ملفات وتقارير

محللون: صراع سوريا لا يميل لصالح أحد وإيران دعامة الأسد

الأسد يعتقد أنه بدأ يحسم المعركة لصالحه - عربي 21
الأسد يعتقد أنه بدأ يحسم المعركة لصالحه - عربي 21

يستعد الرئيس السوري بشار الأسد لخوض الانتخابات السورية في السابع من شهر أيار/ مايو المقبل، فيما يحشد قواته للسيطرة على عدة مواقع مهمة فقدها سابقا تقع تحت سيطرة قوات المعارضة، ليعلن، الأحد الماضي، بأن الأزمة السورية دخلت منعطفا لصالحه، الأمر الذي رفضه محللون عسكريون.

وقال المحلل العسكري واللواء الأردني المتقاعد فايز الدويري لـ"عربي 21"، الثلاثاء، إنه "لا يوجد هناك مؤشرات بأن الدفة تميل لصالح النظام السوري"، نافيا المزاعم التي أطلقها الأسد أن تكون صحيحة، مضيفا أن النظام حتى اللحظة "غير قادر على حسم المعركة لصالحه وكذلك المعارضة".

وأشار إلى أن صمود الأسد يعود إلى الدعم الإيراني له عسكريا، إلى جانب أن الانشقاقات في بنية جيشه "محدودة"، حيث أن أغلب الضباط في الجيش النظامي هم من العلويين، و"لم نر أي انشقاقات يمكن أن توصف بالكبيرة أو الكثيرة".

وألمح إلى أن النظام يمكن له أخذ رهائن من أقرباء الضباط الذين لديه لمنعهم من الانشقاق.

وتابع أن القوات الإيرانية هي التي تقاتل على الأرض بحوالي 21 لواء شيعيا، والذين يشكلون ضغطا على المعارضة السورية، وهم يقومون بتدريب ضباط ميدانيين في الجيش السوري، وصنع خبراء عسكريين، عدا عن الدعم العسكري والبشري والسياسي.

وتوحي الخارطة العسكرية بحسب الدويري إلى غير ما ذهب إليه الأسد، فكلما تقدم النظام في منطقة ما تقدمت المعارضة في منطقة أخرى.

وأشار المحلل العسكري إلى أن إيران فتحت خطا ماليا مفتوحا بملايين الدولارات لدعم النظام، "عدا عن الدعم الجوي"، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه مطارات النجف في العراق، والدور السياسي الروسي والإيراني في المجتمع الدولي.

وعسكريا، قال الدويري إن النظام لديه اليد العليا في القلمون وحمص ومناطق في ريف دمشق وأحياء ببعض المدن، وبالنسبة للمعارضة فهي تسيطر على منطقة الساحل وكسب وريف حلب، إلى جانب إدلب ومناطق أخرى، وذلك يدعم أن النزاع السوري لا يميل لأن ينعطف لصالح أحد أطراف النزاع ولكنه يشهد تقدما لقوات الأسد.

ووافق اللوء المتقاعد الأردني مأمون أبو نوار ما ذهب إليه الدويري، قائلا لـ"عربي 21" إن النزاع في سوريا يشكل "حرب استنزاف"،  فطالما هناك جيش منظم ودعم مالي فهناك استمرارية كاملة.

واعتبر أن النظام لا يستطيع إعادة السيطرة على كثير من المناطق التي فقدها، وكذلك المعارضة لا تملك إسقاط النظام نهائيا، ومن المبكر -بحسب أبو نوار- استنتاج ما يحدث من معارك لا سيما "معركة الأنفال" في الساحل السوري. 

وقال إن الأسد يحشد قواته لإعادة مناطق فقدها من خلال اعتماده على الأسلحة الثقيلة، ومنها سلاح الجو، ويريد استهداف مناطق يتمركز فيها الثوار، ولكنه يواجه صعوبة مع تنقلات الثوار، حيث من الصعب إلحاق خسائر كبيرة بقوات المعارضة وهذه الحال.

"حلب وضعها الغربي جيد للثوار" قال أبو نوار، مضيفا أن "المعارك هناك متزامنة مع معركة الساحل، وهناك جهود ملحوظة لهم، ولكن ذلك لا يعني الكثير".

وبالنسبة لمعارك العاصمة السورية دمشق، فاعتبر المحلل العسكري أن سيطرة النظام على القلمون سيؤثر بالتالي على الغوطتين، "حيث من المتوقع وقوعهما تحت سيطرة الأسد"، والمخطط الآن يجري بالتقدم إلى دمشق، "فالثقل الناري للقوات النظامية يلعب دورا كبيرا هناك".

ولكنه يقول إن كفة الميزان ليست راجحة للأسد رغم تقدم قواته، فمعركة كسب على سبيل المثال كانت مفاجئة له، ولم يتوقعها، كذلك الحال في محيط خان شيخون ومناطق أخرى.

ويرى أبو نوار أن الوضع الحالي للصراع  "إن بقي كما هو سوف تزداد مساحات السيطرة لصالح الأسد"، فالمعارضة تحتاج لسلاح ثقيل لمقاومة عتاد القوات النظامية.

وأضاف أبو نوار أن الثوار يعانون الفرقة، "الأمر الذي يضعفهم"، فهم يحتاجون إلى قيادة موحدة باتفاق المحللين، و"عليهم السيطرة على ما يملكون من موارد".

ويؤيد اللواء المتقاعد تصريحات إيران الأخيرة أنه لولا قواتها الحليفة للأسد ما استطاع الأخير إعادة السيطرة على كثير من المواقع المهمة، ونسبت القوات الإيرانية النصر لها، ويقول أبو نوار معلقا على ذلك بأن القوات النظامية كانت تعاني النقص في القوة البشرية، إلى جانب ضعهم في حرب العصابات، وحاجتهم إلى الخبرة القتالية، فجاءت إيران لتسد نقاط الضعف هذه.

ويرى المحلل العسكري أن قوات "الشبيحة"، كلما قويت مواردهم العسكرية وأصبحت لديهم القوة الخاصة، فربما نلحظ مستقبلا انفصالهم عن الأسد لتحقيق مكاسب شخصية.

ويخشى أبو نوار أن الحل في سوريا أصبح صعبا جدا، و"لا حل سريع للوضع السوري"، حيث أنه مخطط لها بأن يطول النزاع فيها، لإرهاق أطراف النزاع وكسر معادلة التوازن.

وكانت القوات النظامية السورية استعادت، الاثنين، السيطرة على مدينة معلولا في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق، والتي خرجت بشكل شبه كامل من أيدي مقاتلي المعارضة.
التعليقات (0)