مقالات مختارة

من الإرهابي في سورية ؟!

خالد حسن هنداوي
1300x600
1300x600
من الإرهابي الحقيقي في سورية ومن يحكم على من في هذه المسألة الحساسة وكيف؟. سؤال جوابه سريع وبدهي لقوم يعلمون وقوم يقودهم الإخلاص والتجرد في الموقف للوصم بالإرهاب الذي يقصدونه.

وعلى هذا فنحن لن نهتم بالشكل واللغة والمصطلح الذي تطلقه دول الشر وتصنف على مزاجها من شاءت وتبرئ وتجرم حسب مصالحها التي لم تعرف الانحياز الحقيقي والفعال للعرب والمسلمين بل كانت ولا تزال تضع الحق في جانب الباطل وتضع الباطل في حيز الحق ليمحوه بأساليبها وقوانينها اللاإنسانية. والوضع في سورية ليس شاذا عن هذا المنطلق فالعصابة الحاكمة في الشام تحاول أن تستغل قانون ما يسمى بالإرهاب لأجل التغطية على نفسها ثم الانطلاق من جديد لمهاجمة الثوار الذين يدافعون عن الشعب المظلوم تحت هذه الذريعة القانونية.
  
وحيث أننا نعيش في عصر المعلوماتية فلن ينطلي هذا التحيل على الساسة – إن كانوا مخلصين – ولا كذلك على الإعلاميين والمفكرين. بل سيحارب هؤلاء بالمقال الطيب المجاهد لإثبات دحض ما تدعيه تلك العصابة إذ الواقع أكبر دليل وبرهان على من هو الإرهابي الأول في سورية. الحكومة أم الشعب. وهل بغى حافظ الأسد وبشار عليه أم الشعب كان هو البادئ.

يعرف هذا القريب والبعيد ولكن كما قال الله تعالى عن قوم فرعون حين أنكروا الآيات التي جاء بها موسى عليه السلام (وحجدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما).

فمن الذي قتل خمسة وأربعين ألفا في مدينة حماة عام 1982م في فبراير مثل هذا الشهر الذي يمر بنا وذكرى المجازر تملأ الآفاق حزنا. أليس هو حافظ الأسد الذي لم يعرف التعقل والحكمة في تصرفاته تجاه من عارضوه وكان يردد دوما: نحن أتينا بالقوة فإن استطعتم بها فأخرجونا. وعمَق التعامل مع الصهيونية التي لم تتأذ منه البتة وعقد مع الأمريكان الذين رضوا عنه وكذلك الروس كل على حدة أو بالتوافق كل الاتفاقات السرية التي ظهرت بوادرها في حياته وكُشفت عنها ورقة التوت بعد مماته.

لكن من المؤلم أن الخيانة التي تنجح لا يجرؤ أحد أن يسميها خيانة كما قال هارنغتون وكم خائن اليوم لا يشنق بل يشنق الآخرين كما قال غاستون!! فما يفعله الجزار بشار ليس غلا امتدادا لأبيه ومن أشبه أباه فما ظلم. فماذا تتحدث عن أطفال درعا وعن قصف دمشق وريفها وحلب وريفها ومعظم المدن والقرى السورية حتى استشهد مئات الآلاف وجرح ضعفهم واعتقل مثلهم بمن فيهم النساء والأطفال. وتم التعذيب على أقسى مستوى واستشهد كذلك الآلاف تحت وطأته إضافة إلى ملايين النازحين والمشردين.

فمن الإرهابي يا ترى الذي فعل هذا وكيف؟! وفي مقال آخر سنوضح أكثر إن شاء الله حقيقة إرهاب هذا النظام الذي أصبح يقتات على هذه المصطلحات ويتخذها ذريعة للاستمرار في البطش والتنكيل بالشعب.


(بوابة الشرق)
التعليقات (0)