كتاب عربي 21

سانك يو .. ليت مي توك باي ارابيك

آيات عـرابي
1300x600
1300x600
هذه الكلمات المتلعثمة لخصت المشهد كله في مصر بعد 60 سنة من حكم العسكر. تم محو الدولة بالكامل، ولم يطفو فيها على السطح إلا كل جاهل أو فاسد أو خائن، هذه الكلمات عندما تخرج من شخص كان المفترض فيه أنه مدير المخابرات الحربية تعطي صورة مروعة عن مدى التعفن الذي أصاب مؤسسات الدولة، التي تدنت معايير الاختيار فيها فبنيت فقط على الولاء للحاكم من ناحية والرضا الأمريكي من ناحية أخرى، العسكر في مصر لم يؤسسوا جمهورية، بل كان إعلان الجمهورية وقتها قرار تأسيس شركة مساهمة، العسكر فيها مجلس الإدارة، اختفت كل معالم الدولة من مصر، فتم فصل السودان ثم غزة، وتم استئصال الدولة التي كانت تمثل مصالح الشعب وحلت محلها أفرع لشركة العسكر المساهمة، وانتقلت شركة العسكر المساهمة من ازدهار إلى ازدهار وانتقلت مصر من هزيمة إلى هزيمة، وبعدما كان الجيش ينتج نوعيات من الضباط المثقفين أمثال سعد الدين الشاذلي ويوسف السباعي وأحمد مظهر, أصبح ينتج المكرونة!  

كان أحمد مظهر مثلاً ضابطاً في سلاح الفرسان ثم اصبح قائدا لمدرسة الفروسية ثم حارب في فلسطين، قبل أن يصبح أحد نجوم السينما، سعد الدين الشاذلي، كان ضابطاً بالحرس الملكي وقاتلَ ضد الألمان في العلمين واستمرت انجازاته العسكرية حتى خطط لحرب أكتوبر مرورا بانشاء سلاح المظلات وكان هو الآخر يجيد الإنجليزية والفرنسية ويبدو كفارس نبيل وأذكر لقاءه مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر، وكيف كان يشرح تفاصيل خلافه مع السادات وتلك الجملة الفرنسية الشهيرة التي استعارها من لويس الرابع عشر ( انا الدولة والدولة أنا ) وكيف نطقها بطريقة شديدة الرقي حين أراد وصف خلافه مع السادات، كانت هذه هي نوعية الضباط التي ينتجها الجيش قبل كارثة 52، ضباط لائقون من ناحية العقل وسلامة البدن والثقافة الرفيعة، ضباط يظهرون كضباط حقيقيين !  

بالطبع لم يخل الأمر من استثناءات أدت لكوارث نزلت بمصر ومازلنا نعاني منها حتى الآن، ولكن معايير الاختيار اختلفت كثيرا، فالشركة التجارية التي تنتج الصلصة والمكرونة والمنشغلة بانشاء البنزينات والفنادق والدور والنوادي، والتي تستولي على اراضي الدولة، ليست بحاجة إلى ضباط فرسان نبلاء من نوعية أحمد مظهر وسعد الدين الشاذلي، ولكنها بحاجة لموظفين يرضى عنهم أسيادهم في أمريكا ويحوزون ثقة مديريهم في تل أبيب، وهي مهنة اشبه بمهنة فؤاد المهندس في مسرحية ( أنا وهو وهي)، فالمطلوب من هؤلاء الموظفين أن يكونوا مجرد صبية وكلاء ينفذون إرادة صاحب التوكيل، وفي المقابل تتدفق عليهم الأموال وعمولات الأسلحة التي استغنت عنها أمريكا منذ سنوات !

ولا ضرر وقتها من أن يتقاضى أحد هؤلاء الصبية راتبا شهريا قدره 4 ملايين جنيه، وأن يرقي نفسه لرتبة المشير دون أن يطلق رصاصة واحدة في حياته، وبالطبع لا يشترط أن يكون هؤلاء الموظفون ممشوقي القامة, لائقي الهيئة، سليمي البدن، صحيحي العقل، فتلك المواصفات القزمية تكفي، بل ربما تكون مطلوبة من الناحية النفسية، أن يكون ( الموظف ) مستشعراً دائماً لعقد النقص في مظهره وخلفيته الاجتماعية والثقافية، ليسهل التحكم فيه وتوجيهه! 

جيش الدولة الذي يحرص على ضم المؤهلين نفسيا وبدنيا وعقليا هو ما أنتج ضباطا لامعين يجيدون أكثر من لغة مثل الشاذلي يُوضعون على قدم المساواة مع روزفلت وديجول ومونتجومري، بينما أنتجت شركة المكرونة بالصلصة ومزارع الدواجن وتسمين العجول موظفين أقزاما يتكلمون إنجليزية ليسن يور أوباما وسانك يو .. ليت مي توك باي ارابيك!

وهي على كل حال علامة قرب انتهاء هذا الحكم العسكري الذي لم يعد بمقدوره إلا أن يفرز مثل هذه التشوهات!
التعليقات (2)
Ahmed Hassan
الخميس، 29-05-2014 07:21 م
شعر:((اكفف دموعك)):أحمد حسن:شاعر رابعة ************** اكفف دموعك واستكمل الكفاح***قد خاب من ترك الكفاح وناح* فالإنقلاب ينتفض انتفاضة الذبيح***والفجر قد بدى فى الآفاق ولاح* ويا أيه اليئوس ابتعد فلست منا***سنن الإله ليس مع اليأس فلاح* سيسىُّ يطفو على بحر الفضائح***وحكومته تغرق مالها جناح* والشرق بعد الغرب قد كفروا به***وأبو دجانة اليوم قد عقد الوشاح* وشباب النصر لا يستكينون لحظةً***وقد أعدوا لحصد عدوهم الرماح* ووقود الصباح من دمنا يُغَذّى***ولنوقدن من دمنا ذاك الصباح* وقد أعدّ الخائنون سفينة غدرهم***فأتتهم بما لا تشتهيها الرياح* والعلقمىّ يفقد كل يومٍ صوابه***يحسب أن حكم كنانتنا مباح* وإلى الحق آب كل من كان له***من الفطانة قدر نصف لقاح* هى حكمة الرحمن فى تقديره***أظلم الظُّلمة قبل الفجر البَوَاح* هلمّوا إلى خنق انقلابٍ غادرٍ***مصرنا السفينة ومرسيُّنا الملاّح* ويا أنصار سيسىٍ ويلٌ لكم***سيحرقكم يوم نصرنا الإصلاح* فى أرض الكنانة قدعثتم فسادً***فتمرّغتم فى الفجور حتى الإفتضاح* وإنا لعائدون لنصر بلادنا***ولنخسفن الأرض بوجوهكم الوِقاح* وليصبحنّ هذا الإنقلاب ذكرى***ولتذهبنّ به مع من ذهبوا الرياح* ****************************************** ......................................................................................... شعر ((يرتقى لنهايته المحتومة))بقلم:أحمد حسن: ******************************** اصعد يا فرعون سريعا فى المناصب ********************بشراك من رب العباد عذابٌ واصب. أرى المنايا لا تدعك عُجالةً *******************لأخذك بالعذاب يا شر النواصب. علا فرعون فى الأرض باغياً *******************فأُتْبِع علُوُّه بشر العواقب. بشراك يابن اليهودية الشمطاء *******************بشراك بعذابٍ أنت له صاحب. فالعد التنازلى لاغتيالك قد بدأ ******************وليتصدّعن نظامك الغبى الغاصب. تالله ما ترشحك إلا النهاية *****************لك ولشعبٍ يستحق سُكْنَى الزرائب. بشراكموا أهل الشريعة والهدى ******************وليَحْرِقَنّ عجلهم اللهيب الغاضب. وستعود فيفى عاهرةً منبوذةً *****************ويعود مرسينا الحبيب الغائب. وتعود مصرنا أنهارً وقصورًا ******************وسترحل عن مصرنا غربان الخرائب. ********************************************** نهاية الإنقلاب(إن شاء الله تعالى): من مدة كبيرة توقعت نهاية الإنقلاب فصغتها شعرا قلت فيه: نهاية الإنقلاب فى أربع***لمن كان يرى الحق ويسمع . قتلةٌلليهودى اللعين***صاحب الغدر الأشنع. ثم انهيار حكومته الخرقاء*** فتغدو كيانا يتصدع. ثم ثورة إسلامية كبرى***تهتز لها الجبابر وتخضع. ثم يأتى بعد ذلك مُرسيُّنا***بحكومة لها المقام الأرفع. ثم نرى المشانق والمقاصل***عليها رءوس المجرمين تُقطَّع. .***************************** ملاحظة:النواصب جمع :ناصبىّ وهو من عادى الإمام على كرم الله وجهه وحاربه بالباطل فشبهته بهم لتشابه فعله بفعلهم.
بسيوني عبد الكريم
السبت، 24-05-2014 02:29 م
سيدتي ايتها النبت الطاهر من ارض مصر. لقد ذكرتي في مقالك نبت طاهر اخر من ارض مصرنا الحبيبة الاوهو المغفور له الفريق سعد الدين الشاذلي وهذا هو نتاج مصنع الرجال وليس كالخاين نتاج مصانع المكرونة والصلصة كالخاين 000تاح