سياسة عربية

تريغر: الإخوان واثقون من النصر ويواصلون الكفاح

 أحد عناصر الأمن المصري يطلق الرصاص على متظاهرين بالقاهرة - الأناضول
أحد عناصر الأمن المصري يطلق الرصاص على متظاهرين بالقاهرة - الأناضول
توقع المشاركون في نقاش أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول التطورات في مصر استمرار العنف والاضطرابات،بعد انتخاب "مهندس الانقلاب" عبد الفتاح السيسي.

وشارك في نقاش حلقة "الاستقرار ضد الديمقراطية في مصر" اريك تريغر الذي توقع أن يزداد العنف دموية مع انتخاب السيسي لمنصب الرئاسة.

وكتب تريغر في "ساحة للنقاش" أن الفيلد مارشال عبد الفتاح السيسي المتيقن من كونه الرئيس القادم لمصر سيؤدي إلى زيادة القتل أو إمكانية القتل التي طبعت السياسة المصرية منذ تموز/ يوليو الماضي. خاصة أن الأخوان المسلمين وأعضاء الجماعة الذين يقدر عددهم بحوالي 500.000 شخص يدعون علانية لقتل  السيسسي مما يعني بالمقابل تعامل الأخير مع بقائه في السلطة ونجاته من خلال ممارسة عنف وقمع أوسع على الإخوان.

ويناقش أن كل الاحتمالات السيئة تتراكم أمام الإخوان في هذا الكفاح، لأنهم يفتقدون قدرات الدولة القمعية، ومع ذلك فمن المحتمل أن تواصل الجماعة القتال لسببين: 

الأول هو أن بنية وشكل الجماعة قائم على معادلة البقاء، فهي لا تخشى من السحق الذي قد يعيدها من حيث بدأت، ففي جوهرها تعتبر جماعة الإخوان المسلمين حركة طليعة ذات هيكلية جامدة وبتسلسل قيادي على مستوى البلاد، ويقوم القادة الكبار من خلال هذا البناء التنظيمي بإصدار أوامر للخلايا أو الأسر الصغيرة المنتشرة في كل أنحاء مصر، مما يعني أن سجن القادة لا يؤثر على عمل هذه الخلايا التي تظل فاعلة، خاصة في الأرياف، بالإضافة لذلك، يتم بناء خطوط اتصال وتواصل جديدة مع القادة الذين قرروا الاختفاء عن الأنظار أو يعيشون في المنفى. 

واستخدمت الجماعة هذه الشبكة الواسعة كي تفوز بكل جولة انتخابية جرت في مرحلة ما بعد حسني مبارك، ومن المتوقع استخدامها وهي تواصل استراتيجية المواجهة والتظاهرات لمرحلة قادمة.

أما  السبب الثاني، فهو أن جماعة الإخوان المسلمين لا تزال مقتنعة على الرغم مما تقوله استطلاعات الرأي أن الدعم الشعبي يقف إلى جانبها. وتنبع هذه النظرة غير الواقعية من افتراض مركزي قائم على أيديولوجية الإخوان المسلمين، فهي تتعامل مع دولة غير إسلامية كنظام غير طبيعي فرضته القوى العلمانية والغربية على المصريين، وعليه فهي ترى أن محاولاتها لإقامة النظام الإسلامي يعكس الإرادة الشعبية و90% من غالبية سكان مصر المسلمين. وتعتقد جماعة الإخوان المسلمين أن إلغاء الانقلاب سيعني عودتها المباشرة للسلطة، وهو ما يدفعها على استمرار القتال.

وفي الوقت الذي تحمل فيه الدعوات الدولية لإنشاء نظام سياسي شامل للجميع نوايا طيبة فمن المتوقع أن لا تتم الاستجابة لها، وتعتقد جماعة الإخوان المسلمين أنها قادرة على الانتصار بناء على عددها وأيديولوجيتها، كما وأظهرت الجماعة وبشكل مستمر في أثناء حكم مرسي أن من يؤمنون بالنصر لا يتنازلون، وبناء على الأهداف الاقتصارية لكل من السيسي والإخوان، فمن المتوقع والحالة هذه استمرار لعبة الموت المصرية، بل بزيادة أكبر حالة تولي السيسي منصب الرئيس. 
التعليقات (0)