مقالات مختارة

من جرائم حكومة الببلاوي الكبرى

أحمد منصور
1300x600
1300x600
أقيل حازم الببلاوي بينما كان يجلس في مكتبه يدير عمله ويعد لسفرته إلى إفريقيا جاءه الأمر من العسكر الذين عيّنوه فلم يكن أمامه سوى أن يكتب بيانا هزيلا مثله يلقيه أمام الكاميرات التي كانت جاهزة لبث الإقالة التي خرجت على شكل استقالة، لتكون حكومته الأكثر مسؤولية في الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب المصري.

 فكل المجازر التي تمت بعد 30 يونيو جرت في عهد حكومة الببلاوي وحتى لا تكون دماء المصريين في رقاب العسكر وحدهم فقد طلب السيسي من كل أعضاء الحكومة التوقيع على قرار مجزرة رابعة ووقعوا جميعا والذي تلكأ اتهم بالخيانة. لذلك فهم جميعا سوف يحاسبون على تلك الجرائم ومنها جريمة يكاد الناس يتناسونها لولا أن صحيفة «الجارديان» البريطانية نشرت قصتها قبل أيام بوقائع مذهلة ومرعبة ونقلت ترجمتها «الشروق» المصرية وهي جريمة مذبحة سجن أبو زعبل التي راح ضحيتها 37 سجينا من خيرة أبناء مصر بعدما تم احتجازهم ست ساعات داخل السيارة في ظروف قاسية ودرجة حرارة عالية، حيث وقعت تلك الجريمة في 18 أغسطس الماضي ولم يحاسب أحد من مرتكبيها تماما مثلما لم يحاسب أحد من مرتكبي كل الجرائم التي جرت ضد الشعب المصري منذ انقلاب 3 يوليو وحتى الآن، بل إن كل المتهمين في أحداث 25 يناير من ضباط الشرطة تمت تبرئتهم مما يعطي الأمان لكل الذين يرتكبون الجرائم من رجال الشرطة أنهم بأمان ولن يحاسب منهم أحد.

مما جاء في التحقيق الاستقصائي الذي نشرته «الجارديان» حوالي الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الأحد 18 أغسطس تم تكبيل 45 سجينا ربط كل اثنين معا فيما عدا محمد عبد المعبود الذي كان مقيدا برجلين وكان السجناء الخمسة من الشرقية آخر من حشر في عربة الترحيلات التي كانت ممتلئة بالفعل.

يقول سيد جبل ـ أحد الناجين من المجزرة ـ «قلت للضابط كيف يمكننا الركوب هناك؟ فأجاب إن السيارة تتسع لـ 70 شخصا، ودفعنا للداخل» إلا أن تقريرا فنيا أمرت به النيابة فيما بعد قال إن سعة الشاحنة لا تزيد على 24 شخصا.

يقول الناجون: إن الحرارة أصبحت لا تطاق كانوا يقفون على قدم واحدة وبدأ الأكسجين يقل والناس تصرخ من أجل المساعدة يقول عبد المعبود: بدأنا في الطرق على جدران السيارة وبدأنا في الصراخ ولكن دون مجيب. 

وداخل السيارة بدأ العديد من السجناء في التساقط مع ارتفاع درجة الحرارة، الكثير كان يهذي بينما كان البعض الآخر يسلم بعضه بعضا رسائل إلى عائلاتهم يقول سيد جبل: «بالطبع كان الأكبر سنا أول من سقط وبدأ الآخرون في إحداث ضجيج أعلى وأعلى بينما كنا نسمع من الخارج المزيد من الضحك ومن الشتائم لمرسي». 

اختلق الضباط قصة مزيفة للتغطية على جريمتهم بإلقاء الغاز داخل السيارة مما أدى لمقتل 37 ممن كانوا فيها واختتم بوصف أحد الناجين للمشهد الأخير حيث يقول «لقد مات أغلب المحشورين في السيارة الساخنة.. بعد ذلك أصبح العالم بلا معنى».

هل يعتقد الببلاوي وأعضاء حكومته حتى وإن أقيلوا أنهم لن يحاسبوا على هذه الجريمة البشعة؟

(الوطن القطرية)
التعليقات (0)

خبر عاجل