سياسة عربية

بدء يوم ثان للاقتراع برئاسة مصر وسط مقاطعة واسعة

اليوم الأول للاقتراع شهد إقبالا دون المتوقع - الأناضول
اليوم الأول للاقتراع شهد إقبالا دون المتوقع - الأناضول
فتحت مراكز الاقتراع، صباح الثلاثاء، أبوابها أمام الناخبين في اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية في جميع أنحاء مصر، بعد يوم شهد إقبالا ضعيفا، أحرج السلطات الساعية إلى شرعنة الانقلاب من خلال الانتخابات المحسومة لصالح قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

فيما نظم أنصار الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي،  مظاهرات صباحية بعدة مدن، اعتراضا على الانتخابات الرئاسية، التي بدأت أمس وتستمر الثلاثاء.

ففي الإسكندرية، نظم أنصار لمرسي مسيرات صباحية، تزامنا مع فتح مراكز الاقتراع، معلنين تمسكهم بمرسي، وشرعيته.

وامتدت المسيرات في أحياء الورديان، والهانوفيل، وبرج العرب، وردد المشاركون فيها هتافات رافضة للانتخابات الرئاسية.

وفي الشرقية، خرجت عدة مسيرات لمؤيدي مرسي بمدن وقرى المحافظة، للإعلان عن رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية والدعوة لمقاطعتها، رددوا خلالها هتافات مناهضة للجيش والشرطة.

وهو ما تكرر في محافظات القليوبية، والدقهلية، والفيوم، والبحيرة.

وكانت مراكز الاقتراع أغلقت أبوابها في الساعة الـ 9 من مساء أمس الإثنين مختتمة اليوم الأول من التصويت في الانتخابات الرئاسية، وسط مشاركة جاءت دون المتوقع، حسب اعتراف مسؤول في الحكومة.

وتراوح التصويت بين "المتوسط" و"المنخفض" على مدار فترات اليوم المختلفة، وبقى الإقبال التصويتي محصورا بصورة كبيرة في النساء وكبار السن، فيما كان حضور الشباب محدودا.

وبعد دقائق من إغلاق مراكز الاقتراع في يومه الأول، أعلن رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، في لقاء مع التلفزيون الرسمي، أنه تقرر منح المصريين إجازة من العمل يوم الثلاثاء؛ "نزولا على رغبة الإرادة الشعبية، وحتى يتمكن الجميع من الإدلاء بصوته".

وتوقعت حملتا المرشحين الرئاسيين وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي واليساري الناصري حمدين صباحي ارتفاع نسبة الإقبال على التصويت في اليوم الثاني والأخير من أيام التصويت في الانتخابات.

وبحسب الحملتين فإن "هذا التوقع يرجع إلى عدة أسباب هي الإجازة التي أعطتها الحكومة اليوم للمؤسسات الحكومية، والحشد الإعلامي المكثف لتشجيع المواطنين على المشاركة، ورغبة الكثيرين الذين يفضلون التصويت في الساعات الأخيرة".

كما توقع مراقبون أن يزيد الإقبال في اليوم الثاني كرد فعل معاكس لما وصفوه بـ"استفزازات المعارضين". 

مقاطعة قاصمة

من جهته أصدر التحالف الوطني بيانا، مساء الاثنين، أعلن فيه تقديره لمقاطعة الشعب المصري "الثورية" لانتخابات "رئاسة الدم".

وأشار التحالف في بيانه -الذي تلقت "عربي21" نسخة منه- إلى أن المقاطعة كانت قاصمة للباطل وجددت الثقة في الثورة ومكتسباتها الدستورية، ووضعت الانقلاب عند حجمه الطبيعي كقزم مشوه في نهاية أول أيام المسرحية الهزلية. 

وقال التحالف إن "حكومة الانقلاب" تتحرك في اللحظات الأخيرة بمنح العاملين بالدولة إجازة إجبارية في محاولة يائسة لمواجهة المقاطعة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لتقدم دليلا دامغا على نجاح المقاطعة الشعبية الواسعة مبكرا.

وحذر التحالف من "تزوير مرتقب" لإخفاء الحقيقة، عن طريق "حمل الصناديق سفاحا" بعد تركها في ظلام الليل في أحضان اللصوص الخونة حيث يتم التلاعب بالأرقام لإخفاء الفضيحة وحفظ ماء وجه الباطل خاصة مع الانتهاكات العظيمة التي عززت بطلان الباطل.

وجهة نظر مستقلة

من الجدير بالذكر أنّ صحيفة الإندبندنت البريطانية أكدت، الاثنين، أن "انتخابات الرئاسة المصرية ليست انتخابات حقيقية، فهناك منافس واحد للسيسي، يساري تعرض للتدجين، سمح له بالنزول في الانتخابات لتقديم وجه جميل للمنافسة، ويغيب عن الانتخابات الإسلاميون، الذين فازوا بشكل مقنع في كل الانتخابات التي أعقبت سقوط مبارك. وغيابهم ليس مثيرا للدهشة، حيث دفع السيسي لحظر الإخوان المسلمين واعتبارها جماعة إرهابية".

وتجرى الانتخابات، التي دعي إليها نحو 54 مليون ناخب، وسط إجراءات أمنية مشددة؛ حيث تحولت مراكز الاقتراع إلى ما يشبه "الثكنات العسكرية"، وقد أحيطت بالحواجز الحديدية، كما تم وضع السواتر الرملية أمام أبواب المراكز، وانتشرت الدوريات الأمنية المشتركة بين الجيش والشرطة في محيطها.
التعليقات (0)