سياسة دولية

إلغاء اجتماع طالبان وحكومة باكستان لمقتل حرس الحدود

قوات عسكرية باكستانية في مواجهة طالبان باكستان (أرشيفية) - أ ف ب
قوات عسكرية باكستانية في مواجهة طالبان باكستان (أرشيفية) - أ ف ب
أدان رئيس وزراء باكستان نواز شريف، الاثنين، الإعدام الذي وصفه بـ"المشين" لـ23 جنديا باكستانيا خطفهم فصيل تابع لحركة طالبان الباكستانية، في عملية ألقت بظلال من الشك على محادثات السلام بعد أسبوعين من بدئها.

وأعلن فصيل من حركة طالبان في بيان الأحد، أن مقاتليه قتلوا 23 عنصرا من قوات حرس الحدود شبه العسكرية في ولاية مهمند. 

وكان العسكريون مخطوفين منذ حزيران/ يونيو 2010. وأكد شريف أن "مثل هذه الحوادث لها انعكاسات سلبية على الحوار الدائر الذي يهدف إلى نشر السلام".

وفور ذلك ألغى فريق حكومي مفاوض مؤلف من أربعة أعضاء محادثات سلام مع أعضاء من طالبان كانت مقررة، الاثنين، في بلدة اكورا خطك.

وقال نواز شريف إن باكستان "لا يمكنها السكوت على مثل هذه المذبحة"، معربا عن أسفه لتعرض محاولات سابقة لبدء حوار "للتخريب كلما تم الوصول الى مرحلة مشجعة".

وفي 29 كانون الثاني/ يناير أعلن رئيس الوزراء نواز شريف بدء مباحثات مع حركة طالبان الباكستانية، حليفة تنظيم القاعدة "من أجل إعطاء فرصة جديدة للسلام"، لكن هجمات المتمردين لم تتوقف من حينها، وأسفرت عن مقتل ستين شخصا على الأقل.

ويقول مراقبون إن الجانبين مختلفان بشدة على قضايا مهمة، فيما أعرب بعض الخبراء عن شكوكهم حول قدرة طالبان على السيطرة على التنظيم بأكمله خاصة الفصائل الأكثر عنفا.

وأضافة إلى الجنود، فقد قتل نحو 60 شخصا في أعمال عنف مرتبطة بالإسلاميين منذ بدء المحادثات، ما أثار انتقادت لعمليات الجيش ضد معاقل طالبان في المناطق الشمالية الغربية.

وصرح المحلل العسكري الجنرال المتقاعد طلعت مسعود أن "جنودنا يقتلون، وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لمعنويات الجيش".

وأضاف أنه "حان الوقت لكي تتخذ الحكومة قرارا حاسما وتحمي حياة شعبها".

وذكرت عايشة صديقة المحللة العسكرية أنها لا ترى مؤشرات على أن الجيش لديه الرغبة للقيام بحملة عسكرية مستمرة، وشككت في قيمة مهاجمة المناطق القبلية، وقالت إن ذلك يمكن أن يتسبب في تصاعد العنف في أماكن أخرى.

وصرحت الكاتبة المرموقة في الشؤون العسكرية أن "القيام بعملية عسكرية في المناطق القبلية سيؤدي إلى التخلص فقط من 40% من الإرهابيين، إلا أن معظم قادتهم الكبار يسكنون في ولاية البنجاب وبعضهم يعيش في ولاية السند".

وقال الوفد الحكومي للمحادثات إن تلك المحادثات أصبحت "لا معنى لها" بعد جرائم القتل "المحزنة والمشينة"، بينما أعرب الرئيس الباكستاني مامون حسين عن "حزنه وأسفه".

وأعلن رئيس وفد مفاوضي الحكومة عرفان صديقي في بيان له إنه "يؤسفنا أن نعلن أن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح".

وأعرب عن أسفه لأن هذا الحادث "المحزن والمشين"، على غرار غيره من أعمال العنف التي ينفذها المتمردون، يقوّض فرص إجراء "حوار جدي" من أجل السلام، مضيفا أن موفدي الحكومة سيجتمعون، الثلاثاء المقبل، لتقرير الخطوة التالية.

وكان مسؤولون عسكريون صرحوا أن الجنود الباكسانيين فقدوا أثر هجوم على مهمند في 17 حزيران/ يونيو 2010، بعد أن هاجم مقاتلون حاجزا عسكريا في منطقة نائية بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

وقال فصيل طالبان إن الجنود قتلوا انتقاما من السلطات التي نفذت "إعدامات خارج القضاء" بحق عناصر من طالبان تحتجزهم.

وأعرب أعضاء وفد طالبان للمحادثات عن أسفهم لإلغاء محادثات السلام الاثنين. وقال ئيس لجنة طالبان سيد يوسف شاه: "كان يجب أن تجلس اللجنتان معا، وكان يمكن أن تجدان طرقا لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل".

وأضاف في مؤتمر صحافي متلفز "إننا نقترب من التوصل إلى تفاهم حول وقف إطلاق النار، ولكن من المحزن أن اللجنة الحكومية ألغت الاجتماع بعد أن اعتبرتنا من طالبان".

وتشمل مطالب طالبان تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، وإنهاء الغارات الأميركية بطائرات بدون طيار، وسحب الجيش من مناطق القبائل الشمالية الغربية، وهي الشروط التي من غير المرجح أن تستجيب لها الحكومة.

وفي تطور آخر قتل وزير سابق في حكومة طالبان الأفغانية كان يدعو إلى إجراء محادثات سلام مع حكومة كابول في مدينة بيشاور الاثنين.

وصرح أحد أعضاء حركة طالبان الأفغانية في باكستان إن "مسلحين يركبون دراجة نارية أطلقوا النار على الملا عبد الرقيب وزير اللاجئين السابق في نظام طالبان، ما أدى إلى مقتله على الفور".

وفي بيشاور كذلك خطف مسلحون مقنعون فريقا للتلقيح ضد مرض شلل الأطفال مؤلف من ستة أشخاص هم طبيب وموظفون محليون في منظمة الصحة العالمية، وثلاثة حراس في بيشاور الاثنين.

وقال مسؤول الإدارة المحلية نعمة الله خان إنه تم خطف الفريق على بعد 300 كلم جنوب غرب بيشاور في قرية بينغ على الحدود مع جنوب وزيرستان.

وأكد مسؤول محلي في منظمة الصحة العالمية الحادث. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الخطف، إلا أن جماعات مسلحة تعتبر حملة التلقيح غطاء للتجسس كما تنتشر شائعات بأن لقاح شلل الأطفال يسبب العقم.

وقتل أكثر من 40 شخصا من بينهم موظفون في مجال الصحة ورجال شرطة يحرسون فرق التلقيح ضد شلل الأطفال، في باكستان منذ كانون الأول/ ديسمبر 2012.
التعليقات (0)