سياسة دولية

استئناف مفاوضات الغرب مع إيران بتوقعات متشائمة

وزير الخارجية الإيراني وكاثرين آشتون بجلسة سابقة لبحث المسألة النووية - أ ف ب
وزير الخارجية الإيراني وكاثرين آشتون بجلسة سابقة لبحث المسألة النووية - أ ف ب
استأنفت الدول الكبرى الثلاثاء مع إيران مفاوضات، توقعت ايران ان تكون "طويلة ومعقدة"، الهدف منها طي صفحة النزاع الطويل حول طبيعة البرنامج النووي الايران، وذلك بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بين الطرفين.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي على هامش الاجتماع في العاصمة فيينا الثلاثاء -الذي سيتواصل لثلاثة أيام-: "إن الهدف من هذه المفاوضات هو التوصل الى اتفاق شامل ونهائي بشأن المسألة النووية الانطلاقة كانت جيدة".

وهذا الاجتماع هو الأول في سلسلة تحدد مواعيدها لاحقا، على أن تنتهي قبل العشرين من تموز/ يوليو موعد انتهاء مفاعيل الاتفاق الانتقالي.

ويشارك في هذه المفاوضات مسؤولون كبار من الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا) تحت إشراف وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، في حين حضر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ايضا الى فيينا.

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي أعرب الاثنين عن عدم تفاؤله إزاء المفاوضات، "وهي لن تؤدي الى نتيجة"، مستدركا بأنه لا يعارض هذه العملية التي انطلقت مع الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف بين ايران ودول مجموعة 5+1.

ووفق سياسيين، فإن الرهان كبير على هذه المفاوضات؛ فالتوصل إلى اتفاق نهائي سيسمح بتطبيع العلاقات بين ايران والولايات المتحدة المقطوعة منذ 35 عاما، وسيبعد الخيار العسكري الذي لوح به مؤخرا من جديد وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

وأقر مسؤول أمريكي كبير الاثنين في فيينا بأن "احتمالات التوصل الى اتفاق، تساوي احتمالات عدم التوصل اليه".

وأبرمت إيران مع مجموعة 5+1 في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر في جنيف اتفاقا مرحليا لمدة ستة أشهر، ينص على تجميد بعض الأنشطة النووية الحساسة، مقابل رفع جزء من العقوبات التي تخنق الاقتصاد الايراني.

وعلقت طهران عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% التي تعتبر مرحلة مهمة للتوصل الى التخصيب بمستوى عسكري 90%.

على أنَّ المطلوب الآن هو تحويل خطة العمل التي دخلت حيز التنفيذ في 20 كانون الثاني/ يناير -تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية- إلى اتفاق شامل يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني، بشكل لا يترك مجالا للشك.

وتشتبه الدول الكبرى واسرائيل التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، بأن البرنامج النووي الايراني يخفي بُعدا عسكريا، وهو ما تنفيه طهران على الدوام.

مبررات تشديد العقوبات

إلا أن مركز الدراسات السياسية الأوروبية أشار في مذكرة اصدرها مؤخرا إلى أن "عدم تحقيق تقدم في المفاوضات مع اقتراب موعد انتهاء مدة خطة العمل المشترك في تموز/يوليو، يعزز الشعور بأن إيران تماطل؛ ما يعطي الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي مبررا لتشديد العقوبات أكثر على إيران".

ومثل هذا السيناريو سيقلص هامش المناورة امام الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني الذي أدى انتخابه إلى هذا الانفراج المسجل في الاشهر الاخيرة، في مواجهة المتطرفين المعارضين لأي تسوية مع الغرب، وسيحد من فرص الدبلوماسية لحل هذه المسألة.

وبرأي الخبراء، إن كانت إيران تريد التوصل إلى رفع جميع العقوبات الدولية المفروضة عليها، فسيتعين عليها -على الأرجح- إغلاق موقع التخصيب في فوردو الذي شُيد تحت جبل، فضلا عن خفض عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، وإلغاء مشروعها لبناء مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة، والقادر على انتاج مادة البلوتونيوم الممكن استخدامها في صنع قنبلة.

وهذه التدابير مقترنة بمزيد من عمليات التفتيش التي تنفذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما سيعيق الى حد كبير قدرة ايران على حيازة ترسانة نووية.


في المقابل، حذر عضو الوفد الإيراني المفاوض حميد بعيدي نجاد من أن إيران سترفض التخلي عن حقها في تشغيل أجهزة الطرد المركزي من الجيل الجديد التي يجري اختبارها حاليا، مشيرا الى ان هذا هو "احد البنود الرئيسية" من اجل التوصل الى اتفاق بعيد المدى.

وأكد أن طهران تريد الاحتفاظ بمفاعل اراك؛ لإنتاج النظائر الطبية المشعة، مبينا أنها مستعدة لبحث "تدابير فنية للوقود المنتج؛ بهدف تبديد المخاوف الغربية".

تحذير قائد الحرس الثوري

إلى ذلك، حذّر القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري الثلاثاء من أن إيران ستهدد "العدو" -الذي لم يسمه- من داخله في حال مهاجمتها.

وأضاف أمام ضباط وكوادر في الحرس الثوري أن "الخيار العسكري الذي يعتمده العدو هو شن هجمات صاروخية، وغارات جوية على المناطق النووية والحساسة، إلا أنه يدرك أننا لن ندعه، وسنهدده من داخله".

وأكد أن "العدو يخشى من شن هجوم بري طويل الأمد على إيران"، لافتا إلى أن "إزالة الحظر (المفروض على بلاده) أمر ممكن التحقق؛ عبر التركيز على الطاقات والثروات الداخلية".
التعليقات (0)