سياسة عربية

الهدنة في حمص السورية مقابل ضابط روسي و21 إيرانيا

النظام لم يفاوض على أي ضابط أو عنصر من قواته الأسرى لدى المعارضة - ارشيفية
النظام لم يفاوض على أي ضابط أو عنصر من قواته الأسرى لدى المعارضة - ارشيفية
قالت تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة، اليوم السبت، إن "هدنة حمص" التي دخلت حيز التنفيذ، ظهر الجمعة، كان ثمنها تسليم ضابط روسي و21 إيرانياً أسرى لدى قوات المعارضة، مقابل ضمان خروج نحو 2400 عنصراً منها من الأحياء التي تحاصرها قوات النظام في مدينة حمص وسط سوريا منذ 22 شهراً.

وفي بيان أصدرته، عرضت "شبكة سوريا مباشر"، ما قالت إنه تفاصيل الاتفاق الذي أبرم مؤخراً في حمص ما بين قوات المعارضة والنظام، ويفضي إلى انسحاب آمن لنحو 2400 مقاتلاً معارضاً محاصراً في عدد من أحياء حمص، مقابل تنازلات تقدمها قوات المعارضة من ضمنها تسليم ضابط روسي وأسرى إيرانيين لديها.

وأشارت الشبكة إلى أن النظام فاوض على تسليمه ضابطاً روسياً وامرأة إيرانية و20 مقاتلاً إيرانياً آخرين أسرى لدى مقاتلي المعارضة، دون التفاوض على أي ضابط أو عنصر من قواته الأسرى لديها.

وأوضحت "سوريا مباشر" أن الاتفاق جاء بعد عدد من جولات التفاوض التي تمت مؤخراً ما بين عدد من وجهاء وقادة قوات المعارضة في الأحياء المحاصرة من حمص، عقدت بحضور ضابط إيراني رفيع المستوى، لم تسمّه، وعدد من المسؤولين الأمنيين والحكوميين التابعين للنظام.

ونص الاتفاق، بحسب التنسيقية، على خروج جميع المحاصرين الذي يبلغ تعدادهم تقريباً ما بين 2200 و2400 مقاتلاً يتم نقلهم بأربعين حافلة ويرافق كل حافلة عضو تابع للأمم المتحدة كما ترافق شرطة النظام المدنية الحافلات التي تتوجه إلى الريف الشمالي للمحافظة الذي تسيطر عليه قوات المعارضة.

وأضافت بأن نقل المقاتلين سيبدأ، الأحد، على دفعات وتستمر حتى إخراجهم جميعاً من الأحياء المحاصرة.

وأشارت إلى أن الاتفاق لا يسمح بإخراج السلاح الثقيل الذي تمتلكه قوات المعارضة، وإنما يتضمن إخراج المقاتلين نصف أسلحتهم الرشاشة المتوسطة، بينما يحق لكل مقاتل باصطحاب سلاحه الفردي وحقيبة واحدة.

في حين يقوم أخصائيو الألغام من قوات المعارضة بالكشف عن مكان العبوات الناسفة والألغام التي زرعوها في أحياء المدينة، ويكون هؤلاء آخر الخارجين من المقاتلين، بحسب الاتفاق.

كما تتكفل سيارات الهلال الأحمر السوري بنقل المصابين من داخل الأحياء المحاصرة، كما يسمح لها بإدخال المواد الغذائية إلى سكان حي الوعر(خارج كتلة الأحياء المحاصرة بحمص) الذي تمنع قوات النظام إدخالها إلى الحي منذ أشهر.

ومقابل ذلك تُسلم الجبهة الإسلامية، وهي أكبر فصيل إسلامي متحالف مع الجيش الحر، ضابطاً روسياً مأسوراً لديها في ريف محافظة اللاذقية(غرب) أسر في أبريل/نيسان الماضي، وامرأة إيرانية تم أسرها على معبر "باب السلامة" الحدودي مع تركيا قبل أشهر، بالإضافة إلى 20 مقاتلاً إيرانياً أسرى كانوا يقاتلون إلى جانب قوات النظام.

كما تتعهد الجبهة بالسماح بإدخال المواد الغذائية وفرق الهلال الأحمر إلى بلدتي "نبّل" و"الزهراء" المواليتين للنظام بريف حلب الشمالي، والتي تحاصرها قوات المعارضة منذ أكثر من عام ونصف العام.

ولم يتسنّ التأكد مما ذكرته التنسيقية حول الهدنة من مصدر مستقل، كما لم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من النظام السوري بخصوصها، بسبب القيود التي يفرضها على الإعلام، كما لم يتسن الحصول على تعقيب روسي أو إيراني.

وتحاصر قوات النظام منذ أكثر من 22 شهراً 13 حياً في مدينة حمص، تسيطر عليها قوات المعارضة، وتضم نحو 4 آلاف مدني ومقاتل، وبدأت قوات النظام حملة عسكرية جديدة لاقتحامها أبريل/نيسان الماضي، ونجحت في التقدم بشكل محدود فيها.

وقال ناشطون من حمص، الجمعة، إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة دخل حيز التنفيذ ظهر اليوم نفسه، يفضي في نهايته لانسحاب آمن لقوات المعارضة من الأحياء التي تحاصرها قوات النظام.

ولحمص، أكبر محافظة سورية من حيث المساحة، أهمية استراتيجية كونها تتوسط البلاد وتشكل عقدة طرق بين أنحائها، كما أنها صلة الوصل بين منطقة الساحل التي ينحدر منها بشار الأسد ومركز ثقله الطائفي، مع العاصمة دمشق.

ويقول معارضون أنه من دون حمص لا يستطيع النظام إعلان دويلة "علوية" له، ضمن أي سيناريو محتمل لتقسيم البلاد على أساس طائفي، أو في حال فشله في بسط سيطرته مرة أخرى على كامل أنحاء البلاد.
التعليقات (0)