سياسة عربية

جدل حول التغطيات الإعلامية لقضايا "الإرهاب" بتونس

الأمن التونسي يقتل أحد المسلحين - أرشيفية
الأمن التونسي يقتل أحد المسلحين - أرشيفية
شكلت التغطيات الإعلامية للمواجهات الأمنية  المتكررة مع المسلحين وعمليتي تصفية السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي؛ محل نقاش حاد في تونس بين أهل الاختصاص والمجتمع المدني ومؤسسات الدولة وأهمها وزارة الداخلية المسؤول الأول عن مكافحة "الإرهاب".

وقد علق الأستاذ في معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس والباحث في علوم الاتصال صادق الحمامي على التعامل الإعلامي  مع ملفات الإرهاب بالقول " المؤسسات الإعلامية إجمالا تمر بفترة تعلم لقواعد التعامل مع هذا الملف الحساس جدا، ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض الأخطاء نظرا لجدّة هذا النوع من التغطيات على الوسط الإعلامي التونسي عموما". كما أشار الحمامي في تصريحه لصحيفة "عربي21" بأن تونس تشكو نقصا حادا في صحفيي الاختصاص؛ مما أنتج هزالا في نوعية التغطيات. 

من جهتها، سارعت وزارة الداخلية بعد تتالي عمليات العنف وحدوث مواجهات أمنية  متكررة مع مسلحين إلى إصدار بيانات تدعو فيها وسائل الإعلام البصرية والسمعية والمكتوبة الخاصة والعمومية إلى تفادي ما تسميه "نشر الأخبار المغلوطة" والتحلي بالمسؤولية قبل نشر أي معلومة في خصوص العمليات الأمنية الحساسة. وطالبت الوزارة الصحفيين بالتعامل معها على أنها المصدر الرئيسي للأخبار وانتظار بياناتها التي "تحمل الرواية الصحيحة" لإذاعتها بحسب ما جاء في بيان صدر عن الداخلية بعيد العملية الأمنية التي قُتل فيها كمال القضقاضي المسؤول الأول عن اغتيال السياسي شكري بالعيد في فيفري/ شباط 2013. 

وقالت وزارة الداخلية أن التغطيات الإعلامية يمكن أن تكشف بعض الخطط الأمنية وتساعد المسلحين على الإفلات من قبضة الأمن ويمكن أيضا أن تكشف تمركزات رجال الأمن الميدانيين مما يسهل استهدافهم من قبل المتربصين بهم، ويعرضهم إلى الخطر بحسب تأكيدات وزارة الداخلية في بياناتها المتكررة.

نقابة الصحفيين التونسيين هي الأخرى توجهت إلى أبناء القطاع  ببيان أكدت فيه ضرورة ممارسة دورهم في "التصدي للإرهاب" مشددة على عدم فسح المجال أمام أي خطاب يبرّر العنف أو يدافع عن الإرهابيين منادية  بضرورة فضح كل ما من شأنه توتير الأوضاع العامة أو يهدد الانتقال الديمقراطي.

من جهتها اعتبرت الصحفية نجلاء بن صالح أن بيانات الداخلية تتعارض مع  حق الصحفي في النفاذ إلى المعلومة، مشيرة في تصريح لـ"عربي21 " إلى أن الصحفي له من المسؤولية ما يمكنه من تمييز الأخبار  القابلة للنشر من الأخبار التي يمكن أن تهدد الأمن العام. 

 لكن هذا لا يمنع حسب تقدير نجلاء  من الاعتراف بأن الصحفيين في حاجة إلى تكوين وتدريب كثير على التغطيات باعتبار أن هذا النوع من الأحداث  جديد على الساحة الإعلامية المحلية.

من الجدير بالذكر أن ابن علي كان يمنع الإعلام الخاص والعام  منعا باتا من تغطية أخبار حول العمليات الأمنية بل ويعاقب كل ما يحاول نشرها عقابا شديدا وفرضه تضييقات كبرى على العمل الصحفي.
التعليقات (0)