فنون منوعة

الغارديان: رمال تونس تجذب محبي أفلام حرب النجوم

تحولت الصحراء التونسية قبلة لعشاق أفلام الخيال العلمي منذ تصوير  "حرب النجوم" فيها - أرشيفية
تحولت الصحراء التونسية قبلة لعشاق أفلام الخيال العلمي منذ تصوير "حرب النجوم" فيها - أرشيفية
في عمق الصحراء التونسية، هناك كوكب غير الكوكب الأرضي يعرفه عشاق سلسلة أفلام الخيال العلمي "حرب النجوم"، حيث كان هذا الكوكب ذو القمرين مكان ولادة وطفولة دارث فيدر بطل "حرب النجوم".

ومنذ تصوير مشاهد هذه السلسلة أو بعضها في الصحراء التونسية، تحول المكان إلى قبلة لعشاق سلسلة أفلام الخيال العلمي هذه وأفلام أخرى. 

ولكن الوضع تغير بعد الثورة التونسية التي كانت شرارة "الربيع العربي" قبل ثلاث سنوات، حيث أصبح الوصول إلى المكان الذي تكسوه الكثبان الرملية صعبا.

واليوم وقد بدأت تونس تمشي خطوات واثقة نحو الديمقراطية، يأمل كثيرون من محبي الفلك وأفلام الخيال العلمي أن يتغير الوضع.

وتنقل مونيكا مارك مراسلة صحيفة "الغارديان" في تقرير لها عن طيب جلولي، مدير موقع التصوير الذي أشرف على تصوير أفلام حرب النجوم: "لدينا حكومة جديدة ويملأنا الأمل"، وذلك بمناسبة التصويت على الدستور في المجلس التأسيسي، والذي يراه التونسيون المرحلة الأخيرة نحو بناء ديمقراطية بعد الثورة التي أطاحت بالدكتاتور –كما قالت- زين العابدين بن علي، وعلى أمل أن يعود السياح الذين يحبون استكشاف الصحراء، وهبطت أعدادهم بشكل كبير خلال اضطرابات الثورة.

ويضيف جلولي الذي عمل مديرا فنيا لفيلم "المريض الإنجليزي" وفيلم "إنديانا جونز"، و"غزاة التابوت المفقود": "جورج لوكاس (مخرج أفلام حرب النجوم) كان يقول دائما أنه يحب صحراء تونس الجنوبية، فنأمل أن يعود المخرجون القدامى، وجيل جديد من المخرجين الشباب، حيث أصبح هناك نوع من الاستقرار". 

وبالإضافة إلى مخرجي ومحبي الأفلام، سيعود الاستقرار في تونس بالنفع على مجموعة صغيرة مهتمة بالأجسام الحقيقية القادمة من الفضاء، من صيادي النيازك الذين وجدوا أنه من الصعب ممارسة هواياتهم بعد الثورة.

ويقول سفيان قانون رئيس "جمعية هواة الفلك" التي تضم 40 هاويا: "طلبنا من الحكومة إذنا بالذهاب في رحلة صيد للنيازك في الصحراء؛ لأن بعض تلك المناطق أصبحت مناطق عسكرية خلال السنوات الثلاث الماضية".

ويضيف: "هناك مساحات واسعة في الصحراء غير مسكونة بإمكاننا العثور فيها على بقايا الشهب والنيازك التي لم تسقط في البحر، فنجمعها لندرسها كي نصل إلى فهم أفضل لميلاد النظام الشمسي".

والآن وبسبب انتشار الجماعات الجهادية في الصحراء، أصبحت مساحات واسعة منها غير مأمونة، لذلك اصبحت الجمعية تعتمد على البربر الذين يقطنون تلك المناطق لاستقاء المعلومات.

ويتحدث هاشم بن يحيى أمين صندوق الجمعية: "أنا شخصيا أعتمد على المواطنين الذين يقطنون تلك المناطق، والذين يتصلون بي أحيانا ليقولوا إنهم حصلوا على قطع من نيزك"، وأخرج ورقة عليها رسم لمسار أحد النيازك الذي وقع بين تونس والجزائر. 

وقال بفخر: "نحن أول من حسب أين وقع النيزك، وأخبرنا علماء الفلك المحترفون أين وقع النيزك في الجزائر بالضبط".

ويواجه الفلكيون الهواة مشاكل تتعلق بالدعم والوضع الأمني غير المستقر، وتراجع الدعم الحكومي لنوادي علم الفلك، رغم أن البلد كان موطن العالم المعروف ابن اسحق الذي ما تزال بحوثه تؤثر في علم الفيزياء وعلم الفلك. ويعتمد هواة الفلك على أموالهم الخاصة لدعم رحلاتهم وتجاربهم في إطلاق الصواريخ، أو شراء أدوات فلكية متقدمة غير متوفرة إلا في الخارج.

ولم تثن المتاعب والصعوبات اليومية يحياوي وجماعته من مراقبة النجوم كل عدة أسابيع، ويتطوع يحياوي في أوقاته الزائدة للعمل في متحف العلوم التونسي، ويسافر للقاء محبي الفضاء في العالم العربي. 

ويصف رحلة قام بها في الآونة الأخيرة إلى ليبيا كي يقدم النصائح حول بناء متحف للفضاء في ليبيا التي تشهد وضعا غير مستقر، وسلسلة من عمليات الاختطاف: "إنها خطيرة! ولكن لا أتردد في القيام بمهام خطرة؛ لأنها تعبر عن حب للعمل".

ويضيف: "كهواة، ما نقوم به هو لأنفسنا؛ من أجل نقل المعرفة للأجيال".
التعليقات (0)