت العديد من الهجمات التي استهدفت مراكز عسكرية وامنية تابعة للنظام السوري.

ورفضت الجبهة في نيسان/ ابريل 2013 اعلان أبو بكر البغدادي، زعيم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، دمج "دولة العراق الاسلامية" والجبهة تحت مسمى "الدولة الاسلامية في العراق والشام".

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها المقدسي انتقادات لـ"داعش".
التعليقات (0)