فنون منوعة

عازفة كمان تجول في مدن الصفيح للعزف أمام الأطفال

ساره ميكييليتو في مركز لرعاية الاطفال المشردين في جاكرتا - ا ف ب
ساره ميكييليتو في مركز لرعاية الاطفال المشردين في جاكرتا - ا ف ب
تجول ساره ميكييليتو أنحاء العالم الأجمع لتعزف على كمانها للأطفال المحرومين بعيدا عن أجواء أوبرا البندقية التي عهدتها، كاشفة "أريد ان أتشارك جمال الموسيقى مع الذين هم أقل حظا مني".

تحمل ساره ميكييليتو علبة كمانها على كتفها وهي تدخل مدرسة لأطفال الشوارع اسمها "كامبوس دياكونيا مودرن" في ضواحي جاكرتا حيث يهرع الأطفال والمراهقون لاستقبالها.

وهم يعانقونها ويلحقونها أينما ذهبت، لكن الضجيج كله يهدأ عندما تخرج ساره كمانها لتعزف معزوفة "الفصول الاربعة" لفيفالدي.وتخبر سوهارتي التي أمضت سنوات في الشوارع وهي تحاول الصمود من خلال التسول في قطارات المدينة الكبيرة وحافلتها "كنا نتشاجر كل الوقت، لكن منذ أن أتت السيدة ساره أصبحنا أكثر هدوءا وبتنا ندرس بشكل أفضل".

وتضيف المراهقة البالغة من العمر 14 عاما "الأمور جد صعبة في الشوارع وكنت أخجل من نفسي عندما كنت أتسول".وأصبح لديها اليوم مع شقيقها وشقيقتها سقفا يؤويها في مؤسسة "كامبوس دياكونيا مودرن" التي تقوم مقام ملجأ ومدرسة.

وهي تجد أيضا مواساة في الموسيقى التي تعزفها عازفة الكمان الايطالية.ويؤكد سوتار سيناغا الذي ينظم البرامج الموسيقية في مركز "كامبوس دياكونيا مودرن" أن سوهارتي باتت تتحكم أكثر بمشاعرها ... ولم تعد شريرة تجاه الآخرين".

وتشرح ساره ميكييليتو أن "الموسيقى وسيلة جد قوية لنقل الأحاسيس".وتؤدي عازفة الكمان الاولى في اوبرا البندقية معزوفاتها في أشهر المسارح العالمية وهي أيضا تكرس عدة أشهر في السنة للعزف للأطفال المحرومين.وقد أطلقت الفنانة مبادرتها هذه في العام 2004 في إطار جولة امتدت على عدة أسابيع وشملت الأطفال المحرومين في الأراضي الفلسطينية.

وقامت بالمثل في الهند وإندونيسيا حيث يعيش نصف إجمالي السكان البالغ عددهم 250 مليون نسمة مع أقل من دولارين في اليوم الواحد.وهي تعزف بانتظام لأطفال الملاجئ في جاكرتا التي تضم نحو 20 مليون نسمة، وأيضا في يوغياكارتا (الوسط) وثاني مدن البلاد سورابايا، فضلا عن المنطقة الشرقية في جزيرة جاوا.وهي تنجح في التوفيق بين هذه النشاطات الخيرية ومسيرتها المهنية بفضل اتفاق أبرمته مع الأوركسترا الإيطالية بدعم من جمعية "فونداتسون فينيتشه".

وهي تعتبر أن الموسيقى الكلاسيكية تساعد الأطفال المحرومين وهؤلاء الذين تعرضوا لصدمات على تهدئة روعهم و "إدراك حقيقة أحاسيسهم".وتؤكد عازفة الكمان لوكالة فرانس برس أن "المسألة في غاية الأهمية بالنسبة إليهم لانهم يواجهون صعوبات وصدمات عدة".

وتقوم ساره ميكييليتو بإدارة ورش للغناء والتصوير والرقص، فضلا عن العزف على الكمان.وملجأ "كامبوس دياكونيا مودرن" بعيد كل البعد عن القاعات الفخمة التي اعتادت العزف فيها أمام نخبة من الجماهير، لكن ذلك لا يؤثر بتاتا على الفنانة التي تؤكد أن "العزف أمام أطفال محرومين هو تماما مثل العزف في حفل كبير".
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل