سياسة عربية

الكذب على الشيخ "حسان" للوقيعة بينه وبين "الإخوان"

 النشر الواسع للفيديو واحتضان الصحف له ينطوي على كذب ثلاثي الأبعاد (ارشيفية)
النشر الواسع للفيديو واحتضان الصحف له ينطوي على كذب ثلاثي الأبعاد (ارشيفية)
نشر عدد من الصحف المصرية ومواقع النت خبرا بعنوان "الشيخ محمد حسان يفضح قادة الإخوان، ويكشف كواليس رابعة"، وهو عنوان فيديو مرفوع على موقع يوتيوب يوم 14 كانون الثاني/ يناير الجاري، وحقق مشاهدة خلال هذه الأيام السبعة قدرها 341 ألف مشاهدة، ويبدو أن رافعه أحد أعضاء حزب "النور"، وهو ما استغلته تلك الصحف والمواقع؛ للزعم أن "حزب النور السلفي يفضح نقض التحالف الوطني لدعم الشرعية عهوده مع قيادات سلفية بقيادة الشيخ محمد حسان".

وصدرت جريدة "الصباح" الأسبوعية في عددها الصادر بتاريخ غد الإثنين 20 كانون الثاني/ يناير 2014 بعنوان "حسان: الجماعة قتلت معتصمي رابعة"!
 هذا النشر الواسع للفيديو، واحتضان الصحف له، ينطوي على كذب ثلاثي الأبعاد؛ أولا: كذب على حزب النور الذي لم يثبت قيامه رسميا برفع هذه المادة على "يوتيوب"، حتى وإن وُضعت شارة الحزب على الفيديو.
 وثانيًا: كذب على الشيخ محمد حسان نفسه بنسبة ما لم يقل إليه، بحق الإخوان والتحالف والرئيس مرسي، وثالثا: كذب على التحالف الوطني لدعم الشرعية بنسبة ما لم يصدر عنه إليه أيضا.
 
ويبدو أن هدف هذه الكذبات الثلاث التشويش على المعسكر الإسلامي المتضامن في الوقت الحالي ضد الانقلاب العسكري، ومحاولة بث الفتنة بين التيارين الإسلاميين: السلفي والإخواني، وما يلتحق بهما من فصائل وقوى إسلامية، وذلك على الطريقة الاستعمارية القديمة: "فرق تسد"، وبتدبير من أجهزة أمن ومخابرات لصالح الانقلاب، وزياد شعبية قيادته.
 
أخبار ملفقة لتوريط حسان ضد الإخوان
 
هكذا كانت البداية: أخبار واسعة بجرائد وصحف مصرية عدة، كالفجر، و"المصريون"، والبديل، والبشائر، ومواقع نت عدة، نشرتها تحت عناوين زاعقة تقول: "حزب النور ينشر فيديو لمحمد حسان يفضح قادة "الإخوان" ويكشف كواليس "رابعة".."الشيخ محمد حسان يفضح قادة الإخوان ويكشف كواليس رابعة".
 
أما  جريدة "الصباح" فقد زعمت أنه طبقا للفيديو قال الشيخ حسان: "إن دماء رابعة في عنق الإخوان، وإن شباب التنظيم يدفعون ثمن أخطاء كبرائهم".. ويربط الخبر الفيديو بالتطورات السياسية الراهنة فيقول: "تراجع الداعية السلفي الشيخ محمد حسان عن دعمه جماعة الإخوان عقب إغلاق صناديق الاستفتاء على الدستور. وبعد شعوره بأن الجماعة أصبحت في خبر "كان"، معتبرا أنهم "مسؤولون عن إراقة الدماء؛ لأنهم لم يلتزموا بما وعدوا به في أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة".
 
وأضاف الخبر: "الداعية الأشهر حسان كشف عشية إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد عن مفاجآت مذهلة، خلال مقطع فيديو نشرته المواقع السلفية كرد على الهجوم المتوالي الذي تشنه اللجان الإلكترونية للإخوان، وجاء فيه على لسان حسان اتهامه للجماعة، وما يعرف بتحالف دعم الشرعية، بنقض العهد، والتنصل من وعود قطعوها على أنفسهم في حالة تحقيقها، لكنهم تظاهروا بأنهم لم يطلبوا شيئاً حتى يبرئوا أنفسهم أمام الشعب المصري، وأمام شباب الجماعة الذين يدفون ثمن أخطاء كبرائهم".
 
وبعد أن سرد الخبر ما ورد على لسان الشيخ حسان في الفيديو عقب بالقول: "إن مصادر سيادية كشفت أن حسان حاول مرارا عقب مشاركته في مسيرة مؤيدة للرئيس المعزول (المقصود الرئيس محمد مرسي) بميدان مصطفى محمود التواصل مع قيادات الجيش، لمحاولة تبرير هذه المشاركة، لكن لم يرد عليه أحد، مشيرة إلى أن حسان كان ينتظر ترتيب لقاء مع قادة القوات المسلحة؛ من أجل دعم الدستور الجيد، والترويج له، خاصة أنه غير معترض على الدستور منذ البداية، لكنه ظل في حرج خلال الفترة الماضية من إعلان موقفه، وعندما تعالت أصوات الاتهام خرج بنفسه ليوضح موقفه من الإخوان دون إجبار أو حتى طلب من قيادات بالقوات المسلحة أو الحكومة كما يزعم الإخوان".(انتهى الخبر).
 
أما في جريدة الفجر فجاء الخبر بعنوان: "حزب النور ينشر فيديو لمحمد حسان وهو يفضح قادة "الإخوان"، ويكشف كواليس "رابعة".. وجاء فيه: "كشف حزب النور السلفي، عن نقض ما يسمى بالتحالف الوطني لدعم الرئيس المعزول محمد مرسي، عهودهم مع قيادات سلفية بقيادة الشيخ محمد حسان قبل فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. ونشر الحزب مقطع فيديو للشيخ «حسان»، يسرد فيه مفاوضاته مع أعضاء التحالف وقال: «اجتمعت أنا والدكتور عبدالله شاكر، ومحمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية في مصر، والدكتور جمال المراكبي والدكتور محمد عبد السلام والدكتور محمد أبو موسى عضو هيئة كبار علماء الإسلام مع الدكتور عبد الرحمن البر، وصلاح سلطان، وصفوت عبد الغني، واتفقنا على ثلاث نقاط رئيسية هي: حقن الدماء، وعدم فض الاعتصامات بالقوة، وتهيئة الأجواء لمصالحة حقيقية، والإفراج عن جميع المعتقلين بعد 30 يونيو، وإسقاط جميع القضايا».
 
وأوضح (أي الشيخ حسان) أنه التقى الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وكبار قيادات المجلس العسكري، مضيفا أن الجيش وعده بعدم فض الاعتصامات بالقوة، لكن بشرط تهيئة الأجواء عبر منصة رابعة والنهضة، وأن تظل الاعتصامات سلمية. ورصد «الفيديو» حملات التخوين والتكذيب للشيخ محمد حسان، وأنهم أصروا على عدم فض اعتصاماتهم قبل إعادة «الرئيس المعزول، والدستور، ومجلس الشورى».(انتهى الخبر).
 
كشف حقيقة الفيديو "الملفق"
 
هذان الخبران في "الصباح" و"الفجر" وما على شاكلتهما من أخبار تقول عناوينها: "بالفيديو.. محمد حسان يفضح قادة «الإخوان» ويكشف كواليس «رابعة».. "حزب النور ينشر فيديو لمحمد حسان وهو يفضح قادة "الإخوان" .."بوادر أزمة بين محمد حسان والإخوان المسلمين"، وغيرها من العناوين المثيرة، منسوبا إلى حزب "النور" أنه كشف "عن نقض التحالف الوطني لدعم الشرعية عهوده مع قيادات سلفية بقيادة الشيخ محمد حسان قبل فض رابعة".. هي أخبار مبنية على فيديو ملفق، مرفوع -كما قلنا- على يوتيوب منذ سبعة أيام بعنوان "الشيخ محمد حسان يفضح قادة الإخوان ويكشف كواليس رابعة"، ومدته ست دقائق و56 ثانية، ومكتوب في توضيحه: "أهم فيديو لهذا العام، وقد ينهى كثيرا من الجدل حول رابعة والإخوان". وهذا رابطه:
 
 
لكن أحد الناشطين تتبع الفيديو، وعلق عليه في فيديو آخر بتاريخ 16 كانون الثاني/ يناير الجاري، تحت عنوان: "الشيخ محمد حسان يبرئ الإخوانَ ويكشفُ السيسي وحزبَ النور"، ومدته 18 دقيقة، و7 ثوان، وحقق قرابة 294 ألف مشاهدة، كشف عن أن تاريخ الفيديو "الملفق" المشار إليه يعود إلى 3 أغسطس 2013، أي قبل فض رابعة بـ11 يوما، وضمن الفيديو الجديد كلمة الشيخ حسان كاملة، وكانت قناة الجزيرة قد بثتها في حينه (قبل فض رابعة) كاملة.
 
يقول الناشط -أسفل الفيديو- إنه بعد التوصل إلى الفيديو الأصلي تبين أن  الفيديو المنشور (المنسوب إلى حزب النور) فيه تقطيع كثير لكلام الشيخ حسان بهدف تشويه الإخوان"، كما أن الفيديو المزيف والفيديو الأصلي يأتيان في صالح جماعة الإخوان المسلمين، إذ تبين منه أن الإخوان كانوا يريدون حقن الدماء، وكانت مطالبهم بسيطة ومنطقية، وعلى رأسها: حقن الدماء، وعدم فض الاعتصامات بالقوة، والإفراج عن المعتقلين، ووقف التحريض عليهم في الإعلام"، وأن السيسي وعد الشيوخ بعدم التعرض للاعتصامات أو استخدام القوة ضد المعتصمين -كما هو واضح من رواية الشيخ حسان- لكنه أخلف الوعد، وارتكب المجازر بعدها مباشرة، ولجأ إلى فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة المسلحة.. وهذا رابط الفيديو الجديد:
 
 
وتشكل واقعة التلفيق هذه للشيخ محمد حسان، وربط كلامه القديم بالاستفتاء على دستور الانقلاب –كما جاء في خبر جريدة الصباح- رغبة عارمة من سلطات الانقلاب، وأجهزتها المخابراتية والأمنية- في البحث عن أي شعبية في الفترة الراهنية، وحاولة إحراج الشيخ محمد حسان؛ من أجل دفعه إلى تأييد خطواتها في مرحلة ما بعد الاستفتاء المزور. فهل يستمر الشيخ في موقفه المؤيد الشرعية، أم يركن إلى الانزواء عن المشهد؛ بدعوى تجنب الفتنة، أم يعطي سلطات الانقلاب ما تريد؟
 
مواقف الشيخ ستجيب عن هذا السؤال في خلال المرحلة المقبلة.. مع دعاء المخلصين له بالرشد، والثبات على الحق.




1
التعليقات (1)
عادل ابراهيم الصرفى
الأحد، 19-01-2014 10:09 م
اعلام الفسده والمفسديناعلام الضلال والمنافقين ما هذا الكذب والافتراء على الشيخ محمد حسان التاريخ عيد نفسه هو اعلام 5 يونيو 67

خبر عاجل