قضايا وآراء

لا للفكر الوهابي في المنطقة

محمد الصادق بن يحي
1300x600
1300x600
أحداث غرداية تشهد تدهورا وتوترا متصاعدا ومع ذلك لم نفقد الأمل والثقة في دولتنا العزيزة التي نأمل لها فألا جميلا يختلف عما يحدث اليوم في الدول الشقيقة ..

لكن بعض وأركز على كلمة - بعض - الهمج من البدو الرحل ممن ينسبون أنفسهم زورا إلى مذهب الإمام مالك بن أنس - رحمة الله عليه – ومالك منهم براء أرادوا أن يخضعوا المذهب المعتدل النظيف لأهوائهم ونزواتهم وأحقادهم العرقية الضيقة على منطق لطالما سمعناه من بعضهم " لَعْبَة وَلاَ حَسْدَه " فزوروا التاريخ ولفقوا الفتاوى وسلكوا مسلك الإرهاب والتخريب التي طالت حتى أعضاء شرفاء نزهاء من الأمن الوطني ،وبرروا أفعالهم وأقوالهم بحق لهم في " الإنصاف " لكنه حق يراد به باطل ، همشوا وأسكتوا المعتدلين الطيبين من فقهاء المذهب المالكي وأرخوا العنان لحناجر الطائفية والعنصرية فصنعوا مظاهرات بمتليلي الشعانبة يصرخون بأعلى صوتهم " لا إلــه إلا الله والإباضي عدو الله " ..كما تشاهدون هنا :
https://www.youtube.com/watch?v=mDOOM3PDawI

ألقوا غضبهم وغلهم الدفين على قوم ذنبهم أنهم حافظوا على حضارة أمازيغية امتدت لقرون واعترف بها العدو قبل الصديق .. ذنبهم أن يتوكلوا على الله ويعتمدوا على أنفسهم ..ذنبهم أنهم ساهموا في إنعاش التجارة الجزائرية والاقتصاد الوطني .. ذنبهم أنهم أسسوا نظما اجتماعية وتربوية تسهم في تأطير الشباب والأطفال والنساء وحمايتهم من الانحراف والجريمة ... ذنبهم أنهم يؤثرون على أنفسهم حتى في تقلد المناصب السامية في الدولة .. ذنبهم أنهم يعشقون الجزائر ويحبطون كل محاولات تسعى للانفصال ويتبرؤون منها حتى ولو تورط فيها بعض من أبنائهم ... ذنبهم أنهم مسالمون .. ذنبهم أن عقيدتهم تنهاهم عن القتل والسلب بغير حق لأنهم سيخلدون في عذاب مقيم لو تجرأو .. ذنبهم أنهم صبروا رغم استشهاد 05 من أعز رجالاتهم تاركين أيتاما وأرامل وآباء يحتسبونهم شهداء في سبيل وحدة الجزائر ... ذنبهم أنهم يثقون في دولتهم ولم ينادوا للفوضى ولم يخرجوا على النظام .. ذنبهم أنهم رفضوا فصل الصحراء ...ذنبهم أنهم يرون التنوع حق من حقوق الجزائر .. وقائمة الاتهام كثيرة لكنها تتنافى ومنطق الجزائري الأصيل ...الجزائري الذي اعترف لهذه الفئة المؤمنة بحب العلم والعمل والوطن مثلما ستشاهدون هنا :

https://www.youtube.com/watch?v=CBGk-W_OMXk

بغض النظر عن الأطراف ، لو نجعل الأفعال والأقوال التي تنزعج منها جوهرة ميزاب اليوم في الميزان لذهب مؤشر الميزان إلى ما يحدث في العراق من تناحر القبائل العربية وفي سوريا واليمن ومصر وليبيا وجبل الشعانبي بتونس من أعمال إرهابية ، .. لكن أحسب أن بلادي العزيزة وشعبي العزيز الكريم أعقل من أن تنطلي عليه حيل العدو الذي غرس " الفكر التطرفي المعصرن " على هيئات شباب منحرف بدل أقمصة سوداء ولحى عوجاء و...ولعل آخر ما يدل على صدق هذا الطرح الإرهابي الذي ألقت عليه الجهات الأمنية القبض في عين طاية وهو يريد تفجير إحدى السفارات الغربية كأن الأمر سيخفف الآلام عن ضحايا غزة وسوريا وبورما و.......... ، .
ليت وزارة الشؤون الدينية والاوقاف تستعيد دورها الريادي في قيادة عقول وأفئدة الناس نحو الاعتدال .. لتكون نعم العون للتنمية والإنتاج في وطننا الحبيب وليت مسئولونا يحترمون قدر العلماء فذلك خير من الملايير التي ستنفقها الدولة في ترقيع ما فعله التيار الإجرامي بدل صرفها في مشاريع بناء أخرى .

مهم أن نرد الاعتبار لجمعية علماء المسلمين الجزائريين التي يناضل فيها رجال شرفاء .

ليت أحزابنا تنصح لله وللوطن وللمواطن وتصدق مع نفسها وتقضي على ذهنية فاسدة ولدت هذا الانسداد الأعمى في وطننا ذهنية " السياسة نفاق " ليتنا نأخذ جوهر الإسلام ونتجاوز المظهر إلى ما يجعلنا مؤمنين متحدين منتجين يضرب بنا المثل في الثبات كما كنا مرجعا في تقليم أظافر كل من تسول له نفسه العبث بالسلم والأمن والوطن .

الجزائر جميلة بتنوعها ، قوية بعلمائها ، ثابتة بمبادئها حرة بعقلائها يرعاها رب السماء .

ويبدو جليا مع تجدد الأعمال الإرهابية في حق الميزابيين بغرداية أن التنظيمات الإرهابية قد أعياها العمل في الجبال ففكرت في المدن والحضارات .. قد تعب أتباعها من العباءات السوداء واللحى العوجاء فظهروا على هيئات شباب منحرف ... الغاية عندهم تبرر الوسيلة .
تيقنتورين كانت قبلتهم الأولى لإخضاع عدوهم اللذوذ ( المخابرات والجيش ) لكن الرد كان ميدانيا وحاسما .. فغيروا خطتهم وتوجهوا صوب ميزاب - ( حيث أهل الاستقامة الذين يعتبرون لدى مصاصو الدماء بالخارجين عن الملة ) - المصنف والمحمي كتراث عالمي علهم يفلحون في إعلان " إمارتهم " ومهاترتهم السخيفة وكلهم ثقة أنهم سيعجزون الجيش ويطرحون أمامه بطاقة      " التدخل الخارجي " بتأشيرة أممية ..

من يدري ربما يتحينون الفرصة المناسبة .. هدم الأضرحة من مظاهر هؤلاء ... تتبعوا ما يحدث في دول الجوار ستدركون أن نهاية الطغيان كانت بداية لطغيان أخطر منه بلباس ديني .. هو طغيان التكفير والتدمير فهل نحن واعون . 
التعليقات (0)