مقالات مختارة

الأسد رئيسا وأوكرانيا فيديرالية

موناليزا فريحة
1300x600
1300x600
كتب موناليزا فريحة: ليست الرسالة التي نقلها الزائر الروسي عن الرئيس بشار الاسد موجهة الى فلاديمير بوتين. الرئيس الروسي يدرك تماماً أن الاسد ليس فيكتور يانوكوفيتش. لا حاجة للأسد الى ان يذكره بأنه باق، حتى وإن دمّرت سوريا. لا ضرورة لان يحدد له موعد انتهاء الاعمال العسكرية. موسكو ليست مستعجلة. سنة أو أكثر لا فرق. فالحرب الباردة لاتزال في أولها بينها وبين واشنطن، والنزف السوري يبقى ورقة روسية رابحة في أي مقايضة محتملة.

كلام الاسد أشبه برسالة الى من يهمه الامر. فيه قدم نفسه مجدداً ضمانة للاستقرار في سوريا. وعبره عرض عناوين عريضة لـ"برنامجه" الانتخابي، تاركاً لضيفه توقع ترشحه وفوزه لان "غالبية" الشعب السوري ستعطيه صوتها.

منذ الاتفاق الكيميائي بين واشنطن وموسكو، بات شبه مؤكد أن الاسد سيترشح لولاية جديدة. عاد الرجل الى المعادلة السياسية ونجح حلفاؤه في قلب المعادلة العسكرية لمصلحته. وأخيرا، بدأت تتوالى الاشارات هنا وهناك الى أن الموسم الانتخابي انطلق. بعد القانون الانتخابي الذي يمنع معارضي الخارج من الترشح، انطلقت سمفونية التأييد لولاية جديدة للأسد. وفي وقت واحد تقريبا، حصل على دعم واضح ومباشر من ايران عبر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بقوله إن مرحلة اسقاط الاسد انتهت، وآخر غير مباشر من موسكو من خلال كلام رئيس الوزراء الروسي سابقا سيرغي ستيباشين.

بالمعايير الدولية، ليس مألوفا مشهد اعادة انتخاب رئيس متهم بالمسؤولية عن حرب أهلية. ولكن لا العالم الذي أظهر عجزا فاضحا عن تطبيق القوانين الدولية في الحرب السورية، قادر على منع الاسد من الترشح، ولا الاسد يبدو في وارد الوقوف عند رفض الغرب لخططه. أما بمعايير حلفائه ، فيبدو الرئيس السوري في افضل موقع للترشح منذ بدء الانتفاضة السورية.ميدانيا، استعاد النظام جزءا كبيرا من المناطق التي كانت سقطت في أيدي الثوار، وآخرها في منطقة القلمون وفي ضواحي دمشق، بغض النظر عما اذا كانت هذه المناطق تحولت ركاما وصارأهلها لاجئين في دول الجوار. واقليميا كما دوليا، لا يمكن الاسد أن يحلم بظروف افضل.الخلاف السعودي - القطري لا يزيد المعارضة الا ارباكا، والاشتباك الغربي - الروسي في أوكرانيا يعزز على الأقل حتى الان، تمسك الكرملين بالاسد.

بعد حرب دموية دخلت سنتها الرابعة، وعلى رغم سقوط أكثر من 140 ألف قتيل، لن يكون لسوريا رئيس جديد هذا الصيف. فبينما ينشغل العالم في ما اذا كان يجب انهاء نزع الاسلحة الكيميائية السورية أولاً أو دعم المعارضة السورية ، أم فرض عقوبات على الكافيار الروسي قبل الفودكا ، صار في حكم المؤكد أن الاسد سيُنتخب لولاية جديدة، وليس مستبعدا أن نفيق قريبا على شرق أوكرانيا دولة مستقلة، وربما أيضاً... جزءا من روسيا!.

(النهار اللبنانية)
التعليقات (0)