صحافة إسرائيلية

صحيفة: أمريكا قدمت فرصة ذهبية لإيران بالهيمنة

أمريكا وايران تقفان في الجانب نفسه فيما يتعلق بمقاومة القاعدة - (أرشيفية)
أمريكا وايران تقفان في الجانب نفسه فيما يتعلق بمقاومة القاعدة - (أرشيفية)
 قال سفير إسرائيل السابق في أمريكا زلمان شوفال إنّ واشنطن رعت قناة محادثات مع طهران في شؤون سياسية واستراتيجية قد تؤثر نتائجها في الوضع الجغرافي السياسي في الشرق الاوسط كله بما يخدم المصالح الإيرانية، منوهاً إلى أنّ إيران بدأت تسير بناءً على هذا الفهم البراغماتي بما يخدم مصالحها الاستراتيجية في الإقليم. 

وأشار الكاتب في مقالته التي نشرتها صحيفة "إسرائيل اليوم"، الأحد، إلى أن "الولايات المتحدة وايران تقفان في الجانب نفسه فيما يتعلق بمقاومتهما المشتركة للقاعدة".
 
ونوّه الكاتب إلى البراغماتية التي تمارسها إيران إذ "أنّ الزعيم الاعلى خامنئي لا يُجنب الامريكيين في الحقيقة سوط خطابته"، لكن على أرض الواقع فإنّ الغلبة للمصالح الإيرانية التي أصبحت أمام  "فرصة ذهبية تخدم رغباتها الايديولوجية ومصالحها في الهيمنة، ومصالحها الاستراتيجية" وفقاً لشوفال.
 
ورأى الكاتب أنّ إيران تعرف جيداً أنّ واشنطن لا تمانع وفي إطار نشر الفوضى  الخلاقة في الشرق الأوسط بدعم عسكري إيراني لشيعة العراق لمكافحة "المتمردين السنة"، بما يجعل العراق تابعاً سياسياً لنظام "آيات الله"، وبهذه الحال فإن اسرائيل لم تعد تتعرض لخطر من الجبهة الشرقية، ولم يعد يقلقها واقع بغداد التي أصبحت أكثر فأكثر في القبضة الايرانية (وهكذا تُقرب هذه الجبهة من دولة اسرائيل والاردن) بحسب الكاتب.
 
ونوّه الكاتب إلى أنّ الأمر "ليس حلفاً بين الولايات المتحدة وايران، لكن حقيقة أن النظام في طهران يمثل مزجا بين الايديولوجية والبراغماتية ربما لم يوجد له مثيل منذ ايام الاتحاد السوفييتي".

وشدّد الكاتب على أنّ إيران تستعمل "طرق دعاية وطرقا نفسية ناجعة" ترمي الى اقناع جهات في الغرب بعامة وفي الادارة الامريكية بخاصة بأنه قد طرأ في الحقيقة تحول معتدل على سياستها وذلك في إطار سعيها للحصول على السلاح الذري والى استمرار الاضطهاد الداخلي ومشاركتها الفاعلة في الارهاب الدولي.

وأكد "أنّ العلاقة الغرامية الامريكية التي أخذت تنشأ لا تمنع طهران من تقوية علاقاتها بروسيا ويشمل ذلك الشؤون الذرية. 
 
ونوّه الكاتب إلى أنّ أسهم النقد بدأت توجه إلى أوباما حول الشؤون الخارجية والامنية. ويشهد على ذلك ايضا تصريحات انتقادية من جهات اخرى. 

فعلى سبيل المثال كتب خبير الجغرافيا السياسية ذو المكانة الجليلة روبرت كابلان في مدونة له يقول: "في اللحظة التي يجلي فيها عشرات آلاف الجنود الامريكيين الباقين عن افغانستان في 2014 ستقوي ايران مكانتها في غرب افغانستان ومركزها".

أما المراسل الدبلوماسي الاكبر في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد اغينشيوس فيعرف سياسة الادارة الخارجية بأنها "مكسورة" وليس فيها تقدير استراتيجي وبأنها "سياسية بصورة تزيد على المطلوب". 

فيما يتهم أوباما بالتسبب بزيادة قوة القاعدة في العراق بعد انسحابه من العراق. وانتقد روبرت غيتس الذي كان الى وقت قريب وزير الدفاع في ادارة اوباما من أسماه "فريق البيت الابيض ومجلس الامن القومي".

وقال إنّهم "مشحونون بتعيينات سياسية واكاديمية تتدخل في القرارات التنفيذية – من غير أن تكون لهم الخلفية والخبرة المطلوبتان". 

وتساءل الكاتب في نهاية مقالته "بأي قدر يعبر الوضع المذكور ايضا عن علاج الإدارة الامريكية للشؤون الساخنة الاخرى ومنها موضوع السلام الاسرائيلي الفلسطيني، والعلاقات بإيران".

التعليقات (0)