علوم وتكنولوجيا

بلدة رومانية تتحول لـ"مركز عالمي" لجرائم الإنترنت

(تعبيرية)
(تعبيرية)
تضع شركات أمن في الولايات المتحدة رومانيا حاليا نصب عيونها وتعتبرها العدو الأول في السرقات عبر شبكة الإنترنت، وذلك بعد أن كشفت وجود وباء لجرائم الإنترنت موطنه بلدة صغيرة بها.

وتقدر الشرطة الرومانية أن نحو 80% من هجمات الإنترنت الرومانية المنشأ تستهدف مواطنين وشركات بالولايات المتحدة.

ويقوم الاحتيال في الغالب على أفراد ليسوا موضع ارتياب يتبادلون معلومات مالية وشخصية مع آخرين يظنون انهم يبيعون منتجات بشكل مشروع.

وفي وقت سابق وقعت شركة متاجر التجزئة الراقية نيمان ماركوس ضحية لعملية خرق أمني لبيانات بطاقات الدفع الخاصة بالعملاء. ولم يعرف إن كان مصدر الخرق هو رومانيا.

وتوصف بلدة رامنيك فيليسيا الرومانية التي تقع على بعد 180 كيلومترا شمال غربي العاصمة بوخارست بأنها "مركز عالمي" للاحتيال عبر الإنترنت الذي يستهدف الولايات المتحدة.

وقالت السفارة الأمريكية في بوخارست إن مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي درب 600 محقق روماني لمكافحة تلك الجريمة الصامتة.

ولكن بينما تصبح رامنيك فيليسيا مرادفا للقرصنة فإن البلدة تستفيد من سمعتها السيئة.

فالسيارات الفارهة الجديدة تسد شوارع البلدة التي تملؤها الأندية الليلية وصالونات التجميل وسلاسل محلات الوجبات السريعة والمتاجر والمباني السكنية العالية بأكثر مما هي في غرب أوروبا.

وفي ذات الوقت يعاني باقي رومانيا من كساد اقتصادي وتربي الأسر الدجاج في أفنية المنازل وتمتليء الشوارع بالحفر.

ومصدر الثراء النسبي في بلدة رامنيك فيليسيا ليس سرا. وتقول شرطة البلدة التي يقطنها 120 ألف نسمة أنها تلقي القبض على نحو 100 شخص كل عام، بتهم تتعلق بجرائم الإنترنت.

وقال ضابط شرطة طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية "السبب في أن تلك المنطقة (بلدة رامنيك فيليسيا) معروفة بجرائم الإنترنت."

ونظرا لأن المسائل الفنية اللازمة لتلك النوعية من الجرائم بسيطة للغاية. نجح بعض الناس فيما مضى في تحقيق بعض المال الأمر الذي جذب على الأرجح آخرين لهذه المنطقة المعجزة".

وقالت الشرطة إنه تمت اعتقالات لرومانيين استهدفوا أمريكيين دبرها محققون من مكتب التحقيقات الاتحادي وجهاز الخدمة السرية الأمريكي بالتعاون مه السلطات المحلية المسؤولة.

ويقدر عدد سكان رومانيا بنحو 20 مليون نسمة تقل أعمار ربعهم تقريبا عن 25 عاما.

ويتطلع بعض هؤلاء في فترة مراهقتهم لجني المال بأي شكل حتى ولو كان بالتجارة المخالفة للقانون عبر الإنترنت.

وقال مدير كلية تكنولوجيا المعلومات المحلية فاليركا راسكو: "حين تدخل بلدة مثل دراجستاني على سبيل المثال ..والتي تقع على بعد 50 كيلومترا عن رامنيك فيليسيا..حيث تتدهور الصناعة ولا يعثر الناس بسهولة على فرص عمل..تدرك مدى التناقض في الوضع بين البلدتين بما تشاهده في الشوارع. فهناك (في رامنيك فيليسيا) سيارات مستوردة حديثة غالية الثمن".

وتابع أن "ما نراه هنا في رامنيك فيليسيا هو أن السيارات الكثيرة الجديدة لا تفعل شيئا لتحسين اقتصاد البلدة".

ولم يبرر راسكو الاحتيال عبر الإنترنت ولم يستنكره أيضا. وألقى المسؤولية على سذاجة الأمريكيين التي تجعلهم ضحايا لعمليات احتيال.

وهناك 12 كلية لتكنولوجيا المعلومات في رامنيك فيليسيا وكلية ماتي باساراب واحدة من أكبرها حيث يدرس بها 1100 طالب.

ويعرف الطلاب بسمعة بلدة رامنيك فيليسيا بل أن بعضهم يفخر بقدرتهم على بث الذعر في النفوس.

وقال طالب تكنولوجيا معلومات يدعى بيتروت إن "رامنيك فيليسيا أصبحت بلدة قراصنة لأن عدد سكانها كبير ويعمل معظمهم في مجال تكنولوجيا المعلومات. كل زملائنا درسوا الرياضيات وتكنولوجيا المعلومات. الطلاب يبدأون العمل في برامج تكنولوجيا المعلومات قبل أن يبلغوا التاسعة من العمر".

وأضاف أن كل شخص تعلم البرمجة يمكنه "خرق أي حساب بسهولة".

لكن بيتروت أردف قائلا إن الحياة الاجتماعية المحيطة بذلك غير مفيدة تماما للحياة بعيدا عن الجريمة.

وبينما يعترف بعض اللصوص عبر الإنترنت بأنهم لم يسرقوا أبدا شخصا بشكل مباشر، فإنهم يقولون أنه من الصعب التعاطف مع ضحية لم ترى وجهه على بعد آلاف الأميال.

لكن ما يغري أكثر في الأمر هو أن ما يمكن أن يجمعه مرتكب جرائم الانترنت في عمليات احتيال قليلة يعادل وربما يفوق متوسط دخل الروماني في عام.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم