حقوق وحريات

صحيفة أمريكية تدعو إلى توثيق جرائم النظام السوري

الصحيفة: الجرائم التي ترتكب ضد أطفال سوريا عادة تتم بتعليمات من القادة - (أرشيفية)
الصحيفة: الجرائم التي ترتكب ضد أطفال سوريا عادة تتم بتعليمات من القادة - (أرشيفية)
دعت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية الأمم المتحدة لمواصلة جمع وتوثيق الأدلة حول التعذيب للضحايا في سورية؛ حتى وإن لم يتم تقديم المجرمين للمحاكمة، وأكدت أن على العالم أن يكون شاهدا على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين.

وتقول الصحيفة إن "الحرب الأهلية أصبحت منذ وقت طويل مثل الجحيم بالنسبة لأطفال سورية"،  مشيرة إلى التفاصيل التي وردت في تقرير الأمم المتحدة الذي صدر عن تعذيب الأطفال في الحرب السورية، والتي تذهب أبعد من الذبح الذي يرافق عمليات قصف وتدمير الأحياء المدنية، وهو الأمر الذي يعد علامة مخزية في هذه الحرب، بحسب الصحيفة.

ورغم الصعوبات التي واجهها محققو الأمم المتحدة في الوصول إلى الشهود، إلا أنهم قاموا بتوثيق حالات تعرض فيها أولاد لا تتجاوز أعمارهم الحادية عشرة للاعتداءات الجنسية، وتم قلع أظافرهم، وضربوا بالأسلاك الكهربائية على أعضائهم "الحساسة" وضربوا ضربا مبرحا. وفي بعض الأحيان قصد النظام من تعذيب الأطفال إجبار الكبار على الاعتراف والحصول على معلومات عن أقاربهم الكبار، كما تم توثيق حالة شاهد خلالها رجل زوجته وأولاده وهم يقتلون أمامه.

وتقول الصحيفة إنه يجب توثيق انتهاكات المعارضة أيضا "لكن التقرير على ما يبدو يضع اللوم الكامل على الجيش السوري وأجهزة الأمن والميليشيات المؤيدة للحكومة"، مع أن التقرير يعترف بصعوبة ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات التي تعتبر خرقا للقانون الدولي وتقديمهم للمحاكمة ليس سهلا.
وتضيف الصحيفة إن هناك دعوات إلى تحويل الرئيس السوري إلى المحاكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب، لكن أي محاولة لتقديمه يجب أن تؤجل حتى ينتهي العنف ويتم إيجاد حل سياسي، لان "وضع نهاية للحرب يجب أن يكون أولوية".

ومن ناحية عملية، فليس واضحا إن كانت محكمة جرائم الحرب ستتعامل مع حالة الأسد، لان سورية ليست من بين الدول الموقعة على ميثاق المحكمة الدولية، ويجب أن يحال ملفه إليها بقرار من مجلس الأمن. وتستبعد الصحيفة الحصول على قرار من مجلس الأمن طالما ظلت روسيا تدعم الأسد وتمارس حق النقض، منوهة إلى أن دعم روسيا لا يمتد للمسؤولين في مستويات دنيا داخل الحكومة السورية.

وتختتم الصحيفة بالقول إن الجرائم التي ترتكب ضد الأطفال عادة تتم من خلال أفراد تلقوا تعليمات من قادتهم، ولذلك فإن الأمم تقوم بعمل الصواب من خلال جمع وحفظ الأدلة المتوفرة لها الآن، مضيفة أنه قد يكون من الصعب تقديم المجرمين للمحاكم، "ولكن العالم مدين للضحايا أن يحاول، وأن يكون على الأقل شاهداً على ما يرتكب من جرائم". 
التعليقات (0)