مقالات مختارة

أمتنا العربية ليست أمة فاشلة

1300x600
1300x600
كتب محمد المسفر: تمر أمتنا العربية بأخطر مراحل حياتها في عصرنا الراهن، رغم أنها شهدت في النصف الثاني من القرن العشرين نهضة في كل المجالات إلا أنها لم تكتمل لأسباب وأسباب ليس هذا مجال شرحها.

في ذلك التاريخ أي مطلع النصف الثاني من القرن الماضي تخلصت أمتنا من الاستعمار البريطاني والفرنسي، تخلصنا من الأحلاف "حلف بغداد" على سبيل المثال لا الحصر، التي كادت أن تؤدي بنا إلى الهاوية، حققنا نهضة تعليمية وسادت سياسة مجانية التعليم في معظم الأقطار العربية واشتعلت الحرب على الأمية وبرزت المقاومة الفلسطينية. لا أريد أن أدخل في تفاصيل ما أنجز فذلك تاريخ مشهود وأدعو الجيل العربي الصاعد إلى العودة إلى تاريخ الإنجازات وإمعان النظر فيما أنجز وما تعذر إنجازه وأسباب الحيلولة دون الإنجاز.

 لا جدال بأن أمتنا العربية أيضاً فشلت في أمور وقضايا كثيرة وأهمها عندي فشلنا في تحرير فلسطين من الدنس الصهيوني واسترجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه، وبناء تنمية عربية شاملة وبناء قوة عسكرية يعتد بها عن طريق تصنيع ما نحتاج إليه من سلاح وآلات ومعدات ومنسوجات نواجه بها جحافل الطامعين، فشلنا في بناء جيش عربي بعقيدة عربية قادرة على مواجهة القوى الزاحفة على أوطاننا، فشلنا في القضاء على الأمية والتبعية والتخلف بكل معانيه تحت ذرائع مختلفة، فشلنا في تحقيق وحدة اقتصادية ننافس بها اقتصاديات العالم، علما بأن الوطن العربي حباه الله بثروات طبيعية وتنوع مناخاته وتعدد إنتاجه التي لا تتمتع بها دول كثيرة، فشلنا في بناء مجتمع عربي تعددي يسير نحو بناء مجتمع ديمقراطي / شوروي يحقق للإنسان العربي الحرية والعدالة والمساواة، فشلنا في كل ذلك، ليس لأن العرب كما يقول عنهم ابن خلدون (1332 ــ 1406) أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم "لكن لأسباب كثيرة ومتعددة قد نأتي عليها في أعداد قادمة". 

 (2) 

 حقا لقد تجمعت لأمتنا العربية كل أسباب التفوق والانتصار والرخاء لكن القادة أهملوا شعوبهم واستبدوا بثرواتهم وبذّروها في غير مكانها ومارسوا عليهم كل أنواع القمع والإكراه ولاحقوهم في كل مكان تحت ذريعة القضاء على الشيوعية ثم على الإرهاب والإرهابيين حديثا وراحوا ينشدون التأييد لسياساتهم وممارساتهم تلك من دول أخرى خارج مجال الأمة العربية. إن أمتنا العربية لا تستحق كل ذلك الظلم والاستبداد والإذلال وهدر كرامة الإنسان من قبل الحاكم العربي وبطانته. والحق أنه، ليس هناك منطقة في العالم تتكالب عليها القوى كما يتكالبون على أرض العرب من المحيط إلى الخليج من الفرس إلى الروم ومن بريطانيا إلى فرنسا وهولندا والبرتغال والأسبان والصهيونية وغير ذلك من الأمم، لماذا؟ هل لأننا أصحاب رسالة عالمية "الإسلام" يرفضها الشرق والغرب؟ أم لأننا أمة مستعصية على هيمنة الدول الأخرى ويعملون على تفكيكنا من الداخل بواسطة حكام نُصّبوا علينا دون رغبة منا يسوموننا سوء العذاب كما يفعل نوري المالكي ورهطه إنتاج الاحتلال الأمريكي للعراق، وبشار الأسد وعصابته ومن تبقى من فلول الماضي في مصر واليمن وليبيا. إن شباب الجيل العربي الصاعد في حاجة ماسة إلى وقفة تأمل جادة فيما نحن فيه وما يرسم لأمتنا العربية من خطط وبرامج تستهدف روح الشباب لتدميرهم عن طريق تعليم سطحي، وإشغاله عن هموم أمته عن طريق أدوات اللهو وهدر الزمن.

 (3) 

يدور بين شباب الأمة اليوم مقولات متعددة منها، الأمة العربية أمة فاشلة، وتاريخها مزور... إلخ، مقولات تتردد على ألسنة الكثير من الشباب ومع الأسف يرددها الكثير من بعض أصحاب الرأي، وهنا يجب أن نتوقف لنحلل أسباب تلك المقولات الدافعة إلى اليأس والقنوط. يكذب من يقول إن أمتنا العربية أمة فاشلة فنحن بناة حضارة وأصحاب مشروع إلهي ودنيوي والأمة صاحبة المشروع ليست فاشلة، تتعثر خطاها ولكن سرعان ما تنطلق عندما تتهيأ لها الظروف والرأي عندي أن أسباب العثرات التي تعتور طريق أمتنا ترتكز في قصور الحكام وحول مكاتبهم وعبر مثقفي السلطة والسلطان وما أكثرهم. إن أمة فرضت عقيدتها على أكثر من مليار من البشر ليست أمة فاشلة بل أمة فاعلة، ولو لم تكن كذلك لما تكالبت عليها قوى الشر من كل مكان ولم تترك لهذه الأمة لحظة لتجمع قواها وتعيد خطط تعليمها. إذا كان تاريخنا مزورا فعلينا نحن أصحاب القلم إعادة كتابة التاريخ لنزيل عنه تهمة التزوير.

 آخر القول: إن أخطر ما يواجه العرب هو حرب التيئيس من تاريخهم وثقافتهم ولغتهم، الرئيس الصيني أمام مؤتمر الحزب الشيوعي دعا الشعب الصيني إلى رفض هيمنة الثقافة الغربية على الصين ودعا الصينيين بالتشبث بالهوية الصينية. فهل يفعل قادتنا كما فعل قادة الصين؟

(بوابة الشرق)
التعليقات (2)
انوناكي
الخميس، 24-05-2018 07:22 م
الأمة العربية أفشل أمة على كوكب الأرض ولا استبعد أن تكون الامة العربية أفشل أمة في مجرة درب التبانة
صلاح ابو احمد
السبت، 05-04-2014 12:55 ص
من سخريات القدر ان يخرج علينا المسفر الذي كنا نجله ونحترامه بترهات عن الامة العربية ودولته جعلت الامة العربية امه عاهرة وقواده