ملفات وتقارير

انطلاق أسبوع مقاومة "الأبرتهايد الإسرائيلي"

أكثر من 200 مدينة وعشرات المؤسسات الأكاديمية تشارك في "مقاومة الأبرتهايد" -
أكثر من 200 مدينة وعشرات المؤسسات الأكاديمية تشارك في "مقاومة الأبرتهايد" -
يصادف يوم الاثنين الموافق 24 شباط /فبراير، موعد انطلاق "أسبوع الأبارتهايد الإسرائيلي" الذي ينظمه طلاب جامعيون من مختلف الدول والقوميات، بهدف التوعية بممارسات الاحتلال العنصرية بحق الشعب الفلسطيني

وبالمقابل حشدت حكومة الاحتلال كل إمكاناتها الإعلامية للتصدي لهذه الأنشطة.

وأثارت دعوة أرسلتها كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية لحضور محاضرة للبروفيسور الإسرائيلي، آفي شلايم، في إطار نشاطات أسبوع الأبرتهايد، حفيظة المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي الذين احتجوا على الدعوة.

وبينما يستعد القائمون على هذا المشروع لهذا النشاط عبر إرسال الدعوات وتنظيم المحاضرات في المحافل الجامعية، تتعالى أصوات الاحتلال المُنادية بمقاطعة هذا الأسبوع واحباطه. 

ويستقطب "أسبوع الأبارتهايد الإسرائيلي" جامعة أوكسفورد الأمريكية أيضا، حيث يُقيم منظمو الأسبوع حواجز تحاكي الحواجز الإسرائيلية، ويلقون الكلمات متنكرين بزي جنود إسرائيليين.

وتتضمن النشاطات محاضرات توعوية ونشاطات مختلفة، منها إقامة حواجز في حرم الجامعة تجسد الحواجز الإسرائيلية، ومجسمات لجدار الفصل العنصري.

يذكر أن أكثر من 200 مدينة وعشرات المؤسسات الأكاديمية، تشارك في هذه الفعاليات التي كانت بدايتها في عام 2005، وما زالت مستمرة في كل عام حتى الأسبوع الحالي.

يشار إلى أن عددا من المؤسسات الاقتصادية والمالية الغربية عامة والأوروبية على وجه الخصوص، تقاطع بنوكا ومؤسسات إسرائيلية بسبب انتهاكات "إسرائيل" للقانون الدولي والتنكر للحقوق الفلسطينية والتوسع الاستيطاني.

التجمع الطلابي في الجامعة العبرية يشارك في أنشطة الأسبوع

وفي السياق نفسه، نظّم التجمع الطلابي في الجامعة العبرية ضمن إطار "سبوع مقاومة الابرتهايد" ندوة سياسية تثقيفية بعنوان "التصدي للأبرتهايد الإسرائيلي" شملت محاضرتين للدكتور جمال زحالقة رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، والدكتورة نادرة شلهوب كيفوركيان ، بمشاركة عشرات الطلاب من الجامعة.

وافتتحت البرنامج الناشطة في التجمع الطلابي جيهان سعد الدين، متحدثة عن أهمية الأسبوع العالمي لمقاومة الأبرتهايد، وخصوصا بعد دخوله هذه السنة لأول مرة الى فلسطين. فبعد أن كان مصطلح "الأبرتهايد الإسرائيلي" على الهامش، أصبح الآن حدثا مركزيا تتم المشاركة فيه بجميع أنحاء العالم.

وأوضحت أن هدف أسبوع الأبرتهايد هو تصوير "إسرائيل" كـ"دولة أبرتهايد" أمام العالم، وإيقاف التواطؤ الدولي معها، والتثقيف حول الممارسات التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، وهو الطريق لإطلاق حملة عالمية لمقاطعة "إسرائيل" وفرض العقوبات عليها.

كان المحور الأول في الندوة مع الدكتورة نادرة شلهوب بعنوان "الموت وعسكرة الحيز الفلسطيني"، التي ربطت بها سياسة الحيّز الإسرائيلي في منطقة القدس، بسياسات "اليوم-يوم" التي تمارسها "إسرائيل" في الأحياء العربية هناك، والحالات شبه اليومية مثل: حظر التجول، ومنع التنقل بالسيارات، وعدم السماح بدفن الموتى، والولادة على الحواجز.. فهي حوادث يومية لكنها تؤثر بشكل كبير مع عسكرة الحيز الفلسطيني.

وذكرت شلهوب أن "إسرائيل" تسيطر بشكل كامل على مناهج التعليم، وأن الجدار الفاصل فصل الكثير من الطُلاب عن مدارسهم. وحذرت من خطورة حديث وزارة الثقافة الفلسطينية عن "تسرب البنات من المدارس" لأن البنات في تلك المنطقة حرموا من التعليم ولم يختاروا بإرادتهم الخروج من المدارس.

وأضافت أن "من حرم البنات من التعليم ليست إرادتهم، بل من أبعدهم عن المدارس وصعب عليهم الوصول إليها وفرض عليهم جدار الفصل العنصري. فعسكرة الحيز الفلسطيني والسيطرة عليه غيرت كل حياة وتعليم البنات الفلسطينيات في القدس".

وقدم الدكتور جمال زحالقة المحور الثاني، بعنوان "النظام الإسرائيلي ما بين فتاوى الحاخامات والقوانين العنصرية،" ابتدأها بالحديث عن كيفية تعاملنا مع مصطلح "الأبرتهايد الإسرائيلي". وأشار إلى أن النظام الإسرائيلي هو نظام "كف اليد" الذي أساسه يكون دولة "يهودية ديمقراطية" في التصرف مع اليهود، بينما تتفرغ منه خمسة أنظمة: "نظام تمييز عنصري ضد وجود العرب بالداخل، ونظام شبيه بالأبرتهايد في الضفة الغربية وهو أسوأ من نظام الأبرتهايد الذي كان في جنوب أفريقيا في أسوأ فتراته، فهو يتحكم بحركة الناس ويضع الحواجز ويقسم الضفة.. ونظام سجن في غزة وهو "اختراع إسرائيلي" تلعب به "إسرائيل" دور السجّان ويجعل الحصار على غزة أطول حصار في التاريخ، ونظام مركب وخاص بالقدس، وهو أيضا من صنع إسرائيلي، فريد من نوعه، يعتمد التهويد والاستعمار والطرد والمصادرة وهدم البيو..، والنظام المفروض على اللاجئين الفلسطينيين الذي يمنع اللاجئ من العودة لوطنه".

أسبوع كذب حملة الـ "بي دي إس"
 
وفي المقابل، وجهت الكاتبة لينا بكمان في صحيفة "إسرائيل اليوم"، دعوة إلى حملة إسرائيلية مضادة لأسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي.

وقالت إن أسبوع الفصل العنصري يعقد مرة كل سنة، لكنه ليس واقعة نقطية بل هو مثال فقط على حملة "بي دي إس" التي تقوم على "استراتيجية ديربن" التي تستمر 52 أسبوعا في السنة كلها، كل سنة. 
         
وزعمت بكمان أن "أسبوع الفصل العنصري يقوم على أكاذيب وعلى تزوير تاريخي وعلى تضليلات متعمدة".

وأشارت إلى أن "الصهيونية تعرف بحسب التصريح في موقع الحركة في الشبكة بأنها عنصرية، وتُعد إسرائيل فلسطين، ويُعرف عرب إسرائيل بأنهم فلسطينيون وبأنهم لا يحصلون على حقوق مساوية ككل المواطنين، وتُعرف إسرائيل.. بأنها دولة فصل عنصري". 

وتضيف أن "مطالب قادة "أسبوع الفصل العنصري" تقوم على تنفيذ استراتيجية ديربن وتدعو إسرائيل إلى إنهاء الاحتلال لكل الأراضي العربية وإلى الإفراج عن جميع السجناء السياسيين وإلى الدفع قدما بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم".

وتخلص الكاتبة الإسرائيلية، إلى أنه "حان الوقت لنعترف بحقيقة أنه يجري صراع دولي على صورة إسرائيل يقوم على الكلمات والشعارات وعلى الأكاذيب خاصة". 

وتوجه دعوة إلى مؤيدي الاحتلال بقولها: "لنقم بحملة مضادة اسمها "أسبوع كذب حركة الـ "بي دي إس". لو أن قضية حقوق الإنسان كانت مهمة حقا عند قادة "أسبوع الفصل العنصري" لحصروا عنايتهم في دول يضطهدون فيها أناسا لكونهم من ديانة مختلفة (النصارى واليهود)، وبسبب ميولهم الجنسية (المثليين) واختلافهم في الجنس (النساء)". 

وتضيف: "كل ذلك لا يحدث في إسرائيل".

وتزعم ثانية: "ليست إسرائيل -في الحقيقة- كاملة، لكنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحمي حقوق الإنسان بسلطة القانون".

من جنوب أفريقيا إلى إسرائيل: القديم والجديد في نظم الأبارتهايد

كثرت الأصوات التي تنعت وتتهم النظام الإسرائيلي بأنه نظام أبارتهايد. فشاهدنا الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر يؤلف كتاباً بعنوان "فلسطين: السلام لا الأبارتهايز"، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص بالأراضي الفلسطينية المحتلة السابق جون دوغارد، يقول إن إسرائيل ترتكب ثلاثة انتهاكات تتعارض مع المجتمع الدولي، ألا وهي: الاستعمار والاحتلال والأبرتهايد، وشاهدنا أيضا في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني رئيس الهيئة العامة للأمم المتحدة الأب ميغيل ديسكوتو بروكمان، وهو يقول إنه من واجبات المجتمع الدولي أن يعترف بحقيقة الأمر وأن ينظر لإسرائيل كدولة أبارتهايد، وأن يستمع المجتمع الدولي لأصوات المجتمع المدني باتخاذ إجراءات لمعاقبة هذا النظام العنصري، بوسيلة المقاطعة وسحب الاستثمارات ووضع العقوبات عليه.

فما هو الأبارتهايد، وكيف تطبقه "إسرائيل؟

 تأتي كلمة "أبارتهايد" من "لغة الأفريكانز"، وهي لغة المستعمرين الهولنديين الذين استوطنوا جنوب أفريقيا. والكلمة تعني الفصل أو التفرقة. فعندما انتصر الحزب القومي في انتخابات عام 1948 في جنوب أفريقيا، وهو الحزب الذي يمثل المستعمرين من أصول هولندية في تلك الدولة، سن جملة من القوانين التي استكملت تلك التي وضعتها الفئة البريطانية من المستعمرين منذ تأسيس دولة أفريقيا الجنوبية عام 1910.

وبموجب قوانين الأبارتهايد، حوصر الشعب الأفريقي الأصلي في بقع متقطعة غير متصلة، شكلت أقل من 13% من أرض جنوب أفريقيا التاريخية. وفرضت سلطات الاستعمار على الجميع أن يحمل كل منهم دفتر هوية استخدمته قوات الأبارتهايد، لتعرف ما إذا كان من المسموح للفرد أن يدخل أو يخرج من مكان معين.

تم اعتقال آلاف الأفارقة، بحجة وجودهم في مكان يحظر عليهم التواجد فيه، أو لعدم حيازتهم لدفاتر الهوية.
التعليقات (0)