سياسة عربية

غضب من تشبيه "فهمي" لعلاقة أمريكا ومصر بـ"الزواج"

وزير الخارجية المصري نبيل فهمي - ا ف ب
وزير الخارجية المصري نبيل فهمي - ا ف ب
أثارت تصريحات وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، الذي يزور الولايات المتحدة حاليا، غضبا شديدا في مصر، خاصة بين مؤيدي الانقلاب بعد تشبيهه العلاقة بين مصر وأمريكا بـ "الزواج".

وقال فهمي في مقابلة أجرتها معه الإذاعة العامة الوطنية الأمريكية في واشنطن: "إن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة علاقة زواج شرعية وليست نزوة تستمر لمدة يوم واحد"، مشير إلى أن القاهرة تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها طويلة الأمد مع واشنطن، بالرغم من التوترات التي شابت العلاقة بين الجانبين مؤخرا.

وقالت صحف مصرية إن مشاورات تجرى في رئاسة الجمهورية بشأن إقالة وزير الخارجية نبيل فهمي، بعد تصريحاته الأخيرة، وما أحدثته من غضب للرأي العام المصري، ومطالبات قوى سياسية ومنظمات بإقالته.

مطالبة للحكومة بالاعتذار

وأصدر التيار الشعبي المصري، الذي أسسه حمدين صباحي المرشح لرئاسة الجمهورية، بيانا أكد فيه رفضه وإدانته لتصريحات وزير الخارجية، وطالب الحكومة بتقديم اعتذار للشعب المصري عما بدر من الوزير.

وأوضح التيار الشعبي فى بيانه، الذي تلقت "عربي 21" نسخة منه، أن فهمي خرج عن لياقة التصريحات الدبلوماسية، وأن السلطة الانتقالية تقدم نفسها بهذه التصريحات كوريث لنظامي مبارك والإخوان، وكمنفذ للسياسات الأمريكية والأمين على مصالح واشنطن في المنطقة.

وأضاف أن التصريحات جاءت مخيبة للآمال بعد "ثورتين"، مؤكدا أن الاستقلال الوطني شرط أساسي لتحقيق أهدافهما، وأنه لا يمكن الحديث عن حرية وطن أو مواطن، أو نظام اقتصادي وطني يضمن توزيعا عادلا للثروة على المواطنين، في ظل سياسات التبعية المستمرة منذ 40 عاما.

وعلق "محمود بدر" مؤسس حركة "تمرد"، على تصريحات نبيل فهمي، في تغريدة على "تويتر" بقوله: "على فكرة يا وزير الخارجية الزواج الشرعي ده فيه طلاق برضه، وبالتلاتة كمان".

وأضاف قائلا: "طب بذمتك في راجل يقبل أن مراته هي اللي تصرف عليه وتمنع معوناتها بمزاجها".

"ليه بعتنا؟"

وأعلن كثيرون عن غضبهم من تصريحات الوزير، وقالوا إنها تناقض الأعراف الدبلوماسية التي تستلزم التدقيق في المفردات المستخدمة أثناء المؤتمرات الصحفية، أو اللقاءات السياسية.

وشن المذيع عمرو أديب هجوما حادا على نبيل فهمي وزير الخارجية بسبب تصريحاته الأخيرة، وقال: إنه لا يصلح أن يكون وزيرا للخارجية، مطالبا رئيس الجمهورية المعين عدلي منصور بإقالة الوزير على خلفية هذه التصريحات.

وأضاف أديب خلال برنامجه على قناة "اليوم"، لوزير الخارجية نبيل فهمى، "ليه كده يا نبيل؟ ليه بعتنا؟"، متابعا: "ليه تخلي صورة مصر سيئة بره؟".

والتقى فهمي في واشنطن الأربعاء بوزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيجل بمقر البنتاغون، كما أنه التقى قبل ذلك وزير الخارجية جون كيري.

وقبلها عقد وزير الخارجية لقاء مع اللوبي اليهودي في أمريكا، لمحاولة إقناعهم بأن مصر تحارب الإرهاب، وأنها تحتاج إلى دعمهم في مواجهة الإخوان المسلمين، وهو ما أثار انتقادات عديدة في مصر.

من جانبه، أكد أحمد عبد الحليم عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن وزير الخارجية "لم يكن موفقاً على الإطلاق في تصريحه، ويؤسفني أن تستخدم هذه العبارة".

وأشار في تصريح لقناة "صدى البلد"، إلى أن الوزير قصد من هذه العبارة طمأنة الولايات المتحدة الأمريكية، بأن مصر لا تسعى لقطع العلاقات معها، لكنه تشبيه مرفوض ويجعل أمريكا تفرض سيطرتها على مصر.

مستفز ومهين

وطالب محمد أبو حامد، عضو مجلس الشعب السابق، وزير الخارجية نبيل فهمى، بتقديم استقالته، بعد وصفه "المستفز والمهين" لعلاقة مصر بأمريكا.

وتابع أبوحامد في تغريدة على "تويتر": "الوزير نبيل فهمي، وبعد أدائه الضعيف وغير المعبر عن طموحات المصريين بعد "ثورة 30 يونيه"، يهين الشعب المصري كله بهذا التصريح، ولفظ الزواج قد يصف علاقة الوزير نبيل فهمي بأمريكا، لكنه يستحيل أن يصف علاقة مصر بأي دولة أيا كانت".

وقال فهمي  في تصريحاته التي نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية: "إن قضاء مصر مستقل ولا يتم استغلاله كأداة ضد المعارضة"، مؤكدا أنه لا يستطيع التعليق على القضايا المنظورة أمام المحاكم، حتى تستنفد كل الإجراءات القضائية.

وحول العلاقة بين سلطات الانقلاب وجماعة الإخوان المسلمين، قال فهمي: "نحن نحتاج لضمان الأمن حتى يعود الهدوء، ومن ثم يكون هناك مزيد من التسامح السياسي، ليس بين الحكومة والإخوان، ولكن بين جميع أطراف المجتمع، لأن هذا هو ما تحتاج البلاد إليه".

وتابع فهمي قائلا: "لا أعتقد أن تعود جماعة الإخوان إلى المنظومة السياسية خلال السنوات القليلة القادمة، وذلك لعدم قدرتها على تغيير فكرها الأيديولوجي، الذي يعتمد على الإقصاء وليس المشاركة بين جميع الأطياف"، مضيفا أنه "لا يمكن إعطاء أولوية للفكر الأيديولوجي على المواطنة، لأن هذا الأمر غير مقبول في أي نظام ديمقراطي، ولن يكون ذلك هو الحال في مصر".
التعليقات (0)