سياسة عربية

تفجير دموي في معقل حزب الله "انتقاما" ليبرود

آخر تفجيرات البقاع.. أودى بأربعة قتلى و14 جريحا - ا ف ب
آخر تفجيرات البقاع.. أودى بأربعة قتلى و14 جريحا - ا ف ب
أكدت مصادر طبية أن الحصيلة النهائية لانفجار السيارة المفخخة في النبي عثمان بالبقاع شمالي لبنان، هي أربعة قتلى و14 جريحا.

وأسفر الانفجار عن مقتل عنصرين في حزب الله، أحدهما قيادي محلي يدعى عبد الرحمن القاضي، والآخر يدعى خليل الخليل، إضافة إلى رجل وزوجته فارقا الحياة في المستشفى متأثرين بجروحهما، حسب المسؤول الأمني اللبناني.

وقال هذا المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه: "انفجرت سيارة مفخخة في قرية النبي عثمان"، مضيفا أن "انتحاريا فجر نفسه بعد أن لاحقه عناصر من حزب الله وحاولوا إيقاف سيارته بعد أن اشتبهوا به".

وذكر أن معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي سهل البقاع تعرضت مرارا لتفجيرات انتحارية أوقعت العديد من القتلى.

تداعيات سقوط يبرود

ويأتي هذا التفجير الانتحاري بعد ساعات من الإعلان عن سقوط مدينة يبرود السورية المجاورة للحدود مع لبنان بايدي الجيش السوري وعناصر حزب الله.

وكان مراسل "عربي21"، قد أفاد نقلا عن مصادر قريبة من موقع الحادث الأحد، بأن انفجار السيارة المفخخة على الطريق الدولية مساء الأحد، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم مسؤول ميداني في حزب الله وإصابة آخرين بجروح، إضافة إلى احتراق عدد من السيارات. 

وبحسب شهود عيان فإن الانتحاري الذي كان يقود السيارة المفخخة كان يسير بسرعة لافتة على طريق النبي عثمان- العين، ما أثار شبهة عدد من الشبان الذين طاردوه. وعندما طلبوا منه التوقف بادر إلى تفجير نفسه بالسيارة التي كان يقودها.

وأعلن مصدر أمني لبناني، أن 4 قتلى سقطوا في انفجار سيارة مفخخة مساء الأحد في سهل البقاع اللبناني على مقربة من الحدود مع سوريا.

وقال المصدر نفسه لفرانس برس: "انفجرت سيارة مفخخة في قرية النبي عثمان، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، بينهم قيادي محلي من حزب الله، وإصابة سبعة آخرين".

على الصعيد ذاته، تبنت "جبهة النصرة" في لبنان التفجير، حيث  أعلنت في تغريدة  لها على"تويتر" قيام فرعها اللبناني بالعملية "كرد سريع على تبجح وتشدق حزب إيران في اغتصابهم مدينة يبرود، بعملية استشهادية في النبي عثمان" متوعدة بعمليات أخرى.

وكان تنظيم يدعى "لواء أحرار السُنّة بعلبك" تبنى الهجوم الانتحاري في النبي عثمان مساء الأحد، الذي أوقع أربعة قتلى وعددا من الجرحى، وقال إنه يأتي كردّ على المعركة في مدينة يبرود السورية.

وتوجه "لواء أحرار السُنّة بعلبك" في تغريدة على"تويتر" برسالة إلى حزب الله والجيش اللبناني، قال فيها: "لحزب اللات والجيش اللالبناني الصفوي، تحضروا لمعركة يبرود في الداخل اللبناني".

وتقاتل جماعة حزب الله إلى جانب قوات الحكومة السورية ضد مقاتلي المعارضة وغالبيتهم من السنة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وتمثل يبرود المعقل الرئيسي الأخير لمقاتلي المعارضة قرب الحدود اللبنانية شمالي دمشق، وسيساعد الاستيلاء عليها الأسد في تأمين الطريق البري بين معقله الساحلي المطل على البحر المتوسط وبين العاصمة دمشق، والتضييق على خط إمداد للمقاتلين عبر الحدود من لبنان.

وتعرضت جماعة حزب الله لتفجيرات بسيارات ملغومة وإطلاق صواريخ خلال العام المنصرم في سهل البقاع وفي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بالضاحية الجنوبية ببيروت، حيث تحتفظ الجماعة بوجود قوي وقاعدة تأييد.

من جانبه، أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، عن أسفه لسقوط ضحايا عسكريين ومدنيين في طرابلس (حيث بقي الوضع مشتعلا)، وفي البقاع (حيث تدهور الوضع لأسباب بينها القصف الجوي السوري المتصاعد على بلدة عرسال وجوارها).

وأفاد بيان رئاسي بأن الرئيس سليمان أسف لسقوط الشهداء من العسكريين والضحايا من المدنيين جراء عودة التوتر إلى طرابلس ومحيطها، وتعرّض بلدات بقاعية منها اللبوة وعرسال للقصف الذي يدفع ثمنه اللبنانيون من أرواحهم وأرزاقهم وممتلكاتهم.

وأضاف أن ذلك يجري فيما لا يزال العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته وتهديداته وقصفه القرى الجنوبية.

ودعا سليمان إلى "وعي دقة المرحلة والتبصّر في ما تحمله من مخاطر يفترض بلبنان واللبنانيين أن يكونوا بمنأى عن تداعياتها السلبية عليهم وعلى وطنهم".

التدهور المستمر في طرابلس

وفي الشمال تراجعت حدة الاشتباكات بين باب التبانة و جبل محسن، وأشارت الوكالة الوطنية للاعلام إلى غياب أصوات القذائف بينما هناك رشقات نارية متقطعة. وأدّت الاشتباكات المستمرة منذ 4 أيام إلى سقوط 12 قتيلاً بينهم جندي، وسقوط أكثر من 60 جريحاً بينهم 6 عسكريين.

ميقاتي دان الانفلات

ومن جهته، دان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي "الانفلات الأمني في طرابلس"، داعياً الجميع إلى "التوقف عن العبث بأمن المدينة وأهله"، وأضاف: "لقد أمل الجميع خيراً بأن ينعكس جو التوافق على تشكيل الحكومة إيجاباً على طرابلس، وأن يكون التقاء القوى السياسية كافة مناسبة لوقف جولات العنف التي عانينا منها كثيراً".
 
التعليقات (0)