ملفات وتقارير

الإخوان: حراكنا سلمي وساحته مصر ولا أنشطة لنا خارجها

محمود حسين - أرشيفية
محمود حسين - أرشيفية
تعرضت جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى حملة غير مسبوقة من القمع والاضطهاد وملاحقة أفرادها في كل مكان، وكان ذلك متزامنا مع حملات "الشيطنة" التي شنها الإعلام المصري، ضد قياداتها وكوادرها والرئيس المنتخب محمد مرسي.

وتزايدت وتيرة الهجمة عقب الإطاحة بالرئيس، في انقلاب عسكري دموي في 3 تموز/ يوليو 2013، أسفر عن قتل الآلاف واعتقال عشرات الآلاف من مؤيدي الشرعية ومناهضي الانقلاب، وأكثرهم من الإخوان أو مناصريهم. ولم تتوقف إلى اليوم حملات القمع والتشويه، كما أن التحركات المناهضة لم ينطفئ أوارها كذلك.

وفي السياق نفسه، صرح الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمود حسين، في بيان نشرته الجماعة الجمعة (25  من جمادي الآخرة 1435ه – 25 نيسان/ إبريل 2014 م)، بأن بعض الصحف المصرية دأبت على إشاعة أخبار عن الجماعة وقياداتها، تفيد إما بتواجدها في بلدان بعينها أو أنها تقوم بأنشطة تتعارض مع مبادئ الجماعة.
 
وقال الأمين العام في بيان الجماعة: "نود أن نؤكد أمام شعوبنا والعالم أجمع- على ما أعلناه مرارا - من مبادئ ومواقف، أن الجماعة تربي أبناءها دوما على الالتزام بالإسلام عقيدة وعبادة وسلوكا وأخلاقا، وضرورة التزام جميع أفرادها وقياداتها بالابتعاد عن أية أعمال أو أقوال من شأنها أن تسيء لأي دولة يعيشون فيها أو يعملون بها، وأن يكونوا حريصين على أمن وسلامة هذه البلاد تماماً كحرصهم على سلامة وأمن مصر، وهو ما يشهد به تاريخ الجماعة الطويل في كل بلد عاش فيه أعضاؤها".
 
وأضاف أن جماعة الإخوان "منذ نشأتها وهي ترفض العنف وتدينه، وأن بناء الجماعة لم يشهد تكوين أي هيئات أو مؤسسات أو تشكيلات تعتمد مبدأ القتال، سوى لتحرير الأوطان من كل غاصب أو معتد أجنبي".

وشدّد البيان على أن "الإخوان لم يواجهوا أبدا ما يقع عليهم من اضطهاد إلا بالوسائل السلمية، وأن منهج التغيير الذي تؤمن به (الجماعة) عقيدة ثابتة، وتؤكده مسيرتها العملية لأكثر من ثمانين عاما يقوم على النضال السلمي لتحقيق رؤيتها في التغيير والإصلاح". 

ونبّه إلى أن "استدعاء أحداث سابقة لا ينبغي أن يتم إخراجه من سياقه، فالجماعة تفخر بأنها كانت ضمن القوى التي قاومت الاحتلال الأجنبي لمصر بكل أشكاله، و(الإخوان) يعتبرون هذا واجبا وطنيا على كل مصري".

وأوضح البيان أن "الجماعة وهي تدعو أبناء الأمة للدفاع عن حريتها والشرعية المغتصبة، تعلن بوضوح أن ساحة العمل الأساسية هي مصر، وأن الأمل معقود بعد الله سبحانه وتعالى على الحراك الشعبي السلمي المبدع والأسطوري الذي يقوم به شباب ونساء مصر في كل مدنها وقراها، وأنهم لا ينطلقون من أي مكان آخر". وأضاف أن "محاولة التسويق الإعلامي بأن الإخوان يتحركون من أماكن أخرى أو باتفاقيات مع دول أخرى، هو إهانة للشعب المصري صاحب الحق في التغيير، و(محاولة) لتقطيع أواصر الأخوة بين مصر وشقيقاتها ومحاولة فاشلة للتقليل من قيمة وأثر حراكه".

وفي ختام البيان، أكدت الجماعة أنها "ملتزمة بهذا المنهج ومؤمنة بهذا الفكر، ولن تتخلى عنه أو تتبع غيره مهما كانت المحاولات وقسوة الجرائم والانتهاكات التي تواجه بها عملها، ومهما كان العنت والإيذاء الذي يصيبها جراء ذلك، محتسبة عند الله كل تضحية مهما كانت غالية عند صاحب الأمر سبحانه وتعالى.. فالله غايتنا". 

يذكر أن حدة الهجمة الإعلامية والأمنية على جماعة الإخوان في مصر، بلغت حدّ إعلانها مؤخراً من قبل السلطات الحالية "جماعة إرهابية"، بل وتم إصدار القرارات بحظرها وحظر أنشطتها التي لم تبلغ في طبيعتها أكثر من الدعوة إلى التظاهر السلمي للمناداة بعودة "الشرعية" وزوال "الحكم العسكري".

يشار إلى أن "الإخوان المسلمين" هي جماعة إسلامية، تصف نفسها بأنها "إصلاحية شاملة". وتعتبر أكبر حركة معارضة سياسية في كثير من الدول العربية، أسسها الإمام المجدّد حسن البنا في مصر في آذار/ مارس عام 1928، كحركة إسلامية، وسرعان ما انتشر فكر هذه الجماعة، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول، ووصلت الآن إلى 72 دولة، تضم كل الدول العربية ودولاً إسلامية وغير إسلامية في القارات الست.
التعليقات (0)